سؤال : هل ظهور الروح القدس بهيئة حمامة يعني أن الروح القدس قد تجسد ؟
( هل الروح القدس تجسد )
الجواب
+ لم يكن ظهور الروح القـدس بهيئـة جسمية مثل حمامة معناه أن الروح القدس قد تجسد ، لأن الروح القـدس لا يتجـسـد مثلمـا تجـسد كلمـة الله . بل إن الظهـور شيء والتجسد شيء آخر . فالمسيح كلمة الله قد ظهـر مراراً في العهـد القديم دون أن يكون ذلك تجسداً على الإطلاق .
+ وفي هذا المقام نذكـر على سبيل المثال ظهـور السيد المسيح مع ملاكين لإبراهيم عند بلوطات ممرا في هيئة ثلاثة رجال . وتكلم إبراهيم مـعه ودعاه إليه . وأعطاه الرب الموعد بميلاد إسحق بعـد عام من الظهور . ثم سار إبراهيم مع السيـد الرب بينما ذهب الملاكان إلى سدوم وعمورة ، وتحدث الرب مع إبراهيـم عما كان مزمعاً أن يفعله بالنسبـة لشر سدوم وعمورة الذي كان قد تزايد جداً ( تك ١٨ ، ۱۹ ) .
+ ونذكر أيضاً ظهور الرب ليعقوب أبي الآباء عند مخاضة يبـوق ، إذ ظهر له في هيئة إنسان ، وصـارعه إلى طلـوع الفجر . وباركه في النهـاية وأعـطـاه اسماً جـديداً . ودعا يعقوب اسم ذلك المكان فنيئيل قائلاً : « لأني نظرت الله وجها لوجـه ونجيت نفسی » . ( تك ٣٢ : ۳۰ )
+ لم تكن هذه الظهورات تجسداً على الإطلاق بل ظهر الرب فـقط بهيئـة جسميـة مثل إنسان مثلاً . ولكنه حينمـا حل في بطن العذراء مريم ، فـقـد أخذ طبيعة بشريـة حقيقية كاملة بلا خـطية وجعلهـا في وحدة حقـيقـية تامة مع لاهوته بغير اختلاط ولا تغيـيـر . التجسد يعني أن الرب أخذ جسداً حقيقياً مساوياً لطبيعتنا في الجوهر ولكن بلا خطية ، جسداً حقيقياً بروح عاقل أي طبيعة بشرية كاملة . وهذا الجسد الإنساني أو هذه الطبيعة البشرية التي اتخذها ، لها كل خـواص الطبـيـعـة البشـرية ، بما في ذلك القـابلية للحـزن وللألم وللجوع وللموت ، وكذلك للفرح وللراحة ، وما يشبـه ذلك من أمور بشرية ، ولكن بلا خطية .
+ لهذا ينبغي أن نرى الفارق الواضح بين الظهور والتجسد : فلم يكن مجئ ابن الله في الجسـد مجرد ظهور ، ولكنه كان تجسداً حقيقياً ، ولهذا قال الكتاب المقدس : « والكلمة صار جسـداً وحل بيننا » ( يو ١ : ١٤ ) . ولكن التجسد طبعاً يتضمن الظهور أيضاً كما هو مكتوب « الله ظهر في الجسد » ( ۱ تی ٣ : ١٦ ) .
+ أما ظهور الروح القدس عند نهر الأردن فكان ظهوراً فريداً … ظهر فيه الروح القدس بهيـئة جسمية مثل حمامة ليكون ذلك عـلامة فريدة على نزوله واستقراره على السيد المسيح ، إتماماً للنبوات وإعـلاناً لبدء عمله الكهنوتي النبوي الملوكي لخلاص البشرية وكان الله قـد أعطى علامة ليوحنا المعمدان أن من يرى الروح نازلاً ومستقراً عليـه مثل حمامة فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس .
+ في هذه المناسبة الفـريدة ظهر الثالوث القدوس بأجلى بيان ، فصـوت الآب من السموات المفتوحة ، والابن المتجسد صاعداً من مياه الأردن ، والروح القدس آتياً ومستقراً عليه مثل حمامة . لهذا تسمى الكنيسة هذا اليوم ( يوم الظهور الإلهي ) ، وتعيد له بهذا الاسم .
+ وقد ظهر الروح القـدس مرة أخرى في يوم الخمسين على هيئة السنة منقسمـة كأنها من نار ، واستقر على رأس المجتمعين في العليـة ، مقتـرناً بصوت كمـا من هبوب ريح عاصف وملأ كل البيت حيث كان التلاميذ مجتمعين ( أع ٢ : ١ – ٣ ) . كان منظر الألسنة التي تشبه منظر النار إشارة إلى عمل الروح القدس في التطهير وفي محبة الله ، وصار منظر كل واحـد من التلاميذ كأنه مصباح أو شمعـة متقدة بالنار ، لتنير للعالم من فوق المنارة .
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]
وصلوا لأجلنا .