سؤال و جواب – 📝

سؤال : ما هي رموز المعمودية في العهد القديم ؟

الجواب

أولا: فلك نوح والطوفان

أمر الله نوح أن يبني فلكاً . وذلك بسبب حدوث طوفان على وجه الأرض "فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم، فهـا أنـا مهلكهـم مـع الأرض. اصنع لنفسك فلكاً . من خشب خفر.." (تم ٦ : ١٣، ١٤). لقد استغرق بناء الفلك ما يقرب من ١٢٠ سنة.

وفي أثناء هذه الفترة كان باقي الشعب يستهزئ بنـوح لأنه يقوم ببناء سفينة الفلك على الأرض اليابسة حيث لا يوجد ماء من حوله. ولكن نوح كان له الإيمان بأن الخلاص سيتم بواسطة الفلك. وبالفعل أتى الله بالطوفان ولم ينج منـه غـيـر نـوح وامرأته وأولاده الثلاث بزوجاتهم؛ أي ثماني أنفس فقط هم الذين خلصوا.

لقـد كـان الطوفـان رمـزاً للخلاص بالمعمودية وهـو أمر لا يقبـل المساومة عنـد الله. "وكـان الطوفان أربعين يوماً على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك. فارتفع عن الأرض.. فمـات كـل ذی جسد كان يدب على الأرض" (تك ٧: ۱۷-۲۱) وأخـذ نـوح مـن الحيوانات الطاهرة سبعة أزواج لكى يقدم منهـا ذبائح للرب، ومن الحيوانات الغير طاهرة زوجاً واحداً لكي يجدد الحياة مرة أخرى على الأرض "ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة. ومن الطيور وكـل مـا يدب على الأرض. دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلـك ذكـراً وأنثى كما أمر الله نوحاً" (تك۷: ۸، ۹). لقد كانت جميع الحيوانات تطيع نوح لأن الروح القدس كان قد أعطاه -كنبي - القوة والحكمة، وكيفية التصرف، كمـا أعـطـاه سلطاناً على هذه الكائنات. أما الأشرار الذين لم يقبلوا كرازة نوح فإنهم لم يخلصوا من الطوفان.

وقد ربط معلمنا بطرس الرسول بين الفلك والمعمودية وقال: "في أيـام نـوح إذ كان الفلـك يبنى الذي فيه خلـص قليلون أى ثماني أنـفس بالماء، الذي مثالـه يخلصـنـا نحـن الآن أي المعموديـة" (۱بط۳: ۲۰، ۲۱) وعندما أراد نوح أن يعرف إن كانت الحياة قد بدأت تدب على الأرض مرة أخرى أم لا، أرسل حمامة فعادت ومعها غصن زيتون إشارة بأن الحياة قد بدأت تعود مرة أخرى على الأرض. فاستطاع نوح وأسرته بالإيمان أن يعبروا في الطوفان دون أن يموتوا، فخرج مـن داخـل المـوت؛ حيـاة.. وهذه هي فلسفة المعمودية أو معنى المعمودية.

لذلك شرح قداسة البابا شنوده الثالث في كتاب "اللاهوت المقارن" إن المعمودية لازمـة للـخـلاص لأنهـا شـركة في مـوت المسيح.. لأنها إيمـان بـالموت كوسيلة للحياة.. واعتراف بأن أجرة الخطية هي موت؛ فالإنسان يدفن بالمعمودية لكى يبدأ حياة جديدة.. أي يدفن الإنسان العتيـق بالمعمودية، ويخرج الإنسان الجديد.

+ ففلـك نـوح كـان رمـزاً لجسد يسوع المسيح.. وبتقديم جسد يسوع ذبيحة على الصليب؛ خلصنا نحـن مـن طوفان بحر العالم، ومن الهلاك الأبدى.

+ والحمامة التي دخلت الفلك من الطاقة، هي مثل الروح القدس الذي استقر بهيئة جسمية مثل حمامة على رأس السيد المسيح في مياه نهر الأردن .

+ وغصن الزيتون يرمز إلى زيت الزيتون، وزيت الزيتون هو الذي يستخدم في المسحة المقدسة في الميرون .. يرشم المعمد بزيت الميرون المقدس الذي فيه مسحة الروح القدس بعد العماد، وبذلك يكون ممسوحاً بالروح القدس، ولذلك يدعى "مسيحياً".

+ فلقـب "إنسـان مسيحى" يقترن بفكـرة إنـه قـد تعمـد ومسـح بالمسحة المقدسة، وأيضاً نسبة إلى السيد المسيح الذي هو مسيح الرب الذي مسح من أجل إتمام وبهذا نرى أن الطوفان يرمز للمعمودية، والحمامة حاملة غصن الفداء.. الزيتون ترمز إلى سر الميرون الذي يعقب المعمودية.

رموز المعمودية في العهد القديم


 

ladlamp

يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]