تذكار نياحة القديس الأنبا ابرآم بطريرك معجزة المقطم – 15 ديسمبر

تذكار نياحة –  القديس الأنبا ابرآم  – بطريرك معجزة المقطم – ladlamp

[ad_1]

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم من سنة 970 ميلادية تنيح  القديس الأنبا ابرآم  بابا الإسكندرية الثاني والستون، كان هذا الأب من نصارى المشرق، وهو ابن زرعة السرياني وكان تاجرًا ثريًا وتردد على مصر مرارًا وأخيرًا أقام فيها، وكان يتحلى بفضائل كثيرة، منها الرحمة على ذوي الحاجة، وشاع ذكره بالصلاح والعلم، وعندما خلا الكرسي البطريركي، أجمع رأي الأساقفة والشيوخ العلماء على اختياره بطريركًا، فلما جلس على كرسي الكرازة المرقسية وزع كل ماله على الفقراء والمساكين، وفي أيامه عين قزمان الوزير القبطي ابن مينا واليًا على فلسطين، فأودع عند الأب البطريرك مئة آلف دينار إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك، فلما بلغ البطريرك خبر استيلاء هفكتين على بلاد الشام وفلسطين، ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية، ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر فأخبره الأب بما فعله بوديعته فسر بذلك وفرح فرحًا جزيلًا، ومن مآثره أنه أبطل العادات الرديئة، ومنع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة.

كما حرم على الشعب اتخاذ السراري وشدد في ذلك كثيرًا، فلما علم بذلك الذين اتخذوا لأنفسهم سراري، استيقظ فيهم خوف الله، كما خافوا أيضًا من حرمه، فأطلقوا سبيل سراريهم وذهبوا إليه تائبين، ما عدا رجلًا من سراة الدولة، فإنه لم يخف الله تعالي ولا حرم هذا الأب الذي وعظه كثيرًا وأطال أناته عليه، حيث لم يرتدع ولم يخش إن يهلكه الله، ومع هذا لم يتوان الأب عن تعليمه إصلاحه، بل أتضع كالمسيح معلمه وذهب إلى داره، فلما سمع الرجل بقدوم الأب إليه اغلق بابه دونه، فلبث الأب زهاء ساعتين أمام الباب وهو يقرع فلم يفتح له، ولا كلمة، ولما تحقق إن هذا المسكين قد فصل نفسه بنفسه من رعية المسيح، وأصبح بجملته عضوًا فاسدًا، رأى أنه من الصواب قطعه من جسم الكنيسة حتى لا يفسد بقية الأعضاء، فحرمه قائلا :“إن دمه على رأسه، ثم نفض غبار نعله على عتبة بابه، فاظهر الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ انشقت عتبة الدار، وكانت من الصوان، إلى نصفين، وبعد ذلك أظهر الله قدرته حيث افتقر حتى لم يبق معه درهم واحد، كما طرد من خدمته مهانا، وأصابته بعض الأمراض التي أدت إلى موته أشر ميتة، وصار عبرة لغيره، إذ اتعظ به خطاة كثيرون وخافوا مما أصابه.

 

وفي زمان هذا الأب كان للمعز وزيرًا اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهوديًا وأسلم، وكان له صديق يهودي، كان يدخل به إلى المعز أكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير على المعز وسيلة ليطلب حضور الأب البطريرك ليجادله، فكان له ذلك، وحضر الأب ابرآم ومعه الأب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين، فقال لهما :“ لماذا لا تتجادلان؟ فأجابه الأنبا ساويرس “كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور أعقل منه “فاستوضحه المعز عن ذلك، فقال إن الله يقول على لسان النبي “إن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف ( اش 1 : 2 ) ” ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مكرمين، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى، وبعد أيام دخل الوزير على المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا على شئ، وهذا إنجيلهم يقول “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ” ولا يخفي على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل على صدق دعوى مسيحهم، ففكر الخليفة في ذاته قائلًا:”إذا كان قول المسيح هذا صحيحًا، فلنا فيه فائدة عظمى، فإن جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم مما هو عليه الآن، وإذا لم يكن صحيحًا، تكون لنا الحجة على النصارى ونتبرز من اضطهادهم، ثم دعا المعز الأب البطريرك وعرض عليه هذا القول، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام صائمين مصلين إلى الله، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيجري الله على يديه هذه الآية، فاستحضره الأب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم، فوقف الأب البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب آخر، ثم صلى الأب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم، وكان عندما يرفع الأب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه، وسقط كثيرون منهم علي الأرض، وتقدم الخليفة على ظهر جواده نحو الأب البطريرك وقال له: أيها الإمام، لقد علمت الآن أنك ولي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطي، فلم يرض أن يطلب منه شيئًا، ولما ألح عليه قال له :”أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس (أبو سيفين) التي بمصر القديمة، فكتب له منشورًا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغًا كبيرًا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرًا لورعه وتقواه، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، استمر واقفًا حتى وضعوا الأساس.
كما جدد هذا الأب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي، ولما أكمل سعيه تنيح بسلام بعد أن جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام.

 

القديس الأنبا ابرآم

 

ladlamp

يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

المصدر : وطنى

Related posts

هل حاسس بيه ؟ – كلمات و أشعار

نشأة الكنيسة القبطية وتاريخها في مصر (٣) .. مارمرقس ينجح في تأسيسها رغم انتشار الوثنية..

الكنيسة القبطية : نشأتها وتاريخها في مصر .. ( 2 )