تحت المطر الغزير – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

تحت المطر الغزير

 

 

في حوالي السادسة والنصف بعد الظهر قلت لأبى الأسقف: هيا بنا إلى العربة لنذهب إلى دار رئيس الأساقفة للكاثوليكي لأن موعدنا معه هو الساعة السابعة مساء، والمطر شديد للغاية، فسنضطر إلى السير بالعربة ببطء.

حاول أبى الأسقف أن يتأخر قائلأ: “ماذا يحدث لو تأخرنا ربع ساعة أو نصف ساعة؟”

قلت له: “لم أعتد على نلك، فإن كنت غير مستعد فإني أذهب واعتذر له”.

أخيرا ركب معي السيارة وفى تمام الساعة السابعة كنا عند مدخل دار رئيس الأساقفة وإذ فتح الأسقف باب السيارة وجد رئيس الأساقفة وقفا أمامه وسط المطر الغزير، فقد ترك قصره وسار في الحديقة ووقف عند مدخلها ينتظرنا!

دهش الأسقف وقال: لك حق، كيف كان يمكننا أن نتأخر ورئيس الأساقفة الشيخ واقفا هكذا تحت المطر الغزير؟”

ليتنا نتعلم أن نحترم اخوتنا فلا نتأخر دقيقة واحدة عن موعد لأحدهم، فإن التأخير هو احتقار لوقت اخوتنا!

كن مثلأ حيا في دقة المواعيد، فهي علامة النضوج وتقدير قيمة الزمن، و احترام الغير!

+++

يذكرني هذا بقصة رواها لي أحد الآباء بأمريكا: (ذهبت مع أثنى عشر شخصا إلى أحد الأديرة بأمريكا تبلغ مساحته حوالي ١٠٠٠ فدانا، مستغل منه 250 فدانا

أدهشني مع اتساع الدير وملحقاته دقة المواعيد فرئيس الدير مع جميع الرهبان يجتمعون سبع مرات كل يوم من الساعة ٤,٣٠ صباحا حتى الساعة ٨,١٥ مسأء للصلوات، بالمزامير يحضر الجميع بدون استثناء ولا يتأخر أحد منهم دقيقة واحدة.

يلتزم رئيس الدير مثله مثل راهب مبتدئ بتنظيف المائدة وخدمة الضيوف في دوره .

تأخرت أنا ومن معي ثلاث دقائق عن موعد الطعام، دهشنا إذ وجدنا رئيس الدير مع كل الرهبان واقفين حول المائدة ينتظروننا لكى يبدأوا الصلاة… خجلنا من أنفسنا.

لقد تعلمت أن أكون متواجدا قبل الموعد بدقائق احتراما لنفسي ولهم!

 

تحت المطر الغزير

 

تحت المطر الغزير

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube