لدغة عقرب – قصة قصيرة
…
قصة واقعية حدثت مع شاب في صعيد مصر. جلست وأنا فتى مع راهب روى لي القصة التالية:
“عشت في بداية حياتي إنسانا متدينا، أحب الصلاة الشخصية والحياة الكنسية، و كائت الكنيسة بالنسبة لي بيتي الذي فيه استريح.
حقا كانت تهاجمني أفكار الشهوة، لكنني كونت أقاومها، مشتاقا أن أحيا في الطهارة، واختبر العفة.
في شبابي التقيت بفتاة، اتسمت بالعفة مع الوداعة واللطف. وتكون بيننا نوعا من الصداقة البريئة، إذ نعيش جميعا في البلد كعائلة واحدة.
كنت أرى فيها كل ما هو طاهر وعفيف، لكن مع مرور الزمن تعلقت نفسي بها، وأحسست بأنها احتلت مكانا في قلبي هو ليس بمكانها. وكانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال.
كنت أصرخ ليلا ونهارا لإلهي، خشية أن أكون في طريق منحرف يهدم حياتي الروحية… لكن تعلقي بالفتاة كان قويا.
اتصلت بي فجأة وأخبرتني أنه لا يوجد أحد بالمنزل، وطلبت مني أن أزورها .
في البداية ترددت كثيرا؛ إنها أول مرة التقي فيها مع فتاة وحدها بغير معرفة أسرتها، لكن تعلقي بها سحب كياني كله نحو بيتها… كنت أسير كمن بغير إرادته. وفي نفس الوقت كنت أصرخ طالبا الإرشاد من مخلصي.
كنت أتقدم برجل وأتراجع بالأخرى… كنت فى صراع مر!
سرت حتى بلغت البيت، وإذ أمسكت “بسقاطة” الباب لأطرقه إذا بعقرب كان مختفي لسعنتي!
صرخت في أعماق قلبي قائلا:
أشكرك يا إلهي، فقد بلغتتي رسالتك.
أشكرك يا مخلصي، فإنك تقود حياتي!
ماذا تريد يا رب مني؟!”
أسرعت بالعودة إلى بيتي للعلاج من لدغة العقرب، بل بالأحرى لأراجع حسابات قلبي الخفية.
جلست مع نفسي ساعات طويلة أتساءل: ماذا تريد يا رب مني؟ وكان قراري بلا تردد… انطلقت إلى الدير لأكرس كل طاقاتي لمن أحبني!
لقد غيرت لدغة العقرب مسيرة حياتي كلها!
+++
لتتحدث يا ربي معي ولو بلدغات عقرب!
لتعلن اهتمامك بي!
ها أنا بين يديك،
ماذا تريد يا رب مني؟!
لست أسأل أن أكون راهبا أو متزوجا،
بل أن تكرس قلبي بالكمال لحساب ملكوتك، وتتجلى أيها القدوس في أعماقي!
وتكرز بإنجيلك خلال سلوكي الحي!
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]
…