لنعش كسائر البشر – قصة قصيرة

لنعش كسائر البشر

 

 

كان أسد يتمشى في وسط الغابة، وأذا به يرى كل الحيوانات تهرب من أمامه وتخشاه، إذ هو ملك الحيوانات. زأر بقوة فدوى صوته في كل الغابة، وخرج عشرات الأسود واللبوات والأشبال بسرعة إليه.

رأوه واقفا في صمت، فقال أحدهم: "سمعنا زئيرك فأتينا جميعا، كل أسد ومعه لبوته وأشباله؛ جئنا لكي نعمل معك، أو ننقذك إن كنث في خطر!"

قال الأسد ٠ أشكرك، إني لست في خطر... إني ملك، تخشاني كل الحيوانات البرية، وتهرب من أمامي، لكن خطر بي فكرة أردت أن أعرضها عليكم."

-           ما هي؟

-           لنعش كسأئر البشر.

-           ماذا ينقصنا لكي تشتهي أن نكون كالبشر؟

إننا من جهة الجسم أقوى،

من جهة الحرية نتمشى في الغابات بحرية...

-           ينقصنا أن نتشاجر معا، ويأكل بعضنا لحم بعض، فهذا من سمات البشر!

-           كيف يكون هذا، ونحن دائما نعمل معا... إن أفترسنا حيوانا نقتسمه جميعا، ونعطي الشيوخ والمرضى والأشبال نصيبها حتى وإن لم تتعب معنا؟

-           تعالوا نختلف معا في الرأي ونتقسم إلى جماعات مختلفة، نحارب بعضنا البعض، ونأكل بعضنا بعضا!

-           يستحيل، فإنه إن اكلنا بعضنا بعضا فنينا، لأن أجسامنا ليست هزيلة كغالبية البشر، وأسناننا ليست في ضعف أسنانهم!

-        لنحاول، فنحمل خبرة البشر...

- كيف نختلف معا، ونحن بالطبيعة نعمل معا؟!

+++

هذه القصة الخيالية على ألسنة الأسود من وحي ما كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم، إذ يقول إن الإنسان قد انحط إلى مستوى أقل من الحيولنات والحشرات، فيطالبنا الكتاب المقدس أن نتعلم الجهاد وعدم الكسل من النملة، والعمل الجماعي حتى من الحيوانات المفترسة كالأسود... فإنها وإن كانت مفترسة لكنها لا تأكل بعضها البعض بل تعمل معا، أما الإنسان فيختلف حتى مع من هو قريب إليه.

أذكر أنني دعيت للتدخل في مشكلة في أمريكا الشمالية بين أب وابنه قاما بمشروع معا كشريكين ونجح المشروع، فرفع الأب على ابنه قضية يطالب فيها أن المشروع ملكا له، ناكرا شركة ابنه معه، هذا الذي من لحمه ودمه!! يالبشاعة الخطية! ما لا تفعله الحيوانأت ألمفترسة يرتكبه الإنسان بغير حياء!

+++

صرت عندك كبهيمة!

  • تطلع النبي إلى ما فعلته به الخطية فصرخ:

"صرت عنك كبهيمة!"

لا تتعجب أيها الحبيب،

فإن الحيوانات تلتزم بقوانين الطبيعة،

وتسلك أفضل من الكثير من البشر!

- وهبتني يا ربي عقلا،

وأعطيتني نعمة الإرادة الحرة،

لعلي بنعمتك ارتفع إلى سماواتك

وأتشبه بملائكتك!

أتعرف عليك وأتمتع بأسرارك،

وأحيا في مجد فائق!

  • لغباوتي حطمتني الخطية،

أذلتني وانحدرت بي إلى الهاوية!

لكنك في حبك نزلت إلي،

لتحملني على منكبيك،

وأحيا بالحق ابنا مباركا ومقدسا!

لا أعود أتعلم من الحيو أنات،

بل من السماء عينها!

أرى الخليقة كلها تخدمنى،

من أجل حبك الفأتق لي!

 

 

كسائر البشر - كسائر البشر - كسائر البشر

 

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube