عود كبريت ! – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

عود كبريت ! – قصة قصيرة
عود كبريت !

 

 

في إحدى قرى الصعيد فكر بعض خدام التربية الكنسية في مشروع لخدمة أطفال ألقرية، وإذ لم يكن لديهم أمكانيات فكروا في الاتجاء إلى بعض أغنياء القرية.
قال أحدهم: “(فلان) إنسان غني ويستطيع أن يسأهم بكل نفقة المشروع، لكن… لا أريد أن أدين لحدا!
– لكن، ماذا؟
– أنت تعرف ماذا أريد أن أقول.
– تقصد ما هو معروف عنه… أنه بخيل!
– كلنا نسمع عنه هذا!
– على أي الأحول، لنذهب كأبناء له و نقدم له المشروع، لعل يد الله تتدخل وتعمل في قلبه.

ذهب الخدام معا، فاستقبلهم الغني ببشاشة وجه مرحبا بهم. وإذ أرد ابنه أن يوقد المصابيح، أوقد المصباح الأول، وحلول أن يشعل المصباح الثائي بإيقاد عود كبريت ثان، فانتهره والده، قائلا له:
لماذا تستخدم عودي كبريت؟ أستخدم العود الأول بأن تشعله من المصباح الأول لتوقد المصباح الثأني… أليس في تصرفك هذا خسارة؟!”
خجل الابن جدا لأن والده ينتهره بسبب عود كيريت لا قيمة له. وكان الخدام ينظرون لبعضهم البعض، وكأنهم كانوا يقولون فيما بينهم:
“الذي ينتهر أبنه على عود كبريت، هل سيساهم في مشروع لأطفال القرية؟!”
كان الغني يترقب نظرات الخدام دون أن ينطق بكلمة، بل كان ببشاشة يرحب بهم.

تملك أحد الخدام نفسه وبدأ يعرض المشروع على الغني الذي كان يتابع كلماته باهتمام شديد، وأخيرا سأل الغني الخدام:
“ما هي تكلفة المشروع؟” فأخبروه بالتكلفة.
في لحظات جاء الغني بالمبلغ كله وهو يقول لهم:
“هذه بركة لي أن أساهم في هذا المشروع لنفع أبنائي أطفال القرية.
إني أشكركم لأنكم سمحتم لي بالاشتراك معكم في هذا العمل.
إني أقدم القليل مما أعطاني الله وأما أنتم فالجنود العاملون بقلوبكم ومجهودكم لخدمة الأطفال.
أرجو ألا تحرمونني من الشركة معكم في أي عمل لحساب أو لادنا!

تعجب الخدام من تصرف الغني، وكانوا يتطلعون إلى بعضهم البعض غير مصدقين ما يحدث معهم. وأذ لاحظ الغني ذلك، قال لهم:
لماذا اندهشتم عندما وبخت أبني لتبديد عود كبريت؟
وأيضا عندما قدمت لكم نفقة المشرو ع؟
فإنه بمثل هذا العود من الكبريت جمعت لكم ما أقدمه لله عطية لخدمته! إني حريص على كل شيء لا لأكنزه وإنما لأستخدمه أنا وأسرتي وأيضا لخدمة الآخرين”.

خرج الكل فرحون وهم يلومون أنفسهم لأنهم كانوا يدينونه بالبخل ظلما، وتعلموا منه ألا يبددوا شيئا حتى يستطيعوا المساهمة في خدمة الآخرين.

+++

هب لي الأمانة في القليل، لأعطي للغير ألكثير!
+ باركت يا سيدي السمكتين والخمس خبزأت،
فأشبعت الألوف،
لكنك طلبت أن تجمع الكسر!
إنه عمل هام قام به تلاميذك بأنفسهم.

+ علمني أن أكون أمينا حتى في جمع الكسر، فإن كثيرين يحتاجون إليها!
+ علمني ألا أبدد الموارد التي قدمتها للبشرية، بل أكون أمينا في القليل، فتأتمني على الكثير.

 

عود كبريت

 

عود كبريت

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube