سؤال : هل أخفى الله الكلمة ( السيد المسيح ) لاهوته عن الشيطان ؟
الجواب
الله يخفى لاهوته عن الشيطان : عـنـدما أغـوى الشيطان حـواء قال لها تعالي أنظري هـذه الشجرة " فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخـذت مـن ثمرهـا وأكلت ، وأعطـت رجلهـا أيضـاً معهـا فـأكـل " ( تـك ٣ : ٦ ) . والشيطان لكي يفعـل ذلك اختفى في الحية " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية " ( تك ٣ : ١ ) .
فقال السيد المسيح : سوف أسقي الشيطان من نفس الكأس التي سقاها للبشر . فأتى ابن الله الوحيد - كلمة الله- وتحسد وأخفى لاهوتـه عـن الشيطان وأتى في صـورة إنسان . وأصبح الشيطان متحيراً إن كان هو كلمة الله أم لا ؟ فأحياناً يقول لا ؛ لأنه عندما صام على الجبل جاع أخيراً ، وبدأ الشيطان يشك ويجربه والسيد المسيح كان يخفي لاهوته عنه .
وظل هكذا غضب الشيطان منه لأنه كان يصنع معجزات كثيرة ويبشر بحياة القداسة والتوبة ويجذب الناس إلى محبة الله فقرر أن يتخلص منه . فعلق السيد المسيح على الصليب . والصليب صنع من خشب الشجر ويقول القديس مار أفرام السرياني { على الصليب علقت الثمرة } وقال الرب للشيطان : هل ترضى أيها الموت أن تبتلع هذه الثمرة المعلقة على هذه الشجرة ؟ والمقصود بالموت هنا هو إبليس . قال : نعم سوف ابتلعها . وفتح الموت فاه لكي يلتهم هذه الثمرة المعلقة على الشجرة . لأنه رآها شهية للنظر وجيدة للأكل . لكن عندما ابتلع الموت هذه الثمرة ابتلع الحياة فكانت النتيجة أن ابتلع الموت من الحياة . كأن تبتلع حجرة مظلمة مصباحاً موقداً مضيئاً ، فالظلام يتبدد . فمن هو الذي ابتلع الآخر ؟؟ هل الظلام هو الذي ابتلع النور ؟ أم النور هو الذي ابتلع الظلام ؟ ! . كمثال للتوضيح إن هناك نوع من السمك الصغير عندما يبتلعه السمك الكبير ؛ فالسمكة الصغيرة تأكل بطن السمكة الكبيرة من الداخل حتى تثقبها وتخرج منها وتتغذى عليها . فمع أن السمكة الكبيرة هي التي ابتلعت الصغيرة ، لكن الصغيرة هي التي أكلت الكبيرة . فكما قال القديس مار أفرام السرياني الموت ابتلع الحياة فالموت ابتلع من الحياة } . فالجحيم ابتلع الحياة ولكنه لم يستطع أن يحتمل الحياة في داخله .
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]