Site icon ladcoptic

نشأة الكنيسة القبطية وتاريخها في مصر (٣) .. مارمرقس ينجح في تأسيسها رغم انتشار الوثنية..

الكنيسة القبطية

الكنيسة القبطية

نشأة الكنيسة القبطية  :

و تاريخها في مصر (٣).. مارمرقس ينجح في تأسيسها رغم انتشار الوثنية..

 

 

ظلت الكنيسة القبطية التى أسسها مارمرقس تقاسى الشدائد والضيقات وتتحمل المظالم والاضطهادات ، وخلال السطور القادمة نتحدث عن مجيئ مارمرقس إلى مصر وكيف أسسها والمصاعب التى واجهها، وماهى الطقوس التى تسلمناها من الرسول ومازالت موجودة حتى الأن وماهي العادات التى اندثرت، ولكن تذكر عزيزى القارئ أننا في الحلقات الماضية من هذه السلسة تحدثنا عن تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، والقينا الضوء على مجيئ قيصر ومجيئ المسيح وايضا أهمية حصن بابليون والذى يستمر معنا في هذه الحلقة.

رحلة مارمرقس إلى مصر بمرافقة بطرس:
وقد اتفق الجميع على أن مارمرقس هو مؤسس الكنيسة المصرية، ولكن تقول الكاتبة ” إيديث لويزا فلوير بوتشر” أن السنة التى جاء فيها إلى مصر لم يتفق على تعيينها، ورافق ماربطرس الرسول مارمرقس إلى بابليون والتى كتب بها رسالته الأولى للأمم وجاء ذلك في آخر هذه الرسالة، وتشير الكاتبة إلى أنه لايوجد دليل قوى على ذلك ولكنه أيضا لم يوضح أن بابل التى ذكرها هى بابل اشور وايضا في العصور الأولى من التاريخ المسيحى قلما كانت الكنائس الغربية تعرف شيئا عن بابليون المصرية.

نشأة مؤسس الكنيسة القبطية:
وقد ذكر في التواريخ المصرية أن مارمرقس ولد بأقليم الخمس مدن الغربية “بنتابوليس” الواقعة على حدود القطر المصرى من الجهة الشمالية الغربية وكان يعتبر جزء من مصر منذ عهد بطليموس، وكانت عائلة مارمرقس ذات ثروة وسطت عليها بعض قبائل البدو ونهبت أموالها وأمتعتها وذلك قبل ولادة مارمرقس وأبوه يدعو كريستوبولس وكان سلفاً لبرنابا، وبعد عملية السطو هاجر إلى فلسطين واستوطن بالقرب من أورشليم وكانت هناك صلة قرابة مع بطرس عن طريق النسب.

وجاء مارمرقس إلى مصر مع بطرس في قافلة واستقرا في بابليون ثم غادر بطرس وأكمل مارمرقس ، وتقول الكاتبة أنه كتب قسما كبيرا من انجيل مارمرقس خلال إقامته في بابليون مع بطرس.

رسامة أول أسقف:
وبعد ذلك ذهب للإسكندرية وأول من أصبح مسيحى هو الرجل الاسكافي إنيانوس وتشرح الكاتبة أسواق الاسكافية في مصر وحوانيتهم الرطبة المظلمة، وقد صنع مارمرقس أية مع إنيانوس وشفاه من مرض عضال، واستقر مارمرقس في منزل إنيانوس وبدأ الكثيرون يدخلون المسبحية.
وعند عودة مارمرقس إلى فلسطين في عام ٤٩ م رسم إنيانوس أسقفا ومعه ثلاثة قسوس وسبع شمامسة.
حيث ذهب مارمرقس ليحضر مع بطرس مجمع أورشليم الذى انعقد في سنة ٥٠ م، وبعدها كان بولس وبرنابا ذاهبين للتبشير وطلب برنابا أن يكون مارمرقس معهم ورفض بولس فافترقا وذهب برنابا ومارمرقس إلى قبرص، ولم يذكر عنهما بهذا ذلك شئ ويرجح أن مارمرقس عاد إلى مصر وقد أسس خمس كنائس أخرى من ضمنها كنيستى القيروان وليبيا.
وقد شيدت الكنيسة الأولى بالأسكندرية بمكان يقال له بوكاليا واقع على شاطئ البحر، وصارت بوكاليا بعد ذلك أبروشية آريوس الهرطوقى الأكبر، وسميت “بوكاليا” بهذا الأسم كما ذكره المؤرخ استرابو أن القطعة المذكورة كانت قبلا مرعى للماشية ومن هنا اشتق الأسم.

وفاته ورحلة تعذيبه:
ويرجح المؤرخين أن مارمرقس توفى في السنة الثانية من ملك نيرون اى أوائل ٦٢م، ويقال أن مارمرقس جاهر في عيد الآلهة سيرابيس “أكبر الأعياد عند وثني مصر” بتقبيح هذه العبادة وتحريم الاحتفال بالعيد وأهاج ذلك سخط الوثنيين وقبصوا على مارمرقس وربطوا عنقه بحبل وجروه وطافوا به في أعظم شوارع المدينة ثم اودعوه في السجن وبعدها أخذوه أيضا وطافوا به حول المدينة في موكب الآلهة سيرابيس حتى اسلم الروح ودفن في كنيسة بوكاليا، وكان لتينتخب بطريرك الا على قبر مارمرقس واستمرت هذه العادة لقرون عديدة.

الكنيسة القبطية تحافظ على الطقوس:
تعتبر الكنيسة القبطية أكثر كنيسة حافظت على نظامها وطقوسها الأصلية التى أسسها مارمرقس حتى الأن، فهى أقل الكنائس اختلافا عما كانت عليه حين نشأتها وبقيت سلسلة المراتب الكهنوتية الثلاث متصلة بدون انقطاع، وحافظت أيضا على أسرار الكنيسة السبعة، وفى القرنين الثالث والرابع كانت تؤجل العماد إلى الساعة الأخيرة من حياتهم.
يذكر أن هناك عادات كثيرة في الكنائس الغربية منقولة من قدماء المصريين منها التونية البيضاء فهى “عبارة عن جبة الكتان الأبيض التى كان يلبسها كاهن ايزيس.
تغيير وحيد في الكنيسة القبطية:
تذكر الكاتبة أن هناك تغيير طرأ عن الحالة الأصلية في الصيانات حيث زادت في عددها وصرامتها، فقد كان الصيام في البداية يصوم رجال الكنيسة بأسرها أربعين ساعة متوالية من يوم الجمعة الحزينة لأحد القيامة، وفي أواخر القرن الثاني بدل الاربعين ساعة بأربعين يوما والذى جعل الصوم المقدس أربعين يوما هو الأنبا ديمتريوس الذى رسم بطريركاً عام ١٨٩ م.
واوضحت الكاتبة بعد البحث ودقة التحرر أنه في القرن الأول لم يكن بين المسحيين في مصر رهبان ولا راهبات، وفي منتصف القرن الثاني اقتبست من الديانة الوثنية المصرية عادة العيشة الانفرادية والخلوة لأجل التنسك والتضرع والصوم والصلاة، ثم انتشرت هذه العادة من مصر إلى العالم المسيحى بأسره.

 

 

المصدر : وطنى

 

تابع الحلقات السابقة في هذه السلسلة:

 

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube

Exit mobile version