فقيرة غنية – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

فقيرة غنية

 

 

أذكر وأنا فتى صغير أن سيدة عجوز عاشت تعمل في بيت بمدينة إسنا بصعيد مصر، وقد ناهزت الخمسة والسبعين عاما من عمرها. لها ابن مصاب بالفالج (شلل) عأجز عن العمل، متزوج وله عشرة أولاد وبنات.

كثيرون كانو! يشفقون على هذه العجوز من أجل ابنها المريض وأحفادها الذين بلا عائل، فكانوا يقدمون لها بعض العطايا العينية والمالية.

اعتادت أن تسافر أسبوعيا إلى ابنها بالأقصر لتقدم له احتياجاته واحتياجات أبنائه لتعود غالبا في نفس اليوم إلى إسنا.

لم أرها قط تطلب إحسانا من إنسان، لا تغيب عن أي قداس، سواء في يومي الأحد والجمعة أو في وسط الأسبوع. تذهب لتصلي لا لتطلب من الكنيسة معونة.

رقدت هذه السيدة في الرب، وأقيمت الصلوات الجنائزية في كنيسة السيدة العذراء، التي مع اتساعها كانت مزدحمة بشعب المدينة، خاصة الفقراء و المساكين.

كان الفقراء يبكونها كأم لهم… وإذ تحدث الكاهن مع بعضهم كانت المفاجأة أنه سمعهم يقولون:

“إنها أمنا، تقدم لنا مرتبا شهريا، وتعطينا من العطايا العينية المقدمة لها ولابنها!”

صورة حية للإنسان الغني جدا باتساع قلبه للفقراء والمحتاجين!

لم تندب حالها من أجل ابنها العاجز عن الحركة وأحفادها العشرة… لكن باهتمامها بالغير كانت أبواب السماء مفتوحة أمامها، لتأخذ وتعطى بسخاء اخوتها المفقراء!

+++

مثل هذه السيدة المملوءة حبا ستديننا على انغلاق قلوبنا أمام اخوتنا، وعدم مشاركتنا لهم في احتياجاتهم، كما تديننا على قلقنا ولضطرابنا بألنسبة للغد بلا سبب حقيقي!

وأنت أيها الفتى، هل لك القلب المتسع بالحب؟ أذكر أن حب العطاء يهبك الشخصية القوية، يفتح أمامك أبواب السماء كما تنفتح أبواب قلوب للكل لك!

حين تمد يدك للعطاء قدم نفسك باذلة، فترى يد السيد المسيح ممتدة لتتقبل العطية ذبيحة حب مقبولة ومرضية أمامه.

+++

إذ تمتد يدي بالحب للعطاء،

أرى يدك الإلهية تبسط لتحمل تقدمتي!

تعطيني سكناك أيها الحب الحقيقي،

يا من تسكن في القلوب المحبة.

تعطيني فرحاوسلاما فائقا!

تهبني مائة ضعف في هذا العالم، ونصيبا في الأحضان الإلهية الأبدية

 

فقيرة غنية – فقيرة غنية – فقيرة غنية

 

فقيرة غنية

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube