لحن إيسو بناجيو سباتير (١) - ladlamp
[ad_1]
بقلم : جورج كيرلس
عزيزي القاريء تحدثت معك في المقال السابق عن لحن أوسبيرين واليوم اريد أن اتحدث معك عن لحن آخر إنتهاري، هو لحن “إيس أو بناجيو سباتير” وهو لحن قصير جدا وصغير جدا لكن تأثيره كبير جدا، رغم أن زمنه لا يتعدى نصف دقيقة. وهذا اللحن يجاوب به كل الشعب على الكاهن بأعلى أصواتهم، قرب نهاية القداس الإلهى، وقبل الإعتراف، وبعد صلاة الخضوع وصلاة تحليل الآب وأوشية الإجتماعات، عندما يصرخ الكاهن ويقول “القدسات للقديسين “تا جيا تيس آجيس”
وأعتقد الآن قد يتساءل عدد كبير من السادة القراءعدة تساؤؤلات منطقية:
– فما هي هذا القُدسات التي للقديسين؟
– ومن هم هؤلاء القديسين الذين يستحقوا هذه القدسات؟
– ولماذا قبل أن يقول الكاهن “القُدسات للقديسين” يجب أن يقول صلاة الخضوع وصلاة التحليل للآب وأوشية الإجتماعات؟
– ولماذا حينما يقول الكاهن “القُدسات للقديسين” لابد وأن يصرخ بأعلى صوته.
وفي هذا المقال والمقال القادم سوف أجيب لك على كلهذه الأسئلة.
▪ تعال معي عزيزي القارئ نعرف أولاً ما هى صلاة الخضوع للآب:
لقد أطلق عليها الآباء صلاة الخضوع لأن الشعب كله يحنوا رؤوسهم عندما ينادى الشماس ويقول ” احنوا رؤوسكم للرب”
“طاس كى فالا سيمون توكيريو إكليناتى”. وهذا مرد تعرفه كل الطقوس الأخرى. وقد ذكر في مذكرات السائحة الإسبانية إيجيريا في القرن الرابع الميلادي، عندما كتبت عن خدمة صلاة الغروب في كنيسة القيامة في أورشليم وقالت:
” يتلو الأسقف أولاً صلاة من أجل كل أحد، ثم يصلي الجميع معه، المؤمنون والموعوظون.
ثم يصرخ الشماس منبهاً الموعوظين أن يحنوا رؤوسهم، كلٌ في مكانه، حيث ينطق الأسقف بالبركة عليهم.
وبعد أن تُتلى صلاة خاصة ينبه الشماس المؤمنين الموجودين أيضاً أن يحنوا رؤوسهم
، وحينئذ يبارك الأسقف المؤمنين …”.
مما يعني أننا الآن نقف امام طقس دام كما هو على الأقل 16 قرن… وهو الأمر الذي في واقعه يدعو إلى الفرح والفخر.
فبعد نداء الشماس “طاس كى..”، يرد عليه الشعبباللحن ويقولوا:
: “او نوبيون سوكيريي” ومعناها” أمامك ياربخاضعين وساجدين”
ولكن أريد أن أوضح شيئاً هامًا، هناك كثير من الكنائس تتلو اللحن “أمامك يارب هكذا باللغة العربية، ففيه قوة وعلو لكن ليس به الخضوع الموجود بالنص. لكن في الواقع هناك بساطة وخضوع اللحن فى النص الاصلى القبطى “أو نوبيون سوكيرييه”.
و بعدها يقول الكاهن صلاة الخضوع للآب سراً :
” كملت نعم إحسان ابنك الوحيد، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. اعترفنا بآلامه المخلصة.
بشرنا بموته، آمنا بقيامته. وكمل السر. نشكرك أيها الرب الإله ضابط الكل،
لأن رحمتك عظيمة علينا إذ أعددت لنا ما تشتهي الملائكة أن تطلَع عليه.
نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر، لكي إذ طهرتنا كلنا، تؤلفنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية.
لكي نكون مملوئين من روحك القدوس، وثابتين في إيمانك المستقيم،
وممتلئين من شوق محبتك الحقيقية، وننطق بمجدك كل حين، بالمسيح يسوع ربنا …”.
فماذا يعني هذا الكلام؟؟ يعني إن الكنيسة تريد فى صلاة الخضوع هذه التي تقال سرا، أن تقول لنا:
1. إن سر الإفخارستيا كمل بالتمام.
2. وإنه بسبب رحمة ربنا العظيمة أعد لنا ما تشتهى الملائكة أن تطلع عليه، وهو هذا السر العجيب.
3. وإننا حينما نتطهر جميعاً، نأتلف بالمسيح بالتناول من هذه الأسرار، فنمتلئ بالروح القدس.
وللعلم ،أثبتت الشواهد أن هذه الصلاة قديمة، و طبقاً لرأي أحد الآباء فقد قال إنها “سحيقة في القدم”، ربما لأنها ترجع إلى القرن الرابع الميلادي.
وفي القداس الكيرلسي هناك أيضاً صلاة خضوع للآب ، وتقول كلماتها:
” يا الله الذي أحبنا هكذا .. أمل أذنك يارب واسمعنا نحن الخاضعين لك،
وطهر إنساننا الداخلي… لكي بطهارة نتناول من هذه الأسرار النقية،
ونتطهر كلنا كاملين في أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا..”.
والآن بعد أن قد عرفنا صلاة الخضوع، فماذا إذن عنصلاة التحليل؟
▪ صلاة التحليل للآب:
حينما ينادي الشماس: ” ننصت بخوف الله”، ويجيب الكاهن قائلاً: ” السلام لجميعكم”، ويرد الشعب: ” ولروحك أيضاً”، تدخل الكنيسة في فترة صمت ليتورجي. الشعب واقف أمام الله في خشوع مصغياً بقلبه لا بأذنيه، منحني الرأس. أسمى تعبير عن الامتثال في سلام الرب إذ هو سكون الرب الآتي، وهو موقف البنين المطمئنين في حضرة أبيهم، ثم ويبدأيقول الكاهن صلاة تحليل للآب:
“أيها السيد الرب الإله ضابط الكل، شافي نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا …
فليكن يا سيدي عبيدك آبائي وإخوتي وضعفي محاللين من فمي بروحك القدوس أيها الصالح محب البشر.
اللهم يا حامل خطيئة العالم اسبق بقبول توبة عبيدك منهم، نوراً للمعرفة، وغفراناً للخطايا …
اللهم حاللنا وحالل كل شعبك من كل خطيئة ومن كل لعنة، ومن كل جحود …”.
ويقول الأنبا ساويرس ابن المقفع (تنيح بعد سنة 987م) عن هذه الصلاة:
“يطأطئ الشعب رؤوسهم، ويسأل الكاهن الله الصادق في مواعيده بالسلطان الذي دفعه لتلاميذه،
أن يربطوا ويحلوا كل رباطات الخطيئة، أن يحلهم من خطاياهم،
ويغفر جميع ذنوبهم، ويخلصهم من الشرير، ويوصلهم إلى ملكوته السمائي”.
عزيزي القاري إستعرضت معك بعض المفاهيم الروحية والطقسية المختبئة في عمق الجزء الأول منلحن “”إيس أو بناجيو سباتير”
وإلى اللقاء في مقال ثاني نستكمل فيه معا تأملاتنا في الجزء الثاني من هذا اللحن الصغير جدا والعميق جدا والممتليء بالقوة الإنتهارية التي سوف نفهم سببها في مقالنا القادم، فإلى أن ألقاك لك مني كل محبة وسلام.
[ad_2]
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]