سؤال : هل تمسك المسيحيين و اعتزاز اليهود بالعهد القديم دليل على عدم تحريف الكتاب المقدس ؟
الجواب
العجيب أن شعب إسرائيل بالرغم من عداوته للسيد المسيح ، لـكـن اعتزازه بالكتاب المقدس والأسفار المقدسة جعله لا يحذف النبـوات التي تكلمت عن السيد المسيح في الكتب المقدسة التي شملتها قوانينهم مثل نبوة أشعياء " لكن أحزاننا حملهـا وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا " ( أش ٥٣ : ٤-٥ ) .
كلام محرج جداً لليهود .. لكن هذا يوضح لنا مدى حرص شعب إسرائيل على المحافظة على الأسفار بدون تحريف على الرغم من أن كلامها فيه إحراج لهم . ففي قول الكتاب " ثم قال الرب لي وإن وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكـون نفسي نحو هذا الشعب " ( أر ١٥ : ١ ) ، فهذه الكلمات تعتبر تجريحاً لشعب إسرائيل . فلو أراد اليهود تحريف هذه الأسفار لكانوا قد حذفوا هذه العبارة مثلاً ، ولكنهم لا يقدرون أن يحذفوا ولا حرف واحد ولا كلمة واحدة مـن تـوراتهم ، لأنهـم وقـت كتابتهـم صـفـحة في الكتاب المقـدس يحصـون عـدد الأحـرف في السطر أفقى ، وعدد الأسطر في الصفحة كلها .. فكيف يحذف بعد حتى ولو كلمة واحدة إن كان من المحال أن يتغير عدد الأحرف .
وأيضاً " وقـد صـار عقاب بنت شعبى أعظـم مـن قصاص خطية سدوم التي انقلبت كأنه في لحظة ولم تلق عليها أياد . كان نذرها أنقى من الثلج وأكثر بياضاً من اللبن .. لم يعرفوا في الشوارع لصق جلـدهـم بعظمهـم .. أيـادى النساء الحنائن طبخـت أولادهـن . صـاروا طعاماً لهن في سحق بنت شعبي . أتـم الـرب غيظه ، سكب حمو غضبه وأشعل ناراً في صهيون فأكلت أسسها . لم تصدق ملوك الأرض وكـل سـكان المسكونة أن العـدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم . مـن أجـل خطايا أنبيائها وآثام كهنتها السافكين في وسطها دم الصديقين . تاهوا كعمي في الشوارع وتلطخـوا بالدم حتى لم يستطع أحد أن يمس ملابسهم " ( مراثى 4 : ٦-١٤ ) .
عبارة " من أجل خطايا أنبيائها " يقصد بها الأنبياء الكذبة الذين كانوا يتملقون الملوك ويكذبون عليهم . فإن أراد اليهود تحريف الكتاب المقدس لكانـوا قـد حـذفوا هـذه الاتهامات التي ضدهم ، واللعنات الموجهه إليهم هذا ناحية ، ومن ناحية أخرى كانوا قد حذفوا النبوات الواضحة عن السيد المسيح . وإن كان المسيحيون حرفـوا الكتاب المقـدس ، لما سكت اليهـود إطلاقاً ، لأن الكتاب المقدس العهد القديم هو كتابهم .
إن مجرد تفسير بولس الرسول بأن الختان كـان رمزاً للمعمودية ، قام عليه اليهود . ونذر أربعون شخصاً أن لا يأكلوا إلا بعد قتله لأنهم اعتبروه ناقضاً للناموس . وكذلك السيد المسيح عندما شفى مرضى في يوم السبت قام عليه اليهود وحكم عليه بالموت . فإن كان من يغير في تفسير الشريعة فقط ، وليس في نصها ، كان يحكم عليه بالموت ، فماذا سوف يكون الموقـف إذا قـام أحـد بتغييـر النص ؟ !! فالسيد المسيح لم يغير في النص على الإطلاق ، لكـن قـال لهـم " السبت إنما جعل لأجل الإنسان ، لا الإنسان لأجل السبت ، إذاً ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " ( مر ٢ : ۲۷ ، ۲۸ ) .
وسألهم " ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى ويسقيه ، وهذه هي ابنة ابراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة ، أما كان ينبغى أن تُحل من هذا الرباط في يوم السبت " ( لو ١٣ : ١٥ ، ١٦ ) كانت المسألة مجرد حوار حول التفسير فقط ، لكن لم يحدث إطلاقاً صراع حول النص . بل على العكس لقد شهد السيد المسيح للعهد القديم في مواقـف كثيرة كما أوضحنا سابقاً ، وقد سألهم أيضاً " ماذا تظنون في المسيح ، ابن من هو ؟ قالوا له ابن داود . قال لهم : فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً : قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك " ( مت ٢٢ : ٤٢-٤٥ ) شهد الرب أن ما قاله داود هو بالروح .
يذكر عهده المقدس :
+ يوجد اقتباسات كثيرة جـداً مـن العـهـد القـديـم مـوجـودة في العهد الجديد وكذلك أقوال كثيرة للسيد المسيح في العهد الجديد مأخوذة من العهد القديم " فأجابه يسـوع قائلاً : مكتوب أن ليس بالخبز وحـده يحيا الإنسـان بـل بـكـل كلمـة . من الله " ( لو ٤ : ٤ ) . وكذلك قوله لتلاميذه " إنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنـى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير " ( لو ٢٤ : ٤٤ ) . فلا يستطيع أحد أن يدعى تحريف العهد القديم . ولكـن أحياناً يقول البعض إن العهد الجديد هو الذي يجب أن نتبعه ، لأن العهد القديم به وصايا قد انتهت بمجيء السيد المسيح ، لدرجة أن يقولون إن إله العهد القديم ليس هو إله العهد الجديد .. هذا كلام خاطئ جداً ، لأن الذي تغير هو الإنسان وليس الله . لأن عهد الخلاص الذي أعطاه الله لإبراهيم في العهد القديم هو الذي تحقق في العهد الجديد " وأقام لنـا قـرن خلاص في بيت داود فتاه .. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس ، القسم الذي نفسه حلف لابراهيم أبينا أن يعطينا إننـا بلا خوف منقـذيـن مـن أيـدى أعدائنا نعبده بقداسة وبر جميع أيام حياتنا " ( لو ١ : ٦٩-٧٥ ) .
دليل عدم تحريف الكتاب المقدس - عدم تحريف الكتاب المقدس
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]