سؤال : كيف يعلمنا الروح القدس ما في الأسفار المقدسة ( الكتاب المقدس ) ؟
الجواب
كـان يوجـد شـابة مـن أسـرة مسيحية . عاشت في مدينـة الإسكندرية في القرون الأولى للمسيحية . وكانت تدعى مريم ، وقد توفى والديها وكان عمرهـا حـوالى اثنتي عشرة سنة ، وقد سيطر الشيطان عليها وانحرفت وهي في مرحلة المراهقة والشباب . وعاشت حياة خطية محزنة جداً .
وكان في أيام الفصح يذهب عدد كبير من المسيحيين إلى القدس لحضور الأسبوع المقدس ( أسبوع الآلام ) وعيد القيامة هناك . وكانوا يأخذون السفن من ميناء الإسكندرية إلى ميناء حيفا ، ثم يكملون إلى مدينة أورشليم . فجاءت لمريم فكرة الذهاب لممارسة الخطية في هذه الأماكن السياحية ، وعندما وصلت إلى أورشليم حيث كنيسة القيامة هناك حاولت الدخول ولكنها لم تستطع ، وبدأت تبكى لأنها شعرت بغضب الله عليها .
وذهبت إلى أيقونة السيدة العذراء وبدأت تبكى . فسمعت صوتاً من الأيقونة يقول لها { إن أردت أن تخلصى فاخرجي إلى البرية فذهبت إلى الصحراء المحيطة بنهر الأردن ، القريبة من جبل التجربة الذي خرج إليه السيد المسيح بعد عماده من نهر الأردن . وبعد أن عاشت القديسة مريم ما يقرب من خمسين سنة في البرية ، قابلها القديس زوسيما في الأربعين المقدسة . رآها من بعيد فظن في البداية أنهـا خيـال ، فقالت له لا تقترب لأني امرأة عارية وكانت الشمس قد لوحت جسمها فاسمر لون جلدها . فطرح لها العباءة الخاصة به ، ثم بدأت تتحدث معه ، وحكت له قصتها واعترفت بخطاياهـا .
وقـد كـانـت أثنـاء حـديثها معـه تتكلم من الكتـاب المقدس . فقال لها كيف وأنت في البرية منذ شبابك المبكر عرفت كل هذه الآيات ، وأنا لم أرى معك أي كتاب ؟ !! فقالت له إن الروح القدس الذي أوحى للأنبياء والرسـل مـا كـتبـوه في الكتاب المقدس هو الذي علمني ما في الكتاب المقدس . ثم طلبت منه أن يأتى إليها في العام القادم عندما يخرج إلى البرية في الـصـوم الأربعيني ، وأن يحضر معه الجسد المقدس لكي تتناول من الأسرار المقدسة . وفعلاً في العام التالي ذهب إليهـا وناولهـا مـن الأسرار المقدسة ، ثم انفصلت عنه بعض خطوات وبدأت تصلي. وقد وجدها وهى تصلي مرتفعة عن الأرض مسافة حوالي متر . وهذا يعنى أنها قد وصلت إلى درجة روحية عالية جداً . ثم ركعت وأسلمت الروح . فقام بدفن جسدها وكتب سيرتها . وقد دعيت القديسة " مريم المصرية " لأنهـا كانـت مـن مـصـر ولكنها لم تعش في مصر فترة سياحتها في البرية ، بل قضتها في براري الأردن .
وهذا يوضح لنا أنه لا يجب أن نشعر أن الكتاب المقدس خارج عنا أو غريب عنا . ولا نستطيع أن نقبل أي دعاوى تقول بتحريف الكتاب المقدس .
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]