باركني يا ابني – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

باركني يا ابني

كان أبونا ميخائيل إبراهيم في زيارة أحد العائلات وفجأة قام ليصلي لكي ينصرف. تعجب أهل البيت من تصرفه هذا، فقالوا له:

–  لماذا أنت مستعجل يا أبانا؟

–  ابني إبراهيم (روح)!

–  وليكن، فهو ذاهب إلى بيته.

–  ذهب إلى الفردوس.

بالفعل عرفوا بعد نلك أنه في هذه اللحظأت أسلم ابنه الدكتور إيراهيم الروح وانتقل من هذا العالم.

أذكر ذلك عن الدكتور إيراهيم الذي تحدث عنه والده في جلستنا معا في منزل المتنيح القمص مرقس باسيليوس، فقد روى لنا هذه القصمة.

إذ كنت جالسا في حجرة الاستقبال بالمنزل وأنا مستيقظ كنت أفكر في مشكلة معينة لا يعرف حقيقتها إلا ابني إبراهيم.

رفعت عيني وأنا جالس على الكرسى وقلت: “أليس ممكنا أن ترسل لي يارب ابني إيراهيم لكي يخبرني بالأمر؟ فجأة وجدت إبراهيم واقفا أمامي بثوب أبيض جميل. قال لي: “ماذا تريد يا أبي”

تطلعت إليه وفرحت جدا، وقلت له: “أنت لبست  الثوب الأبيض يا إبني! لا أريد أن أوسخه لك بالاهتمأمات الزمنية… ما أريده هو أن تصلي من أجلي وتباركني”.

ختم أبونا حديثه بقوله: “فباركني ابني إبراهيم وانصرف”. ربما أخفى بعض أحاديث الحب الروحي والمباركة المتبادلة بينهما!

+++

فى السماء يكون الكل اخوة أحباء، يلتقي الأباء والأجداد مع الأبناء والأحفاد بلا فوارق في السن ولا رباطات قرابة جسدية أو دموية، لكن رباط حب أعظم، أعضاء لبعضهم ألبعض في جسد الكنيسة الواحدة السماوية!

هناك يمتاز نجم عن نجم في المجد، لكن بلا روح غيرة أو حسد، إذ يرى كل واحد مجد الآخرين كأنه مجده هو.، يفرح ويتهلل بخلاص الجميع.

أذكر دانما استشهاد أريانا والى أنصنا الذي قتل مدنا بأسرها مثل إسنا و إخميم، وعذب أمراء وأساقفة و كهنة و رهبانا مع أطفال و نساء و رجال و شيوخ. ترى كيف استقبلته هذه الجماهير غير المحصية في يوم استشهاده حين أنطلق إلى الفردوس ؟! لقد زفته بالفرح، و حسبت مجده مجدها وخلاصه خلاصها. يا لعظمة الحب الحقيقي!

 

باركني يا ابني – باركني يا ابني – باركني يا ابني

 

باركني يا ابني

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube