كن الأكبر – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

كن الأكبر

 

 

جاءني فتى قي الإعدادي يعترف، لكنه عوض أن يعترف عن خطاياه اعترف عن خطايا ولده، قائلا :

” إننى أنسان غضوب بسبب والدي؛

ولدي انسأن عصبي وغضوب،

بسببه صأر بيتنا جحيما لا يطلق

هذا ليس رأيي أنا وحدي بل رأى والدتي أيضا،

قإنه لا يعرف التفاهم معها،

أنمأ يتصرف بغضب شديد وعنف.

والدتي تذوق المر بسببه،

وأختي أيضا تعانى الكثير بسبب والدي،

حتى أصدقائي يعرفون عن ولدي عصبيته الشديدة …

لم يعد لنا من يزورنا بسببه

فماذا أفعل ؟ “

أحسست في داخلي بأن الفتى مسكين، بل والعائلة كلها تحتاج إلى رعاية. بأبتسامة قلت للفتى: ترى من المخطئ ولدك أم أنت ؟

–              ولدي طبعا، فالكل يشهد بذلك

–              هل قمت بمسئوليتك نحو والدك؟

–              وما هي مسئوليتى؟

–              أما تؤمن أن الله قادر أن يغير طبيعة والدك ؟

–          أومن

–         هل تصلى من أجل والدك ؟ هل تصنع كل يوم مطانيات لكي يغير الله طبيعة والدك ؟

–              لا!

–              إذن أنت مقصر في حق والدك!

 

بمحبة تطلعت ألى الفتى وقلت له : كن الأكبر… صل من أجل والدك، وأصنع مطانيات كل صباح من أجله … وعندما تراه في غضب قابل غضبه يبشاشة، و أخدمه بمحبة .

هز الفتى رأسه وبابتسامة وقال : سأكون أنا الكبير و أنفذ هذه الأمور؟

بعد عدة أسابيع جاءني الفتى وهو متهلل، فسألته عن حياته، أجابنى أنه يلمس نعمة الله الفائقة في حياته وفي حياة الأسرة كلها! قال لي :

كل شيء قد تغير،

والدي صار لطيفا للغاية،

ليس فقط معي، وإنما أيضا مع والدتي وأختي و أصدقائنا .

لقد عرفت كيف أكون أنا الكبير وأمتص غضبه بمحبة وبشاشة

عزيزي الفتى … هذه قصة واقعية تكشف كيق يمكن للفتى أن يكون الأكبر حين يعطي حبا حتى للوالدين. كما نحتاج نحن إلى حب الوالدين هم في حاجة ألى حبنا! كما هم مسئولون أن يصلوا لأجلنا، ويصنعون مطانيات من أجلنا، نحن أيضا نحبهم ونصلي لأجلهم ونصنع مطانيات لأجلهم.

مسنلتقي يوما في السماء ويصير الكل أخوة، وتقدر حياة الإنسان ليس حسب عمره الذي عاشه على الأرض، إنما حسب اتساع قلبه، فكثير من الأبناء سيكونون أعظم من والديهم في عيني الله وملائكته وقديسيه، ويحسبون الأكبر بل والأعظم!

 

+++

 

لأسمع يا مخلصي صوتك: لاتقل إني ولد!

 

+  كثيرا ما أستهنت بنفسي،

وحسبت نفسي ولدا صغيرا، لا أحمل مسئولية قط!

+ كثيرون أطفال بالجسد لكنهم رجال بالروح!

وكثيرون شيوخ حسب العمر وبلا خبرة في الروح!

+ لتسكن يا مخلصي في قلبي،

ولتهبه بروحك القدوس الناري الحب.

لن يستريح حتى يرى العالم كله في راحة حقة، مستقرا فيك!

+ هب لي قوة فأسجد أمأمك كل يوم،

طالبا تقديس نفمي الضعيفة،

وتقديس نفوس كل أفرلد عائلتي،

بل تقديس كل البشرية أسرتي الحقة!

لأمت وليحيا الكل! لأتألم وتستريح كل نفس!

لأحمل العار ويتمجد الجميع!

 

 

كن الأكبر – كن الأكبر

 

كن الأكبر

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube