الأطمئنان عظة البابا شنودة الثالث ✟ 1988 – شاهد و أقرأ – 📹 📝 – Pope Shenouda –

تكلمنا  كثيرة في موضوع الرجاء - واريد اني احدثكم اليوم عن الاطمئنان .

الانسان الروحي يعيش مطمئنا ولعل هذا الاطمئنان يكون جزء من حياة السلام. والسلام جزء من ثمار الروح القدس . كما ورد في غلاطية (22:5 ) ان ثمر الروح محبة وفرح وسلام مع باقي الثمار. فالانسان الروحي يملكه سلام في القلب يفوق كل عقل. سلام من الله. ذي ما قال السيد المسيح {  لا تضطر قلوبكم ولا تجزع سلامي اترك لكم سلامي انا اعطيكم } .

انسان يعيش مطمئن اطمئنانه لا يأخذه من الظروف المحيطة انما يأخذه من حالة قلبه الداخلية ومن ايمانه ومن الصفات الروحية الداخلية اللي هنتكلم عنها. الظروف الخارجية لا تأثير لها على الانسان المؤمن اطلاقا. ولذلك نرى داوود النبي من جهة الظروف الخارجية والاطمئنان الداخلي يقول { ان يحاربني جيش فلن يخاف قلبي . وان قام علي قتال ففي هذا انا مطمئن }.

مطمئن على الرغم من كل الظروف الخارجية المتعبة. داود كان اطمئنانه نابع من قلبه من الداخل وليس من الظروف الخارجية. داود وقف قصاد جولياط. جولياط ده راجل جبار. الجيش كله كان مضطرب امامه. والجيش كله كان خايف منه بما فيهم الملك شاول اللي كان اطول من كل الشعب. لكن داوود دخل لملاقاة جولياط وهو مطمئن. مطمئن تماما الى النتيجة. مش بينظر الى جولياط في ضخامة جسمه انما بينظر الى الله في محبة تدخله وفي نعمته العاملة. ولذلك بص لجلياط وقال له ايه؟ قال له اليوم يحبسك الرب في يدي. ده يا داوود انت ايدك كده صغير. كتكوت كده. قال له اليوم يحبسك الرب في يدي. فاجعل لحمك طعاما لوحوش البرية. انت تأتيني بسيف ورمح و أنا اتيك باسم رب الجنود. واثق من الله الذي يعمل معه.

اذا كان انسان واثق من عمل ربنا معه باستمرار يعيش مطمئن . وداوود الحكاية دي مرة. قال ان سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا. ليه؟ لانك انت معي. واثق بوجود الله معه. واثق بعمل ربنا معه. مش يبص لجنلياط ولا بيبص للاعداء. بيبص لربنا. لانك انت معي. ده داوود المطمئن اللي بيقول وان قام علي جيشا ففي ذلك انا مطمئن.

المزمار والقيصار والعشرة اوتار. وباغني وانا مبسوط مطمئن. ليه مطمئن؟ انا مش هاحاربهم. ليه؟ الحرب للرب. قال كده داوود. وكررها. الحرب للرب. والرب قادر ان يغلب بالكثير وبالقليل. ذى ما ورد في صموئيل الاول الرب قادر انه يغلب ايه؟  بالكثير وبالقليل. هنا بقى الانسان المطمئن الى حفظ الله. وايضا انسان المطمئن الى وعود الله. يعني الانسان بيطمئن على ثقته في حفظ الله وثقته في وعود الله.

يعني اضرب لكم مثل من الامثلة العجيبة في هذا الموضوع. اب الاباء ابراهيم اب الاباء صدر اليه امر ان يذهب ويقدم ابنه الوحيد اسحاق ذبيحة. راح يقدموا ذبيحة وهو مطمئن. مطمئن ازاي؟ مطمئن الى وعود الله. ربنا قال له نسلك هيبقوا عددهم زي نجوم السماء. وزي رمل البحر. ومن اسحاق يدعى لك نسل. خلاص انا مطمئن. حتى لو دبحوا مطمئن انه هيقوم من الاموات وربنا يدي له منه نسل زي نجوم السماء وزي رمل البحر. ده القلب الواثق القلب الواثق بوعود ربنا. يعيش مطمئن باستمرار. امامه وعود الله تبقى سبب لاطمئنانه.

وعود الله بيقول ايه؟ بيقول انا هو لا تخافه. بيقول انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر. بيقول لا يقع بك احد ليؤذيك. بيقول يحاربونك ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول الرب. بيقول لا تخف. وعود الله. وعود الله اللي بيقول ابواب الجحيم لن تقوى ، لما انت تكون واثق من وعود الله باستمرار. تحيا في حياة الاطمئنان في حياة السلام القلبي. ولا يمكن ابدا انك انت الانسان المطمئن يعيش في سلام قلبي. علشان يطمئن لازم يكون عنده راحة ضمير. الانسان اللي ضميره تعبان مش ممكن ابدا يعيش مطمئن مش ممكن.

عندنا اول اتنين فقدوا اطمئنانهم واحد على مستوى صغير على مستوى غير محدود. اول واحد على مستوى صغير ابونا ادم خاف واختبأ وراء الشجر فقد اطمئنانه. بسبب الخطية. طب مين اول واحد فقد على الكامل ما بقاش عنده حاجة خالص قايين. اول واحد ارتعب في الارض واصابته الامراض النفسية. في عمقها. خائف ومرتعد. قال لربنا انك انت طرحتني من قدام وجهك. وانا اكون خائف ومرتعد في الارض. ويكون كل من وجدني يقتلني. ابتدى يدركه الخوف والاضطراب والفزع والقلق. والرعب وما بقاش مطمئن لحد. ده بيقول كل من وجدني يقتلني. يعني مش واحد هيقتله كل من وجدني. عايش خايف. ليه؟ لان ربنا قال لا سلام. قال الرب للاشرار. عايز تعيش مطمئن؟ خليك عايش في راحة ضمير.