سؤال : هل تم القول الرحمة و الحق تلاقيا ؟ وما معنى ذلك ؟
الجواب
+ الرحمة والحق تلاقيا :
على الصليب كان الحل ؛ فالإنسان يحتاج أن يعرف عن الله أمرين في نفس الوقت والاثنان يتقابلان معاً . يعرف أن الله يكره الخطية جداً ، ويعرف أن الله يحبه جداً . فلو علم أن الله يحبه فقط ولكن يترك له الخطية فبذلك تكون صورة الله في نظره أنه ليس قدوساً ، وبذلك فإن الإنسان من الممكن أن يستسهل الخطية ولا يكرهها .
وكذلك إذا رأى أن الله يكره الخطية فقط ، ولم يبصر محبته فسوف يخاف من الله ، وتكون هناك عداوة بينه وبين الله ولا يشعر بأبوته . ولكن هذه المشكلة ليست عند الله ، ولكن عند الإنسان .
فالأنسان غير قادر على فهم الله فهماً سليماً . لذلك يقول المزمور " الرحمة والحق تلاقيـا العـدل والسـلام تلاثمـا " ( مز ٨٤ : ١٠ ) . أي أنـه علـى الصليب الرحمة والحق إلتقيا معاً ، ورأينا بأعيننا الرحمة والحق معاً ، أو الرحمة والبر ، فكلمة الحق تأتى أحياناً بمعنى البر . إن الله يـريـد أن يبين لنـا مـدى غضـبه مـن الخطيـة : فعنـدما حمـل السيد المسيح خطايانا ورأيناه يجلد .. ويعذب .. ويتألم وهـو لم يفعل شيئاً سيئاً !! ولكن كل هذا بسبب خطايانا نحن .
فهل إلى هذه الدرجة تؤذى الخطية قلب الله ويكرهها إلى هـذه الدرجـة ؟ !! لدرجـة أنهـا اسـتوجبت أن المسيح البـار القدوس ، ابنه الوحيد ، يتألم كل هذه الآلام لكي يدفع ثمن خطية الإنسان !!
من الهلاك إن هذا يجعل الإنسان ينظر إلى الخطية ويرى مدى فظاعتها ويرى المسيح وهو يجلد ، ويعرف أن المسيح قد جلد لأجله ، لأنه دفع ثمن لذة الخطية . إذ أن الله يحبه ويريد أن يخلصه الأبدي . ولكن بالرغم من أن هذا الجلد لم يقع على الإنسان الخاطئ .. ولكنه يشعر أنه هو الذي يضرب ، لأن هذه هي خطيته . وهذا يجعله يخجل من الله ، ويشعر أن السياط ينزل على مشاعره هو . وصوت الرب يناديه : هل هذه هي لذة الخطية التي تحبها ؟ ! . انظر أن السيد المسيح هو الذي يدفع ثمنها !! هل سوف تحبها مرة أخرى أم سوف تبدأ في كراهيتها ؟ ! . إن الله لو فعل ذلك في الإنسان الخاطئ نفسه فلن يشعر أن الله يحبـه بـالـرغـم مـن أن الإنسان يستحق هذه العقوبة . لكـن عنـدما يرفع الله عن الإنسان العقوبة ويدفع هو ثمنها . يبدأ الإنسان يقول في نفسه : هـل أنـا الـذي سـوف أتسبب للبـار القـدوس في أن يتعذب بهذه الطريقة . لابد أن أراجع نفسى .. لابد أن أتـوب .. لابد أن أكره الخطية ولا يمكن أن أحبها .
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]