غباوة سجين – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

غباوة سجين

 

سمع أخنوخ عن الإمبراطور وعظمته وجبروته وأيضا عن غناه وجماله فأحبه جدا، وكثيرا ما كان يقتنى صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار.

أرتكب أخنوخ جريمة ما دفعت به إلى للسجن، ليعيش في زئزانته يعاني من العزلة والضيق في مرارة. لكنه بقي مواليا للإمبراطور لا حديث له مع السجان أو المسجونين أو الزائرين إلا عنه!

إذ كان الإمبراطور يحب السجين جدا، اشتاق أن يسجن عوضا عنه. فتخفي الإمبراطور مرتديا زي سجين عوض الثوب الملوكي والتاج، طالبا تتفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه.

دخل الإمبرلطور الزنزانة بثياب رثة، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء، بينما أنطلق أخنوخ في حرية يخلع الثيأب الرخيصة المهينة، ويرتدي ثيابا فأخرة، يشارك أسرته وأصدقاءه الحرية والحياة.

كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين – الذي أحبه الإمبرلطور، وسجن عوضا عنه – يخجل من الإمبراطور ويستهين به، محتقرا إياه لأنه ارتدى ثياب السجن، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه. لقد كرمه جدا في غيابه وبعده عنه كجبار عظيم حيث كان محاطا بالعظمة الملوكية، والآن يستخف بحبه!

هذا ما حير القديس يوحنا الذهبي الغم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين يحتقرون المصلوب من أجلهم، متنكرا كلمات الرسول بولس: “ونحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة” إ١كو٢٣:١).

لم يكونوا قادرين على قبول حب الله الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانة حياتهم، رفعا إياهم إلى حرية مجد أولاد الله.

يبقى الصليب سر العشق الإلهي، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل، فيرى الله ليس فى معزل عنه وإنما يبادره بالحب.

ليصمت فم ذلك الفيلسوف الفرنسي، سجين القرن للعشرين، القائل: “أبانا الذي في السماوات؛ لتبق لنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا…!”

+++

جراحات مجد وقوة!

  • كثيرا ما يخفي الإنسان آثار جراحاته.

فتبنى الطب للحديث علم التجميل،

ليخفي كل أثر للجراحات، حاسبا إياها تشويها!

أما لنت يا مخلصي فقمت من الأموات،

تحمل في جسدك الممجد آثار جراحات الصليب!

إنها ليست تشويها تحتاج إلى تجميل!

بل هي جراحات الحب الفائق!

جراحات مجد وقوة!

تبقى سر جمال فائق أبدي!

– صليبك وجراحاتك هي قوة الله للخلاص،

ليست عثرة، بل موضوع عشق لنفسي،

ليست جهالة، بل كشف عن الحكمة الإلهية!

– صليبك بجراحاته فتح أبواب السماء،

وضمني إلى مصاف السمائيين!

أنعم بالحياة السماوية،

وأشارك السمائيين تسابيحهم وتهليلاتهم!

–  على الصليب بسطت يديك المجروحتين،

لتضم الشعب مع الشعوب،

وتقيم من كل الأجناس أعضاء جسدك للوأحد!

–  صليبك مزق الصك المكتوب ضدي،

فديتني من بنوة يليس لأصير ابنا لله،

عوض العبودية المرة وهبئني حرية مجد أولاد الله!

– صليبك شهر برئيس هذا العالم،

حطم سلطانه ونزع عنه مملكته!

صرت حرا، تقيم في مملكة النور!

قدمت لي برك، فلا تحطمني قخطية!

وهبتتي سلطانا، فلا أخاف قط!

–  صليبك العجيب كشف لمي عن شخصك الحبيب!

أنت حبي، يا شهوة قلبي!

أنت حياتي وقيامتي، يا غالب الموت!

أنت نوري وتسبحتي، يا مصدر الفرح!

أنت خبز السماء وينبوع المياه الحية!

لنت قائد نفسي وطريق الحق، تحميني من الشباك!

نعم! لأصرخ قائلا مع الرسول:

“أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع”

“كد رسم بينكم يسوع وإياه مصلوبا!

 

غباوة سجين – غباوة سجين – غباوة سجين



 

غباوة سجين

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube