تركت بركة لبناتي – قصة قصيرة
…
مع منتصف الليل إذ كنت مع أبينا ميخائيل إبراهيم وأبينا بيشوي كامل في منزل المتنيح القمص مرقس باسيليوس نعزيه في زوجته، وكان أغلب المعزين قد انصرفوا، سأل أبونا مرقس أبانا ميخائيل: “هل تظن أن الراقدين يشعرون بنا؟” وهو يقصد زوجته التي رحلت عنه.
روى لنا أبونا ميخائيل بعض القصص المعاصرة التي عأيشها بنفسه، أذكر منها القصة التالية:
في قرية (…) انتقل جواهرجي بسيط له سبع بنات وكانت زوجته مرة النفس، لا تعرف كيف تدير شئون رجلها فكانت تبكي بلا انقطاع. بعد أيام قليلة من الوفاة، إذ كانت في حجرتها بمفردها ودموعها تنهمر من عينيها رأت رجلها أمامها يسألها: “لماذا تبكين؟” أجابت الزوجة: “كيف لا أبكي وقد تركتني وحدي، ومعي سبع بنات، من يهتم بهن؟ وكيف أقوم بتزويجهن؟”
قال لها الزوج: “لا تخافي، افتحي درج الدولاب فتجدين خلفه درجا مسحورا خفيا، تركت فيه بركة لبناتي للإنفاق على زواجهن”.
اختفي الزوج ولم تصدق الزوجة نفسها إذ ظنت ذلك نوعا من الخيالات، لكنها ذهبت إلى الدولاب وفتحت الدرج فوجدت الدرج السري وبداخله “صرة”. نادت السيدة بنتها الكبرى، وقالت لها: “اذهبي إلى عمك واسأليه أن يحضر فورا”.
جاء العم في الحال يستوضح الأمر. أخبرته السيدة بما حدث، ثم قدمت له “الصرة” وهي تقول له: “هذه هي (الصرة)… لم أرد أن أفتحها حتى تأتي، لأنه حسب القانون المصري لك نصيب في هذا الميراث، لأن ليس لي بنين ذكور! افتحها أنت وخذ نصيبك!”
بدأت الدموع تتساقط من عيني الرجل وهو يقول لأرملة أخيه: “كيف أمد يدي على البركة التى تركها أخي ليناته؟ إني أساهم في الإتفاق على بنات أخي ولا أغتصب شينا من البركة التي تركها والدهن لهن!”
حاولت السيدة بكل طاقاتها أن تدفع بالصرة في يدي الرجل، وتحت الإلحاح فتحها فوجد بها بعض الحلى الذهبية.
اتفق الاثتان أن يستخدم العم الذهب لحساب بنات أخيه، وبالفعل أنفق عليهن حتى تزوج الكل!
هذه قصة رواها لنا أبونا ميخائيل إبراهيم الذي عاصرها وكان يعرف أشخاصها، وهي تكشف عن حب الراقدين لنا، كما تكشف عن أمانة الأرملة للخضوع للقانون وعدم الهروب منه تحت أي عذر!
+++
وأنا لست وحدي!
أظن إني وحدي،
ليس من يشعر بي، ولا من يشأركني آلامي!
لست أدري، حتى الذين سبقوني يحبونني!
يصلون عني ويهتمون بي!
وأنا أيضا أحب، وسأحب!
لن يستطيع الموت أن ينزع حبي عن اخوتي!
أحبهم حتى مع لقائي مع سيدي أحبهم!
أنا لست وحدي حتى إن دخلت في القبر!
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]
…