عظة البابا تواضروس الاربعاء 23 11 2016 ـ بعنوان ثلاث نوعيات من القامات الروحية ـ Pope Tawadros – ~

عظة البابا تواضروس - الاربعاء 23 11 2016

بعنوان  ثلاث نوعيات من القامات الروحية  

 

 

 

 

 

يكلمنا البابا تواضروس عن ثلاث توعيات من القامات الروحية

بدأ البابا تواضروس بقراءة جزء من رسالة العبرانيين اصحاح " 13 " (عب 13 : 1-7)

ويقول البابا تواضروس كنيستنا القبطية الارثوذكسية تميزت عبر تاريخها انها قدمت ثلات نوعيات من القامات الروحية

العلامة الولى ان الكنيسة قدمت المعلمين واشتهروا بتعليم اللاهوت السكندرى واشتهرت مدرسة الاسكندرية اللاهوتية وخرج اباء عظماء نذكر منهم القديس اثناسيوس الرسولى والقديس كيرلس والقديس ديسقورس واباء كثيرين جدا فالكنيسة غنية ومازالت تقدم اساتذة فى اللاهوت

العلامة الثانية فى تاريخ كنيستنا انها قدمت شهداء فى عصور الاستشهاد التى مرت على مصر والكنيسة القبطية كانت عصور كثيرة وتعرضت مصر فى تاريخها المسيحى وغير المسيحى الى شهداء قدموا نفوسهم وحياتهم وصاروا قدوة لنا ونحتفل بهم حتى الان لذلك نسمى كنيستنا كنيسة شهداء

العلامة الثالثة ان كنيستنا عبر تاريخها قدمت نساك وقدمت رهبان وقدمت زاهدين وقدمت ساكنى البرية وساكنى الجبال وشقوق الارض وفى كل زمن نعيش بصلوات الاباء الرهبان والنساك

ومصر تفتخر انها تحتوى على اديرة مصرية قبطية تعود الى القرون الاولى فى المسيحية ومازالت الحياة عامرة فيها

ويقول البابا اذا كنيستنا تفتخر بانها قدمت معلمين وقدمت شهداء وقدمت نساك وكان هذه الثلاثة اهرام فهى اهرام ليست من الحجارة ولكن من النفوس والقامات الروحية

الهرم الاول نسميه المعلمين الذين علموا العالم كله والهرم الثانى نسمية الشهداء الذين باستشهادهم وصلت سيرتهم الى كل العالم والهرم الثالث نسميه رهبان ونسالك الذين عاشوا حياة الصلاة الدائمة وعاشوا الحياة الرهبانية بكل ما تحويه من مبادء وتقاليد وقيم وهم نموذج عظيم لحياتنا

يكلمنا البابا تواضروس عن الشهيد مارمينا بمناسبة عيد استشهاده

يقول البابا تواضروس ان القديس مارمينا اهم ما فى سيرته البداية المبكرة فهو بدأ حياته وارتباطه بالله فى بداية مبكرة ونحن نعلم انه جاء نتيجة صلوات كثيرة مرفوعة وان عندما كانت تصلى والدته كانت تسمع كلمة امين وهى كلمة نستخدمها فى صلاتنا ونختم بها صلاتنا وهى نفس حروف كلمة مينا وكلمة امين هى موجودة فى كل لغات العالم بمعنى لتستجيب يا الله لهذه الصلاة

ومارمينا بدأ بداية مبكرة وهو صغير السن ورضع الايمان والحياة المسيحية فى سن مبكر وهذه اول من رسالة يقدمها لننا الشهيد مارمينا وهى اهتمامنا باطفالنا بانهم يرضعوا الايمان فى صغرهم كما يرضعوا اللبن ويعيشوا الايمان وهذه مسؤلية ومارمينا استشهد فى سن 21 سنة وصار شهيدا لان كان عنده اساس قوى وكانت اسرته اسرة امينة

ومار مينا عاش حياة نسميها حياة المعية وهى كلمة تانى من كلمة معا وحياة المعية هى مع المسيح بمعنى انه من صغره كبر وهو يعرف ان المسيح معه يرافقه " حتى ان سرت فى وادى ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معى " فعاش هذا القديس فى حياة المعية فى رفقة المسيح

ويقول البابا تواضروس ان يوجد بعض الاشخاص يعيشوا مع المسيح او يفتكروا المسيح فى وقت الازمات فقط ولكن يوجد اشخاص يعيشوا مع المسيح وفى رفقة المسيح طوال الوقت لذلك كنيستنا فى تدريباتها الروحية تعلمنا الاجبية لانها تعلمنا وتزرع فينا حياة المعية مع المسيح لانها تدرب الانسان من صغره على هذه الحياة المقدسة وهى حياة المعية

ويقول البابا تواضروس ان القديس مارمينا العجائبى عاش حياة الايمان وحياة العناية الالهية بمعنى ان كان شعوره الداخلى ان لديه ايمان لايهتز حتى وان تعرض الى الاستشهاد

وهذه العناية الإلهية تعطى الانسان نوع من السلام والهدوء فعناية الله بنا في كل يوم هي التي تجعل الانسان يعيش حياة الشكر

هكذا القديس مارمينا كان مطمئن دائما حتى في يوم استشهاده فهو كان امين ى حياته ولهذه الأمانة الله جعل سيرته تمتد كرائحة زكية عبر الزمن

ويقول البابا تواضروس ان في القرن العشرين راينا مارمينا صديق للبابا كيرلس وفرق الصداقة بينهم 17 قرن من الزمان فهى صداقة روحية

ويقول البابا تواضروس ان صورة هذه الصداقة قابلة للتكرار واننا يمن ان نكون أصدقاء للسمائيين من خلال الحياة الأمينة فاذا عشنا حياة امينة نستطيع ان نسير أصدقاء للسمائيين

لذلك يجب ان نعيش حياة امينة لان في اخر سفر الرؤية مكتوب " كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة " (رؤ 2 : 10) ولكن نحن دائما نهتم بالجسد لذلك يجب ان يكون لدينا امانة فى روحانياتنا والامانة فى الروحانيات تبدأ بكلمة التوبة فعندما نعيش حياة التوبة تكون عندنا امانة على حياتنا فيقول الكتاب المقدي " ماذا ينتفع الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه " (مر 8 : 36) لذلك التوبة هى ان تكسب نفسك وتربها وهذه هى صورة الامانة فى الروح

ويقول البابا تواضروس توجد ايضا الامانة فى الاسرة فعندما نمجد مارمينا نطوب معه اسرته لذلك يجب ان يكون كل واحد منا امين فى اسرته وان يكون امين على هذه الاسرة لان حياة الاسرة تحتاج دائما ان يعيش فيها الانسان فى التزام لانها مسؤلية ويجب ان يكون كل واحد منا امين فى مسؤليته فى الاسرة لان هذه وزنة وربنا دائما يبارك البيوت التى تمتاز بالامانة

ويقول البابا تواضروس توجد صورة اخرى من صور الامانة وهى الامانة فى الدراسة والخدمة فهذه الحياة الامينة تحتاج من الانسان الاجتهاد بدون رخاء لان المسيح يحب ان يكون عمل كل واحد منا كاملا تماما لذلك ربنا يحب من الدارس والطلاب ان يكون نجاحهم نجاح متقدم ومتميز وكذلك الخدمة ايضا يجب ان تكون باجتهاد وامانة " أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا " (3 يو 1 : 2) لان حياتنا الامينة فى الدراسة والخدمة تحتاج ان يكون الانسان مجتهد لان الاجتهاد هو صورة الامانة

ويقول البابا تواضروس الصورة الاخيرة للامانة هى الحياة الامينة مع الاخرين والمجتمع الذى نعيشه ومع كل من يقابلونا فى حياتنا فى كل وقت وكل مناسبة وصورة الامانه هنا هى المحبة " احبوا بعضكم بعضا " والانسان المسيحى وضع فى العالم ليكون نبع الحب لكل احد فاذا لم يوجد فى داخلنا حب كأننا انكرنا المسيح وكأننا تركنا المسيح بولس الرسول يقول " محبة الله انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا " (رؤ 5 : 5) لذلك يجب ان نحب كل من حولنا لان حياتنا الامينة تجعلنا نحب كل انسان

ويقول البابا تواضروس لم نسمع فى سير الشهداء او القديسيين انهم تصرفوا اى تصرف او قالوا كلمة ضد مضطهديهم بل لاخر لحظة كانوا يصلوا من اجل مضطهديهم ونسمع انهم كانوا فى قمة المحبة لمضطهديهم وهذا ما كان يجعل المضطهدين فى حالة استغراب ولكن كل شهيد كان يعلم انه يقدم الحياة من اجل المسيح لذلك حياتنا الامينة اننا نقدم الحب لكل احد ونعلم انفسنا ان تكون قلوبنا نبع حب حتى لمن قال عن نفسه انه عدو لنا لان المسيح قال لنا " احبوا اعدائكم " فهذه هى وصية المسيح لنا

ويختتم البابا تواضروس عظته الاسبوعية ويقول ان القديس مارمينا هو شهيد عظيم عاش هذه الاية بكل امانة " كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة " (رؤ 2 : 10) فهو عاش بامانته الى الموت ولذلك صار له اكليل الحياة

وكل واحد منا فى خدمته وحياته ومسؤلياته يجب ان يكون مسؤل على ان تكون حياته حياة امينة لان الحياة الامينة هى التى تمجدنا وتطوبنا امام المسيح "  اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " (عب 13 : 7)

Related posts

فيديو .. عظة البابا تواضروس فى قداس أحد الشعانين – 2022 – بعنوان ( يوم مميز فى حياة المسيح و الكنيسة )

البابا تواضروس عظة الأربعاء [20.11.2019] ✟ النعمة تكره الفراغ – ✔️

البابا تواضروس عظة الأربعاء [13.11.2019] ✟ كرامة الكنيسة – 🌠