صدقوني إني أحبه – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة
تصنيف عام :-
تصنيف :-
وعظ
الكاتب :-
وعظ
من كتاب :-

صدقوني إني أحبه

 

 

منذ سنوات إذ كنت في طريقي إلى القاهرة لتدريس مادة الباترولوجي (أقوال الأباء وكتاباتهم) تعرفت على شخص جلس بجواري فى الديزل. روى لى هذا الإنسان الذي يقترب من الستينات هذه القصة :

“أنا أعمل مدير في …، وعلاقتي بكل زملائي والمرؤوسين ممتازة، فنحن نعيش كما في جو عائلي.

بدأ رئيسي يضايقني بلا سبب. كان عنيفا جدا معي، وكان حتى المرؤوسين لي متضايقين بسبي، إذ تربطني بهم علاقة حب.

بدأ يضغط أكثر فأكثر حتى أحسست أنه لا مفر لي سوى الخروج على (المعأش المبكر) خشية أن أصاب بأزمة قلبية أو أي مرض خطير بسبب الضغط العصبي.

بدأت الفكرة تسيطر علي، لكنني قررت أن أذهب إلى أبي قير في شقة خاصة بي لأقضي أسبوعين خلوة مع إلهي قبل أخذ القرار النهائي. وبالفعل طلبت أجازة أسبوعين وذهبت بمفردي إلى أبي قير.

كرست هذين الأسبوعين للصلاة، خاصة بالمزامير، وكنت أتمتع بالكتاب المقدس فى جو هادئ ممتع. نسيت كل مشاكلي ومتاعبي وطلبت مشورة إلهي. وجاء قراري في العمل مهما فعل ! سأحتمله بفرح

نسيت كل ما فعله بي رئيسي، وانطلقت في أول يوم بعد الأجازة مشتاقا أن أراه، فقد اتسع قلبي بحبه جدا.

التقيت بزملائي والمرؤوسين الذين استقبلوني بحرارة كأحد أفراد الأسرة، ثم قالوا لي: “اخبرنا ماذا فعلت برئيسك؟” قلت: لماذا تسألوني هكذا؟”

قالوا: ” اليوم جنازته!” بكيت، وشعر الكل إني صادق في حبي له! قلت لهم: “صدقوني: إني أحبه!” دهش الجميع كيف أحب من يستخدم كل وسيلة لمضايقتي، ولم يدركوا أن الصلاة تهب الإنسان قلبا متسعا بالحب، فلا يضن باي مشكلة!

+++

عزيزي الفتى…

يبدو أن كل إنسان في العالم يجتاز ضيقا، ليس لأن الحياة مؤلمة لكن لأن قلوبنا ضيقة لا تحتمل متآعب الحياة. الحاجة لا إلى أن تزول الضيقات بل أن تتسع قلوبنا جدا فلا تعاني من ضيق مهما اشتد.

الالتقاء مع الله، الحب كله، يعطي قلبك اتساعا، فتتهلل نفسك حتى إن مررت بضيقة.

لسنا ننكر واقعية الحياة بآلامها وأتعابها، لكن الصلاة سند لك لتحول دموعك الى تعزيات سماوية. “عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي”.

+++

هل يضيق قلبي بالهموم؟!

  • هل يضيق قلبي بالهموم، وأنت ساكن في؟!

سكناك يحول قليي إلى سماء،

فلا تستطيع آلام الحياة أن تأسرني،

ولا شرور الناس أن تؤذيني!

  • التقي بك وأتحدث معك، فيتسع قلبي بحبك.

أحب بالحق حتى مضايقي،

واشتهي بالحق خلاصهم وسلامهم،

فأتلذذ بحياتي مهما اكتنفتها الآلام!

  • علمني كيف اتحدث معك،

هب لي أن أقتنيك، فأحمل حبا صادقا لكل إنسان!

 

صدقوني إني أحبه – صدقوني إني أحبه – صدقوني إني أحبه

 

صدقوني إني أحبه

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube