تفسير سفر الرؤيا - جـ 4
باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
مقدمة
الحلقات اللي فاتت قلنا فيها باختصار ان معرفة الله والامور الالهية هي اعلان الهي مش نتيجة لاكتشافات ناس او استنتاجاتهم او توقعاتهم لازم يكون في اعلان الهي لان الامور دي اعلى من زهننا ولازم نبقى متفقين ان احنا معرفتنا محدودة من جهة الكم ، يعني مش كل حاجة عارفينها ومن جهة النوع ففي معلومات احنا نعرفها و معلومات لا .
احنا لا نعرف موعد المجيء التاني وده بنصوص صريح لكن عارفين بحقيقة مؤكدة ان في مجيء تاني وفي نهاية للعالم ، ومعلومة تاني ان سفر الرؤيا اللي هندرسه او بندرسه مع بعض بيتكلم مش بس عن المجيء التاني والحياة الابدية لكن كمان عن تاريخ الكنيسة ومستقبلها في الارض .
احنا درسنا مقدمة السبع رسايل بتوع سبع كنائس اللي هم أفسس و سميرنا برغامس و ثياتيرا وستاردس وفيلاديلفيا ولوديكيا ، وقلنا ان الاسماء دي اسامي سبع كنائس موجودين في اسيا صغرى اللي هي حاليا تركيا وكانت فعلا كنائس محلية لها اساقفة كان بيخاطبهم سفر الرؤيا بكلمة اكتب الى ملاك كنيسة كذا و دي كنائس محلية كل كنيس كان لها ظروف ولها مشاكل ولها نقط ضعف ونقط قوة ، فكان الرسالة مرسلة عشان تعالج مشاكلهم وتشجعهم في سكة الابدية اللي هما ماشين فيها ، وبالرغم ان هي رسائل خاصة بكنائس محلية لكن بنعتبرها هي رسائل لكل كنيسة مش كده بس كمان لكل قلب كل واحد فينا يعتبر الكلام مرسل ليه هو نفسه وبعض المفسرين فسروها ان هي بتنطبق على عصور متتالية في تاريخ الكنيسة عصر الرسل بعدها عصر الاستشهاد بعدين عصر المجامع وبعدين العصر اللي كان فيه نوع من الفتور الروحي والانشغال بالشكل الخارجي والمظهرية اللي هو ثياتيرا وبعدين صحوة روحية وكنسية وبعدين العصر رقم ستة بتاع فيلاديلفيا يعني التقارب بين الكنائس ومحاولة عمل الوحدة واخر عصر لوديكيا اللي هو حق الشعب طبعا دي كلها ناخدها بالتفصيل .
وقلت لكم ان العصور دي متداخلة قلت يعني مثلا عصر الرسل في الاستشهاد وفي عصر استشهاد كان في برضو هرطقات وهكذا ماشيين مع بعضهم
والمرة اللي فاتت اخدنا اول رسالة لاول كنيسة هي ملاك كنيسة افسس اللي هو كان القديس تيموساوس تلميذ معلمنا بولس الرسول ، وقلنا برضو ان افسس دي ترمز لعصر الرسل والكنيسة الجميلة المحبوبة اللي تعبت في تأسيس الايمان وصرنا كلنا مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية عشان كده اسمها كنيسة رسولية ، وتظل الكنيسة لها قوة ولها قيمة ما دام هي محتفظة بالايمان اللي استلمته من اباءنا الرسل.
دايما اي رسالة مرسلة بتبقى فيها نمرة واحد اسم المدينة اللي رايح لها الرسالة ( اكتب الى ملاك كنيسة سميرنا مثلا ) وبعدين يتكلم المسيح يوصف نفسه بوصف بحالة الكنيسة والرسالة اللي عايز يوصلهم ، وقلت لكم في تفسير الحته دي ان دي معناها ان ربنا يسوع متسع جدا وفي كل الشبع لاي انسان في اي احتياج ، وبعدين يبدأ الرسالة بمدح وتشجيع وبعدين عتاب على حاجة فيها ضعف ودعوة للتوبة وينتهي بوعد بمكافأة للغالبين فيقول من يغلب هيحصل كذا .
موضوع الحلقة
دي ملخص اللي احنا اخدناه قبل كده فالنهاردة هناخد من اول اكتب الى ملاك كنيسة سميرنا
سميرنا اللي هي كمان اسمها ازمير وكان الاسقف بتاعها القديس بولي كاربوس تلميذ معلمنا يوحنا الانجيلي وده من الاباء الرسوليين المهمين جدا لان كان له كتابات وسيرة عطرة ، وكلمة سميرنا معناها المر وده بيشاوروا على ان الكنيسة دي كانت فيها اضطهادات والامات شديدة جدا، (طبعا انتم عارفين ان الكنيسة من ايام الرسل لغاية النهاردة بيبقى فيها صليب شايلة و المسيح نفسه حط شرط للتلمذة له ان احنا نحمل الصليب واللي مش هيحمل مع المسيح ما ينفعش لرحلة الملكوت { من لا يحمل صليب ويتبعني فلا يصلح ان يكون لي تلميذا } والكنيسة دائما بتبقى فخورة بالالم والصليب اللي شايلاه من اجل المسيح يقولوا عن اباءنا الرسل سفر الاعمال لما رؤساء الكهنة ومجمع السنهيدريم استدعوهم قبضوا عليهم وبعدين حاكموهم وما قدروش يمسكوا عليهم غلطة فجلدوهم وطردوهم
{ يقول اما هم فخرجوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه } اول مرة نشوف ان الاهانة من اجل المسيح تبقى فخر - واحد بيتهان وهو فخور لان دي من اجل المسيح ، عشان كده كنيسة سميرنا بتمثل عصر الاضطهاد وتلاحظوا بقى لانها رسالة الى الكنيسة المضطهدة الحملة الصليب اللي دمها بيسفك من اجل المسيح كما ان المسيح دمه سفك من اجلها عشان كده يصف المسيح نفسه في الرسالة دي بكلمة { هذا يقوله الاول والاخر كان ميتا فعاش } .
الاول والاخر يعني هو البداية وهو النهاية والالف والياء ، ولما اكون عارف اني الهي اللي بيرعاني وبيحميني وبيحتضني هو الاول والاخر ابقى انا مطمن ان في يد امينة ليه بقى؟ لان الناس بيروحوا ويجوا ، ففي مسؤول وله سلطان وله سطوة وله في ايديه يحبس وفي ايديه يفرج على الناس وفي الاخر بيقع ميت وينتهي لكن الكنيسة باقية ببقاء عريسها المسيح اللي هو البداية والنهاية .
ياما جه على الكنيسة ملوك واباطرة وحكام وولاه و محافظين وقول اي حاجة بقى من الالقاب الجميلة دية وقفوا بشراسة ولكن في الاخر بينتهوا والكنيسة رافعة راسها ولا كأن في حاجة ، عشان كده يقول هذا يقول الاول والاخر الذي كان ميتا فعاش عايز يقول اذا كنت انت يا كنيسة بتتعرضي لاضطهاد وسجن وقتل افتكري ان انا كمان العريس بتاعك كنت ميتا وعشت وزي ما انت هتموتي دلوقتي هتعيشي ، ومن ضمن التراثات القديمة كان يضعوا عظام ورفات الشهداء تحت المذبح في الكنيسة عشان يبقى التأمل كده ان فوق المذبح المسيح مذبوح من اجل الكنيسة وتحت المذبح الكنيسة مدبوحة من اجل المسيح وما تعرفوش قد ايه المذاق الجميلة بتاعت انسان يذبح من اجل المسيح والمجد اللي مستنيه والمذاقة الروحية اللي هو بيشعر بها عندما يذبح من اجل المسيح .
بيقول بقى ايه خلي بالكم احنا متفقين ان كل رسالة في كل مدينة في وصف للمسيح مناسب في مدح وتشجيع وفي عتاب الكنيسة دي بالذات بتاعة ما فيهاش عتاب ليه؟ لانها الكنيسة اللي بتمثل الاستشهاد فالانسان فينا مهم كان وحش لكن لو ربنا كرمه بانه يتألم من اجل المسيح او انه يموت على اسم المسيح على طول هوا للسما مفيش عتاب بقى لان ده طالع السما وهو متعاص بالدم بتاعه يعني ، عشان يقول له انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غنيا دي بقى الانسان اللي متضايق من اجل المسيح بيقول له انا واخد بالي ، خلي بالكم لما يقول كأس ماء بارد فقط لا يضيع اجره كأس ماء بارد المرأة اللي سكبت الطيب على رأس المسيح قال لهم حيثما يكرز بالانجيل في كل العالم يخبر بما فعلته هذه المرأة تذكارا لها ، قارورة طيب ما تتنسيش كوباية مية ما تتنسيش ، اشحال بقى اللي بيتعب من اجل ربنا في الخدمة او في موجات الاضطهاد او في افتراءات الناس ربنا مش هينساها يقول لك انا اعرف اعمالك وضيقتك ، طبعا زي ما قال معلمنا بولس في رسالة تثالونيكي الاولى انه عادل عند الله ان يجازي الذين يضايقونكم ضيقا واياكم انتم راحة معنا عند استعلان ربنا يسوع المسيح ، فربنا يقول انا لا يمكن انسى اعمالك وضيقاتك عامل زي لما اتقابل اول مرة مع نثنائيل قال له قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التين رأيتك قال له يا معلم انت ملك اسرائيل انت ابن الله ، طبعا كلكم عارفين التفسير ان نثنائيل لما كان طفل صغير هو من جيل المسيح فكان متعرض انه يتقتل بيد هيرودس فامه خبيته تحت شجر جبتين وده سر ما حدش يعرفه غير نثنائيل و امه ، عشان كده لما المسيح كشف له السر ليه مش معروف قال له انت ابن الله ، طب ايه يعني ايه رأيتك تحت التينة معناها مش هنسى ان انت في يوم من الايام اتعرضت للخطر بسببي ودي رسالة بيبعتها ربنا لكل واحد فينا يتألم من اجل المسيح او يضطهد او يتضايق ، يقول له انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غني ، فقره طبعا من جهة المال وغني من جهة الروح لان في ايام الاضطهاد ان المسيحيين كانوا بيصادروا املهم زي ما قال معلمنا بولس وقبلتم سلب اموالكم بفرح فكانوا بيبقوا فقرا بالمال بطرس نفسه لما راح الهيكل والراجل عايز يشحت منه قال له ليس لي ذهب ولا فضة ومع ذلك قال له الذي لي اعطيك قومه باسم المسيح وشفي من المرض بتاعه ، يبقى غني يبقى فقير وغني فقير من المال وغني بالروح ، فبصراحة كده كلما كانت الكنيسة فقيرة من المال هتبقى غنية بالروح كل ما يكون الانسان فقير من المال هيبقى غني بالروح ، بس فقيرمن المال مش معناها ما عندوش فلوس فممكن واحد يكون عنده ملايين لكنه من جوة مش متعلق بالفلوس ويبقى غناه من ربنا مش من الفلوس ولا حاجة و بيرميه تحت رجليه وبيوزعه على الناس وكل ما بيوزع ربنا بيزوده فيزداد غنى ، لكن مش هو ده غناه مش هو ده مصدر قوته مصدر قوته المسيح .
فقال له انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غني وعارف ايه كمان قال له تجديف القائلين انهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان ، طبعا كلمة يهود معناها مؤمنين لان دول كانوا شعب الله فى القديم ، ففي ناس بيدعوا انهم مؤمنين وهم ليسوا مؤمنين و الكتاب نفسه بيوصفهم ان هم مجمع الشيطان وزي ما قال معلمنا بولس مش كل يهودي يبقى يهودي ولا كل من هو نسل ابراهيم يبقى نسل ابراهيم ده الاهم ان يسلك الأنسان في خطوات ايمان ابينا ابراهيم ، يعني برضو في المسيحية مش كل واحد اتعمد او كل واحد بيحضر الكنيسة يعتبر في نظر الله انسان مسيحي لانه ياما ناس يدعوا ان هم مسيحيين لكن هم بيعاكسوا المسيح نفسه وسماهم هنا مجمع الشيطان فيعتبر الادعاء ان هم يهود وهم ليسوا يهودا فنظر الله انه تجديف .
قال له { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتألم به } طبعا انتم عارفين حكاية لا تخف دي كتير قوي في الكتاب المقدس وباستمرار ربنا يبعت الرسالة دي فقال لي يشوع في بداية خدمته ما تخافش كما كنت مع موسى اكون معك وقف مع بولس بالليل وقال له لا تخف لي شعب كتير في هذه المدينة ، فربنا بيبعت الرسالة دي لكل واحد ( لا تخف ) ولا تخف في البتة - خلي بالك - مما انت عتيد ان تتألم به ، هنا ما قالوش مش هتتألم ما تخافش مش هتتألم قال له لأ هتتألم بس ما تخافش من الالم ده ، تخيلوا ان ربنا يقول لواحد انت داخل على تجربة عنيفة وشديدة وهتتألم ما تخافش ، زي بالظبط لما دخل مع الفتية في اتون النار وزي ما كان مع دانيال وهو في جب الاسود
تقول لي طب ما هو فعلا لما دخل معهم في اتون النار طفى النار وبقت باردة وفى جب الاسود سد افواه الاسود اه بس مش كل مرة .
يعني بولي كاربوس ده اللي هو كتبت له رسالة بتاع اسقف ازمير هو نفسه استشهد بالقاؤه للوحوش الضارية والتهمه وفي نفس الجيل القديس اغناطيس رموه في نار واحترق ، فمش شرط ان ربنا ينقذ الانسان من الضيقة لكن شرط ان ربنا هيبقى معانا ، عشان كده حتى لو كان في الم عتيد ان يأتي علينا ما نتهزش لان هو كمان قال كده ( في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا انا قد غلبت العالم ) .
{ لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتألم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربه } طب يا رب ما انت عارف ان ابليس هيعمل كده ما تمنعه ، يقول لا مش خطتي ان انا امنع خطتي ان انا اتمجد فيكم في احتمالكم ، لاحظوا لو النهاردة التاريخ بيحكي ان كل الرسل عاشوا حياة متهنية والاجيال اللي جت بعدهم ما حدش مسهم ولا قرب منهم وكان لهم بيوت وممتلكات وحياة مليانة بالرخاء ، هيطلع اي واحد يقول لك ان الناس دول كانوا جماعة من المنتفعين حبة صيادين سمك ما حلتهمش حاجة انتفعوا من نداءهم بديانة جديدة وبقوا سادة وقادة وعظماء واصحاب اموال واصحاب بيوت واصحاب عائلات وبقى ليهم شأن ، فدول ناس منتفعين وكل الخرافة اللي هما نادوا بيها ان يسوع هو الله او ان يسوع قام الاموات دي خرافة من اجل الانتفاع ، انهاردة محدش يقدر يقول الادعاء ده ليه لان جميع ابائنا الرسل وكل اللي تعبوا في تأسيس الكنيسة نالوا اكليل الشهادة وما حدش عاش حياة هادية مستقرة ولم يتركوا لنا تراثا ولا ميراثا الا ايمانهم وتعليمهم .
( فين بيت بطرس فين الفيلا بتاعة بولس فين المقر بتاع ماري مرقس ) طبعا الحاجات دي كلها بتبين ان هما ما سبولناش حاجة لو مكانوش يملكوا حاجة فاكرين ماري مرقس لما جه مصر ( شبشب مقطوع ) ومعهوش فلوس يجيب واحد بداله فراح يصلحه واستطاع ان يأسس كنيسة احنا واول واحد يأمن به كان رجل اسكافي غلبان ، ايه بقى اللي يخلي الكنيسة عيشة واحد وعشرين قرن بالرغم من ماري مرقس نفسه استشهد وبرغم الاضطهاد ، دي علامة ان ده عمل الله والناس دول كانوا صادقين وكانوا نزهة انسان نزيه مش عايز حاجة من الدنيا غير انه يعرفك الحق عشان تخلص انت حتى لو ضربتني حتى لو قتلتني انا هقول لك الحق لان انا مش عايز حاجة منك انا يكفيني الهي ، طب هتهددني بالموت ما انا هروح لالهي اللي بعتني عشان انت تخلص ، ياما شهدا شهدوا قدام الولاة وبعد ما استشهدوا الولاة أنفسهم صاروا مسيحيين واشهر مثل بتاع اريانوس والي انصنا ، ايه الجمال ده .
طب ده يفسر ليه ربنا قال لهم احسبكم في الضيقة بس ابقى جنبكم و معكم وليه قال لهم تخف مما انت عتيد ان تتألم به ، طب يتألم ليه ؟ عشان الالم ده شهادة لصدق اللي بيقوله ، الشيطان هيرمي بعضا منكم في السجن هتسيبنا في السجن ليه؟ عشان يبقى شهادة ان اللي انتم بتقولوه صادق لان الانسان اللي بيخترع ايمان عند اول منحنى هيهرب ( يقولك لا لا انا يا عم مكنتش اقصد ) لكن اللي يتحمل نفقات الكرازة بتاعته تبقى علامة صدق ايمانه .
{ هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن كي تجربه ويكون لكم ضيق عشرة ايام } رقم عشرة ده بيدل على كثرة يعني واحد ممكن يقول لزميله - عشر مرات اقول لك يا اخي - مش يقصد بها بالحرف يعني ، داوود قال انتم عشر مرات بتخزوني ، يعقوب قال لخاله لبان عشر مرات بتغير اجرتي مش مقصود بها رقم بالحرف لكن علامة الكثرة ، لكن كتير من المفسرين قالوا ان العشرة ايام بيشاوروا على عشرة اباطرة تولوا الامبراطورية الرومانية وكلهم كانوا بيعادوا الكنيسة ويضطهدوها اول واحد نيرون اللي هو استشهد على يده معلمنا بولس وابونا بطرس اللي احنا هنحتفل بعيدهم في يوم خمسة ابيب 12 يوليو عيد الرسل ، دول استشهدوا في يوم واحد بيد نيرون الامبراطور وبعدين مات نيرون وبعدين جه بداله وجه بداله لغاية اخر واحد رقم عشرة هو دقلديانوس المشهور بانه اكتر واحد اضطهد المسيحيين ، ما بين نيرون ودقلوديانوس فيه تمن اباطرة فكلهم على بعض عشرة ، ايام دقلديانوس استشهد البابا بطرس خاتم الشهداء وبعدها وجه قسطنطين اللى اعطى منشور اسمه التسامح الديني وسمح للناس كل واحد يعبد الهه بطريقته وفتح الكنايس وفتح السجون طلع المعترفين وبدأت الكنيسة تدخل فى مرحلة جديدة .
فهنا و من ايام يوحنا الانجيلي ربنا ارسل رسالة قال في عشرة ايام فيهم ضيف عشرة اباطرة انا عامل حسابي ، طب يا رب سايبنا ليه ، يقول لأ دي كل دي هتثبت صدق المسيحية على طول الاجيال في احيانا احنا بنبقى مقروسين قوي في وقت التجربة لكن بعد ما بتعدي بنفهم ان كان فيها رسالة واصلة لينا وللي حوالينا .
طيب اعمل ايه قال له { كن امين الى الموت فساعطيك اكليل الحياة } طبعا اية محفوظة وجميلة كن امين الى الموت ، يعني لما بيكون في ضيقة او اضطهاد ما تجزعش ما تتراجعش اتمسك بايمانك الى المنتهى كن امين الى الموت ، حتى لو موتوك من اجل هذا الايمان او هذه الامانة وطبعا الى الموت معناها الى المنتهى
طب ايه النتيجة؟ قال اعطيك اكليل الحياة ، طبعا احنا نكلل باكاليل المجد او اكليل البر زي ما قال بولس الرسول اخيرا قد عليه اكليل البر ، هنا بيقول اكليل الحياة وبعدين من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني ، قلت لكم في كل رسالة في الاخر يكتب كلمة من يغلب لو انتم جمعتوهم هتلاقوا معنى جميل جدا .
هنا بيقول من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني ، اية الموت الثاني لما يقول فيه موت ثاني بقى على طول فيه موت اول ، الموت الاول هو الخطية والموت الثاني هو الهلاك الابدي ، الموت الاول اللي هو الخطية نقدر نقوم منه ( قيامة من الأموات بالمعمودية ) ودي اسمها القيامة الاولى و المعمودية دي قيامة محتاجة استمرارية يعني ما هواش فعل ماضي عشان اقعد قائم لازم يبقى في توبة باستمرار والتحاد بالمسيح في سر الافخارستية ، يبقى دي اسمها القيامة الاولى ( معمودية وتوبة و الافخارستية ) .
يقول سفر الرؤيا في موضع اخر مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى اللي هي المعمودية و الافخارستية هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان علي اللي هو الهلاك الابدي لكن طالما فيه موت تاني هيبقى فيه قيامة تانية القيامة التانية هي الابدية السعيدة ، فاللي قام في المعمودية هيقوم زي ما المسيح قال وانا اقيمه في اليوم الاخير يعني لما تحط ايتين جنب بعض كده اقام انا معه اجلسنا معه في السماوات وبعدين تحط انا اقيمه في اليوم الاخير وساجعله ان يجلس معي ، تقول هو اقامنا واللي لسه هيقيمنا هو اجلسنا واللي لسه هيجلسنا ، دي تسميها القيامة الاولى ودي تسميها القيامة التانية دي عربون ودي الحقيقة.
الرسالة التالتة الى ملاك الكنيسة التي في برغاموس و كلمة برغاموس معناها الاقتران او الزواج ودي تعبر عن الكنيسة اللي يبقى فيها تشويش ( ايه الصح وايه الغلط والدنيا متبرجلة والناس مش فاهمة حاجة وكل واحد بيعلم بطريقته ) فهي بتشاور شوية الى عصر المجامع اللي كان فيها الهرطقات بدأت تزدهر قوي يعني خلي بالكم الهرطقات موجودة من ايام الرسل وايام الاستشهاد كان في هراطقة بس الكنيسة كانت في حالة حرب ضد الشيطان و الاستشهاد واخد الحد الاعلى ، يعني الواحد ممكن يبقى مسيحي النهاردة بكرة يتقتل فالكنيسة في حالة حرب ، لما جه قسطنطين وملك والدنيا هديت بدأ الهراطقة بقى يظهروا ، اريوس اشهر هرطوقى كان ظهر ايام البابا بطرس خاتم الشهداء بابا رقم 17 ، كان ده ايام لسه دقلديانوس البابا ده استشهد ، اذا برده الهراطقة ظهروا فى عصر الاستشهاد ، لكن الحكاية ظهرت قوي بقى ونامت اوي في الرخاوة واللي بتبين قد ايه الكنيسة لما تكون في شدة جايا عليها من بره فالناس من جوة يمسكوا في ربنا قوي ويمسكوا في الايمان المستقيم ما يفرطوش فيه اول ما الدنيا ترحرح تبتدي بقى ايه التعابين تطلع وتتكلم بكلام اللهرطوقى ، حتى في عصرنا ده تلاقي لما يكون في شدة حدة الكلام الغلط في الايمان تهدا اول ما نرحرح هتلاقي ايه ينمو ويزدهر .
عشان كده برغاموس بترمز للكنيسة اللي فيها هراطقة او فيها تعليم ملخبط ، و الكنيسة في العصر ده واجهت التعليم الخطأ بمجامع احنا عندنا مجمع نقية مجمع القسطنطينية ومجمع افسس دول مجامع اللى تعترف بهم كنيستنا بالاضافة للمجامع المحلية اللي قوانينها كنيستنا بتوافق عليها ، فهنا المجامع حسمت الامر عشان كده المسيح بيصف نفسه في هذه الكنيسة بكلمة هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين ، ايه السيف الماضي ذو الحدين يعني سيف كده كلمة ماضي يعني حد جدا زي السكينة السخنة وزي حدين يعني من الناحية دي بيقطع ومن الناحية دي بيقطع ، ايه هو السيف ده لو احنا بصينا في رؤيا ( 16:1) هنلاقي ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ، وفي رؤيا ( 15:19) يقول كده ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم ومعلمنا بولس في العبرانيين ( 12:4) قال لان كلمة الله حية وفعالة وامضى يعني احد من كل سيف ذي حدين ، يبقى اذا السيف هو كلمة الله الكلام اللي خارج من فمه عشان كده قال سيف خارج من فمه هذا يقول الذي لهو السيف الماضي ذو الحدين ومعناها كلمة الله تقطع وتفصل بين الصح والغلط فيصير هنا مفروض اي قضية ايمانية بنختلف فيها نرجع نشوف الكتاب المقدس بيقول ايه ، فكلمة الله هي القاطعة لو رجعنا لكلمة الله هنجد الحلول لكن طول ما احنا غرباء عن الكتاب المقدس بنفترض حاجات عن ربنا بطريقتنا وعقلنا هنلاقى نفسنا مشينا غلط وقد يكون اللي احنا بنتكلم فيه مكتوب بالنص فى الكتاب المقدس .
قال له انا عارف اعمالك ، طبعا الكنيسة في عصر المجامع كانت تعبانة ، انا عارف اعمالك واين تسكن حيث كرسي الشيطان ، كرسي معناها ايه معناها الاستقرار قاعد عندكم مش جاي يزوركم ده قاعد والكرسي يعبر عن التعليم يعني يقول لك ده اساس كرسي معناها انه قاعد على كرسى تعليم بيعلم الناس ، فهنا في برغاموس كان كرسي الشيطان التعليم الشيطاني ودي تبين لنا ان الهرطقة هي تعليم شيطانية ،ن الهدف من الشيطان لما بيعلم انه يقود الناس الى التسيب و الى الشك ويقودهم الى التمرد ويقودهم الى الحرب الكلامية ويشغلهم عن خلاص انفسهم بقضايا فرعية ، فده الشيطان عشان كده اتميز ما بين التعليم بتاع الشيطان والتعليم بتاع الروح القدس تعليم الروح القدس يطيب النفس لما تسمع الوعظ تفرح وتستريح تحس بحضور ربنا وتحب اللي حواليك وتثق في ابونا ده وابونا ده وتعيش حياة جميلة وتمتع بربنا يدخل لك واحد بقى يرمي كلمة كده في وسط التعليم تخلي الناس تضرب في بعض ويتشككوا في اللي اتعلمه و عزيمتهم على التوبة تبرد يقول لك ( يا عم ده كلهم طلعوا بيضربوا في بعض واذا كان هم بيعملوا كده يبقى احنا نعمل ايه ) اين العزيمة بقى على التوبة والصلاة وعلى معرفة ربنا كله بيبرد شغل شيطان .
هنا سماها كرسي الشيطان ، قاعد الشيطان مستقر وبيبث سمومه وسط الناس عشان كده قال له انا مقدر تعبك انا عارف اعمالك واين تسكن حيث كرسي الشيطان وانت متمسك باسمي ، خلي بالكم كن تعليم غلط ينتشر او خطية تنتشر مش سبب كافي انك انت تمشي في التيار ، خليك متمسك باسم المسيح وافتكر لوط في وسط سدوم عمورة وافتكر نوح في وسط العالم كله وافتكر اثناسيوس لما قالوا العالم كله ضدك وقال لهم وانا ضد العالم ، انتشار الخطأ مش سبب في انه يكون صح وانتشار الخطية والناس تحللها تقول لك لا ده مظبوط مش معناه ان هم فعلا صح عشان كده في وسط الهوجة بتاعة الشر او التعليم الغلط خليك انت متمسك باسم المسيح .
{ انت متمسك باسمي ولم تنكر ايماني } دي جميلة { حتى في الايام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذى قتل عندكم حيث الشيطان يسكن } اسم جميل انتيباس ده استشهد في برغاموس بيقولوا ان هم برضو حرقوه حاجة زي كده
{ لكن عندي عليك قليل } يعني بعد ما قال له الكلام الحلو قال له بس في حتة عتاب صغيرة ، قلت لكم المرة اللي فاتت لما يكون لك ملاحظة على واحد ما تجيش تخضه وتضايقه وتقول له انت انسان منحرف انت وحش انت فاسد امشي برة بعيد ، لكن استخدم الطريقة الكتابية دي ، انا بحبك انت انسان رائع وجميل في صفات جميلة جدا وكذا وكذا لغاية لما ايه املك قلبه ، بعدين قال له بس في حتة كده نفسه تصلحها فيحس باخلاصك ومحبتك انت مش جاي تعاديه ولا جاي تهزمه ولا جاي تفضحه ولا جاي تكسفه ، انت جاي بتفيده عندك كل حاجة حلوة ما عدا دي ، بس صدقوني في بعض الاطباء يعمل كده ( كله زي الفل قلبك جميل والتنفس حلو جدا و صوت الرئتين واضحين الكلام ده تخلي المريض - بس عندك حتة كده هناخد لها علاج بسيط وتبقى زي الفل ) طبعا المريض بياخد روشتة وفرحان حس ان هو عنده حاجة بسيطة هتخلص لكن لما الدكتور يقول له ( انت يا ابني لسه عايش ده انت التحاليل دي بتقول ان انت مت من اسبوع ) هتلاقي وشه اصفر وقع ، فاحنا عايزين نبقى دايما نبعث في الناس الامل والرجاء ، قل له انت حلو انت جميل بس الحتة دي نفسي تتصلح دي لو اتصلحت هتبقى انت ما فيكش عيب فيقبلها لان حس ان انت بتحب .
فربنا قال لهم كده بعد الكلام الحلو عندي عليك قليل - ايه بقى القليل ده؟ ان عندك هناك قوما متمسكين بالتعليم بلعام كان بيعمل ايه؟ كان يعلم بلاق ان يلق معصرة امام بني اسرائيل ان يأكلوا ما ذبح للاوثان ويزنوا ، طبعا قصة بلعام عندي ذكرت في سفر العدد لما جه بلاق عايز يلعن شعب الله فراح بعت لبلعام ده وكان نبي قال هديك الدنيا كلها بس تلعن شعب الله ده ، فقال له في الحقيقة انا ما قدرش اقول كلام غير اللي ربنا يحطه في بقه واكتر من مرة يحاول يلعن مش قادر بس عينيه زغللت بسبب العطايا بتاعة بلاق فبعد ما عرفش يلعن اخد بلق على جنب كده وقال له مشورة جهنمية ، قال له بص انت لو القيت قدام شباب بني اسرائيل البنات المؤابيات وهم اعجبوا بهم وزنوا معهم الله يسيبهم من نفسه ولا يحميهم ودي موجودة في سفر العدد خمسة وعشرين من واحد لتلاتة واقام اسرائيل في شطين وابتدأ الشعب يزنون مع بنات مؤاب .
فدعونا الشعب الى ذبائح إلهنهن ، مش بس زنا و جرجروهم كمان للألهة الوثنية ، فأكل الشعب وسجدوا لالهتهن وتعلق اسرائيل ببعل فاغور اله عندهم اسمه بعل فاغور عارف يعني ايه بعل يعني سيد و فاغور يعني الفجور يعني اله الفجور ، تعلقوا به لان ده اله لذيذ قوي بيخلي الناس تزني وبيفرح بهم والزنا الجماعي عبارة عن ذبيحة بيقدموها للاله احنا الهنا مزنق علينا كونوا قديسين كما ان اباكم قدوس ، طب ما الالهة لذيذة هي وبتعمل حاجات كويسة .
فتعلق اسرائيل ببعل فاغور فحمي غضب الرب على اسرائيل وبلاق طبعا قاعد متفرج مبسوط لانه مش محتاج يحارب ربنا هو بينتقم من شعبه بسبب الخطية .
قال له انت عندك قوم متمسكين بتعليم بلعان وبيعلموا الناس الزنا و دي بقى اللي كانت بتاعت نيقولا - هكذا عندك انت ايضا قوما متمسكون بتعليم النقولاويين الذي ابغضه - هما برضو اللي كانوا بيقولوا الزنا واكل مدبح للأوثان ، علما بأن مجمع اورشليم قال متكلوش مع زبح للأوثان يعني في مجمع قال حاجة وانت ماشي عكس ليه لأنك انت مش مقتنع ، خلي بالك هنا تعليم المقولاويين الذى ابغضه هنا الله يبغض نيقولا ولا يبغض التعليم ؟ دي حتة مهمة كان دايما البابا شنودة يعلمنا يقول انا لا احارب شخص لكن احارب فكر ، الله لا يبغض الهراطقة لكن يبغض الهرطقة الطبيب لا يكره المريض لكن يكره المرض ، مين فينا النهاردة بيحب كورونا لكن لما يكون في مريض بكورونا احنا نكرهه ونرميه اخلاق انسانية ولا نلتف حوله ونساعده ونعالجه ، طبعا بطريقة صحية لكن نرميه ونسيبه خايفين من العدوا ، فناخد كل احتياطاتنا ونخدمه ونرعاه لغاية ما يخف ونجيب له ادوية ونصرف عليه .
فهنا الله بيقول انا ابغض تعليم النقولاويين طيب اعمل ايه؟ قال له فتب - مين اللي توب؟ قال له انت مش انت ملاك الكنيسة ، طب انا مالي يا رب هو انا اتمسكت بتعليم بلعام انا الاسقف اتمسكت التعليم بلعام او انا بقول للناس زي نقولا يزنوا وياكلوا مع ذبح للاوثان ، انا مالي انا اللي اتوب - قال له اه انت المسئول مش مثلا يقول له ايه خليهم يتوبوا انت يا اسقف توب والا فاني اتيك سريعا واحاربهم بسيف فمى ، السيف اللي خارج من فمه اللي هو بيشهد للحق .
خلي بالك كأن ربنا بيقول لك يا خادم لو انت ما علمتش الناس انا بنفس هاجئ ، لو انت ما نبهتش الناس للخطأ انا هاجي لو انت ما بشرتش بالانجيل انا هقول للناس وانت يبقى زي قلتك ، اتيت سريعة واحاربها فمش هحاربك انت انت ما عملتش غلط بس انت ساكت على الغلط ، ومن يغلب فسأعطيه ان يأكل من المن المخفى طبعا اللي هو اشارة الى جسد رب ودمه يابخت الانسان اللي بيتناول جسد الرب ودمه باستمرار و هنا المكافأة بتاعة الغلبة على الهراطقة وعلى الشيطان وعلى الخطية وعلى السيرة الوحشة انه ياخد المن المخفى .
{ واعطيه حصاة بيضاء وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذي اخذه } هنا الحصاية البيضاء دي زي ميدالية يقولوا كان زمان لما في انسان متهم واقف قدام القاضي و بيحاكمه وطلع انه بريء فيديله حصاة بيضاء علامة البراء فلما يطلع معه الحصاة البيضاء ده كل الناس تقول له مبروك انت كده شاهدناه لكن انت كنت بريء و اتهمت غلط