‏الزجاج الشفاف

‏الزجاج الشفاف

 

جلس غني مع نفسه يتساءل: "ماذا انتفع بكل هذا الغنى وأنا أشعر بفراغ شديد في أعماقي؟ ماذا ينقصني؟ ماذا تطلب نفسي لتستريح؟"

ذهب الغني إلى رجل حكيم يشكو له مشاعره الداخلية طالبا مشورة حكيمة. أخذه الحكيم نحوا النافذة، وتطلع كلاهما من الزجاج نحو السماء.

فسأل الحكيم الغني: ماذا ترى؟

- أرى السماء بزرفتها الجميلة.

- انظر إلى الشارع، ماذا ترى؟

- أرى أناستا كثيرين.

قدم الحكيم للغني مرآة ثمينة، وسأله: "ماذا ترى فيها؟"

أجاب: "أرى صورتي".

عندئذ قال الحكيم:

"خلال الزجاج الشفاف الرخيص ترى السماء بجمالها والناس اخوتك؛ أما خلال المرآة الثمينة فلا ترى سوى صورتك، لأن لمعان الفضة يحجب عنك رؤية السماء ببهائها والتطلع إلى الناس، لنتشغل بصورتك وحدك، وتنحصر في سجن الأنا ( ego ) القاتل للنفس

هذا ما تفعله محبة الفضة اللامعة!" .

+++++++

هب لي بسلطتك، ولتنزع عني محبة الفضة اللامعة!

‎+‏ هب لي يا مخلصي عينيك البسيطتين، إنهما كالزجاج الشفاف الذي ييدو رخيصتا، لاقتني عينيك، خلالهما أرى بهاء السماء في داخلي، أراك مع أبيك الصالح والروح القنس! .

‏اشتهي الشركة محك، وعمل الروح للقدس في، لأجد موضغا في حضن أبيك!

‎+‏ نعم يا رب انزع عني محبة الفضة اللامعة! التي تبدو ثمينة في أعين الكثيرين. يسعون ويتعبون لاقتنائها، فإذا بها تقتتيهم، وتملك عليهم، وتستعبدهم! تحرمهم من رؤية السموات، فتصير الأبدية في أعينهم خيالا، والمجد السماوي خداغا، وشركة الملائكة مرضاً نفسيا وخروجا عن الواقع!

نعم إنها تحرمهم حتى من رؤية اخوتهم، يطلبون ما لذواتهم لا ما للغير ، تحبسهم في سجن الأنا! تفقدهم مجد حرية أولاد الله!

+ هب لي يا مخلصي بساطة عينيك، وانزع عني محبة الفضة اللامعة!

‏الزجاج الشفاف - ‏الزجاج الشفاف


 

ladlamp

 

 

‏الزجاج الشفاف

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube