سؤال و جواب - 📝

لماذا سمي الخميس الكبير بخميس العهد؟ – سؤال و جواب

سؤال و جواب

سؤال

لماذا سمي الخميس الكبير بخميس العهد؟

الجواب

+ لأن السيد المسيح في هذا اليوم صنع عهداً مع كنيسته بتأسيس سر الإفخارستيا العظيم . وكما نعلـم جميعاً أن السيد المسيح قـال : « هـذه الكأس هي العهد الجديد بدمي » . ( لو ۲۲ : ۲۰ ) و ( ۱ کو ۱۱ : ٢٥ ) وهذا هو الفرق بين العهد الجديد الذي هو بدم السيد المسيح ، والعهد القديم الذي كان بدم حيوانات

+ الذبيحة في العهد القديم :

+ عندما صنع موسى النبي العهد بين الـله والشعب ، أخذ دماً من الذبيحة ورشه على الشعب وقال : « هذا هو دم العهد » . رشه على المذبح وعلي تابوت العهد وعلى محتويات خيمة الاجتماع ، كما رشه أيضاً على هارون وبنيه كان عهداً بواسطة دماء حيوانية . جاء في سفر الخروج : « فأخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس ، ونصف الدم رشه على المذبح . وأخـذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب فقـالوا : كل ما تكلم به الرب نفـعـل ونسمع له . وأخـذ موسى الـدم ورش على الشعب وقـال : هوذا دم العهـد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال » ( خر ٢٤ : ٦ – ٨ ) .

+ كتـاب العهد قد يكون هو الأسفار التي كتبها موسى النبى حتى ذلك الوقت الذي حدثت فـيه تلك الواقعـة ، أي سفر التكـوين وجزء من سفر الخروج . أو من الممكن أن يكون المقصود به الوصايا العشر المذكورة في سفر الخروج . فالعهد القديم هو عهد بين الله وشعبه ، ويتضمن وصايا من أهمها الوصايا العشر . وقد أعطاها الله لشعبه وهم تعهدوا أن يسمعوا ويطيعوا . لكي تكون العلاقة بين الله وشعبـه موثقة ، فـقد وثقت بواسطة دم الذبيحـة . … أخذ موسى النبي نصف الدم ورشه على المذبح ، ونصف الدم الآخر رشه على الشعب وقال : « هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال » ( خر ٢٤ : ٨ ).

+ الذبيحة في العهد الجديد : عندما نتحدث عن العهد الجديد نجـد أن الذي حدث بواسطة موسى النبي كان مجرد رمز للعهـد الجديد ، فبدلاً من دم الحيوانات التي كانت تقدم في العهد القديم مثلما قيل « فأصعـدوا محرقات وذبحـوا ذبائح سلامة للرب من الثيـران » ( خر ٢٤ : ٥ ) ، أصبح العهـد الجديد هو بدم المسيح . وكلنا كمسيحيين نؤمن أن دم المسيح هو العهـد الجديد الذي بين الله وشعبه المفديين المخلصين الذين آمنوا بصلب السيد المسيح وقيامته . لابد أن نفهم أن دم العهد يتـضمن التزاماً بتنفيذ وصايا الله لأن السيد المسيح قال : « إن کنتم تحبوننی فاحفظـوا وصایای … الذي عنده وصایای ویحفظها فهو الذي يحبني » ( يو ١٤ : ١٥ ، ٢١ ) . لذلك فإن دم العـهد يرتبط ارتباطاً وثيـقاً بالالتزام بتنفيـذ وصايا السيد المسيح .

+ لقد سلم السيد المسيح بنفسه دم العهد الجديد لتلاميذه في ليلة آلامه . نفس الدم الذي سفك على الصليب ، هو نفسه الذي سلمه السيد المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد ، لذلك يسمى ( خميس العهد ) لأن هذا هو العهد الذي بين الله وشعبه .

+ لذلك يقول معلمنا بولس الرسول : « لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها ( للآلام والصلب ) أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال : خذوا كلوا هذا هو جسدى المكسور لأجلكـم اصنعوا هذا لذكري . كذلك الكأس أيضاً بعـدما تعـشـوا قـائلاً : هذه الكـأس هي العـهـد الجـديد بدمي اصنعـوا هذا كلما شـربتم لذكري . فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخـبرون بمـوت الرب إلى أن یجئ » ( ۱ کو ۱۱ : ٢۳ – ٢٦ ) . من الملاحـظ في هذا النص أن السيد المسيح لم يتكلم عن الدم فقط ، لكنه ربط الدم بـالكأس ، وهذا نفس ما ورد في إنجيل معلمنا لوقا « هذه الكأس هي العهد الجـديد بدمي الذي يسفك عنكم » ( لو ۲۲ : ۲۰ ) . لم يقل هذا الدم هو العهد الجـديد ، لكن قال : « هذه الكأس » … بالطبع لا يقصـد الكأس الفارغة ، بل الكأس التي بها دمه .

+ ولئلا يظن أحـد كما يدعى البروتستانت أن العهد الجديد هو دم المسيح الذي سفك محـدوداً بيوم الصليب فـقط ، ولا داعي للدم الذي يقول عنه الأرثوذكس في القداس . نقول رداً على هذا : لم يقل السيد المسيح : « هذا الدم هو العهد الجديد » بل قال : « هذه الكأس هي العهد الجـديد » وبذلك ربط العـهـد الجديد بكأس الـتـقـديس … لكن ليس الكأس الفارغة وحـدها بل « هذه الكأس هي الـعـهـد الجديـد بدمى » فالأساس هو دم السيد المسيح الذي في الكأس والذي هو نفسه المسفوك يوم الجمعة الكبيرة على الصليب .

+ فإذا كان العهـد الجديد مرتبط بكأس الإفخارستـيا ( سر الشكر ) فكيف يكون الكأس رمزاً فقط وليس تذكـاراً حقيقياً ؟ ! إن أى كنيسة لا يوجد فيها دم حقيقى في كأس الإفخارستيا ، لا يكون فيها عهد الرب الجديد بوضع حقیقی .

+ عهد الخلاص والحياة الأبدية :

لقد أعطانا السيد المسيح سـر الإفخارستيا باعتبار أنه العهـد الذي بيننا وبينه وقال : « هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي » ( لو ۲۲ : ۲۰ ) . كمـن يكتب وثيقة بالدم فتعني عهداً لا ينقض ، خاصة إذا كان هذا دماً إلهياً ، دما قادراً أن يقهر كل سلطان إبليس ، دماً قادراً أن يطهر من كل خطيئة ، دما قادراً أن يعطي الحياة .

+ لذلك نتكلم عن الجسد المحيي في القداس أن هذا هو الجسد المحيي ، الجسد المانح للحياة لأنه متحد باللاهوت مصدر الحياة للخليقة … فقد قال السيد المسيح :

+ « أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا » ( يو ١١ : ٢٥ ) .

+ « فمن يأكلني فهو يحيا بي » ( یو  ٦ : ٥٧)

+ « من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير » ( يو ٦ : ٥٤ ) .

+ « من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه » ( يو ٦ : ٥٦ ) .

+ فالتناول من جسد الرب ودمـه هو اتحاد بالحياة الأبدية … فليأكل ويشرب المتناول من الذبيحـة المحيـية بعد استعداد لائق بعـد توبة واعتـراف ، فيتحد بالحياة الأبدية وبذلك يؤهل ويستحق نعمة القيامة في اليوم الأخير ، ويستحق جسد القيامة .

شاهد أيضا :

سؤال : هل الكتـاب المقـدس أسـاس الديانـة المسيحية ؟

lad

سؤال : ما معنى العبارة التي قالها السيد المسيح : « لا تدعوا لكم أباً على الأرض » ؟

lad

سؤال : لماذا حل الروح القدس على التلاميذ بعد عشرة أيام من صعـود السيد المسيح تحديداً ؟

lad

سؤال : هل كان المجوس يترقبون مجيء المخلص ؟

lad

سؤال : ما معنى نوراً تجلى للأمم ؟

lad

سؤال : ( الإنسان قبل وبعد النعمة ) فما الفرق بين الإنسان قبل النعمة والإنسان بعد النعمة ؟

lad