شماس يقرأ بقلبه – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

شماس يقرأ بقلبه

 

 

اغتاظ الوالى الوثنى إذ رأى شماسا شابا يسند كثر من المعترفين على احتمال الآلام من أجل إيمانهم بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينكل به، وإذ عرف أن الشماس محب للقراءة في الكتاب المقدس والكتب الكنسية أصدر أمره بفقع عينيه. وقام الجند بذلك في قسوة وبتشف، ظانين أنه حتما ستتحطم نفسية الشماس.

بعد قليل التقى الوالي بالشماس فوجده متهللا بالروح، فتعجب جدا. وإذ دخل معه في حوار قال له الشماس:

“إننى لست أعرف كيف أشكرك!

كنت أقرا بعيني لعلي أتعرف بالأكثر عن أسرار إلهي، وها أنت فقأت عيني فوهبني إلهي بصيرة داخلية.

الآن أقراالكثير بعيني قلبي!

عوض العينان الجسديتان أتمتع الآن بعينين روحيتين!

لقد عرفت الكثير وتمتعت بأمور سماوية لم يكن ممكنا للكتب أن تكشفها لي!”

دهش الوالي، وصار يتساءل: مأذا أفعل بهذا الشماس؟

فقأت عينيه فرأى بقلبه الأمور التى لا ترى!

دخلت به إلي الحبس فحوله إلى سماء مملوءة فرحا وبهجة وتسبيحا.

إن عذبته يفرح لأنه يشارك مسيحه آلامه.

إن قتلته يسر بالأكثر لأنه مشتاق أن يرى إلهه… ترى ماذا أفعل؟”

+++

يذكرني هذا بلقاء القديس أنبا أنطونيوس الكبير مع القديس ديديموس الضرير الذي فقد بصره في الرابعة من عمره. إذ سأله القديس أنطونيوس: “هل تحزن يا ديديموس على فقدانك بصرك؟” صمت القديس ديديموس، فكرر الأنبا أنطونيوس السؤال للمرة الثانية وأيضا للثالثة، وإذ لم يجب الأنبا ديديموس، قال له أنبا أنطونيوس:

“أتحزن يا ديديموس لأنك فقدت بصرك الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوانات وحتى مع الحشرات، ولا تفرح أن الله وهبك بصيرة داخلية تشترك فيها مع الملائكة والسمائيين؟!”

+++

 

فرح قلبي بك

 

إذ أقتنيك أقتني الفرح الحق،

ليس من يستطيع أن يتزعه مني.

بك تتهلل نفسي يا شهوة قلبي!

ماذا يستطيع العالم أن يفعل بي؟

في مرضي أرى يدك الشأفية لنفسي،

وفي آلامي أدخل في حوار معك أيها المتألم!

إن حرمت حتى من بصيرة الجسد، تهبني بصيرة الروح فأراك!

إن اقترب إلي الموت تتفتح أمامي أبواب الفردوس!

إن حرمني العالم من خيراته،

أقتنيك يا غنى نفسي!

بك يكمل فرحي.

أتطلع إلى الماضي فأراك تحول أخطائي لخيري،

وأنظر إلى الحاضر فأجدك في أحضاني،

وأترقب المستقبل بتهليل إذ أنت قادم إلي حتما!

 

شماس يقرأ بقلبه – شماس يقرأ بقلبه – شماس يقرأ بقلبه

 

شماس يقرأ بقلبه

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube