" طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم "
-
يشرح لنا الانبا بنيامين " طوبى لكم اذا عبروكم وطردوكم "
طردوكم تعنى رفضوكم لان الطرد هو الرفض وعيروكم هو وصف او نعت الشخص بما يسئ اليه
يقول الانبا بنيامين ان التلاميذ هم اول من استشهدوا وهذا نوع من الطرد والمسيح قال لهم " اى بيت دخلتوه فقولوا سلام لاهل هذا البيت واى بيت واى مدينة لا تقبلكم اخرجوا وانفضوا غبار ارجلكم ولكن قولوا لهم ايضا لقد اقترب منكم ملكوت السموات " وهذا معناه انه حتى واذا رفضوهم يجب ان يوصلوا لهم الرسالة فالسيد المسيح كان يخاطب التلاميذ كنواة للكنيسة ككل ويخاطب التلاميذ بما يريد ان تسير عليه الكنيسة لذلك نقول راسولية لانها اتخذت من الرسل طريقا وهذا يوضح ان الرسل لم يكونوا مجرد اشخاص انما كانوا يمثلوا طريق لذلك وصفت الكنيسة بانها رسولية لذلك قال المسيح " طوبى للمطرودين من اجل البر " وهذه كانت للعامة ولكن خصصها للكنيسة فى شخص الرسل وقال " طوبى لكم اذا عيروكم طردوكم وقالواعليكم كل كلمة شريرة من اجلى كاذبين " وايضا هذه الكلمة مرتبطة بالصليب لان المسيح كان مرزولا على الصليب لان الصليب كان اسوء طريقة يموت بها الانسان واراد المسيح ان يقول لهم انهم سكونوا مثله لذلك تذكر الكنيسة تطويبة " طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم " فى وقت الصليب لانها مرتبطة بصلب السيد المسيح
- ويشرح الانبا بنيامين قول احد الإباء الذى يعزى به اثنين من الاباء يحاكما ظلما
يقول الانبا بنيامين ان هذا الاب أراد ان يقول لهم ان الطرد والمعايرة ان كان في حد ذاته مؤلما ولكنه معزى لان المسيح قال افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السموات ولكى يفرحوا ويتهللوا هذه يحتاج الى إمكانية لا يقدر الانسان ان ياخذه من نفسه لان اى احد اذا طرد او عير او رزل او قالوا فيه كلام شرير حتى لو كذب فانه يشعر بالضيق ولكن اذا فرح وتهلل فها مجازة الانسان بعمل النعمة في حياته وان هذا هو المقابل بانه يفرح ويتهلل بعمل الهى لانه احتمل هذا من اجل الله
- ويذكر لنا الانبا بنيامين الأنبياء الذين طردوا
كل الأنبياء طردوا مثل اشعياء فهو نشر وهذا نوع من الطرد وهذا طرد بالقتل وارميا النبى الذى بكى كثيرا وفعلوا فيه الناس اشعياء صعبة وايليا النبى الذى كان مضطهد من اخاب الملك والمقصود منها انبياء العهد القديم وحتى الان يوجد اشخاص لا يقبلوا الحق فيطردوا من يقول الحق وهذا موجود في كل جيل يتجدد فعل هذه التطويبة قديما وجديدا لذلك اى انسان مجرب ان لم ينفتح على السماء يكون من الصعب انه يقبل التجربة فالسماء ترفع الانسان فوق التجربة اى ان كانت هذه التجربة او اى الم من اى نوع
- ويوضح الانبا بنيامين لنا المقصود من كلمة من اجلى
من اجلى هنا تشير للسيد المسيح وعندما قال الانبياء الذين كانوا من قبلكم وهم انبياء العهد القديم هما أيضا كانوا مطرودين ويحتملوا من اجل المسيح لان العهد القديم كان نبوة عن السيد المسيح والعهد القديم كان فعل الثالوث معا فالروح القدس يحل على احد الأنبياء فيقول نبوات عن المسيح والذى سيفعله السيد المسيح كذبيحة للاب فتكون المحصلة لالله المثلث الاقانيم وهنا السيد المسيح يخاطب التلاميذ بقول من اجلى وتعنى في الاتى لانهم سيكرزوا بالمسيح فسيجدوا ن يرفض كرازتهم مثلما كان يفعل شاول الطرسوسى قبل ان يتوب ومثل رؤساء الكهنة ومثل من جدفوا على السيد المسيح امامه في المحاكمة فمثل الأنبياء عندما تالموا وطردوا من اجل المسيح فنحن أيضا أحيانا نتالم من اجله كثيرا وهذه بركة لنا لانه يقول افرحا وتهللوا لان اجركم عظيم في السموات وستون هذه المكافئة من اجل الاحتمال للمعايرة والطرد لان الحياة فيها الألم وفيها الضيق والطرد والمعايرة واشياء كثيرة يحتملها الانسان
- ويشرح الانبا بنيامين لماذا شبهنا المسيح بالملح والنور في الموعظة على الجبل
يقول الانبا بنيامين ان الملح والنور بينهم عامل مشترك وهو التاثير الذى يحدثه كل منهم فالملح اذا وضع في اى شئ يغير الطعم ويحدث تغيير فيه والنور أيضا في اى مكان يذهب الظلمة ويغير الظلمة الى نور لذلك المسح شبة الرسول والقيادة الروحية او الانسان المؤمن عموما انه مثل الملح يوثر في المكان المحيط به ويصنع تاثيرا معينا وهو تاثير لا يزول ولا نقدر ان نستغنى عنه وهذا يعنى ان أولاد الله والمؤمنين لا يمكن ان يستغنى العالم عنهم لانهم ملح ونور العالم والناس لا تقدر ان تستغنى عن الملح ولا عن النور
والنور من الممكن ان يحاول احد ان يخفيه ولكن لا يقدر لان النور لا يمكن اخفائه والنور والملح لا يقدر احد ان يلغيهم وهم الاثنين البشر دائما في احتياج لهم ولا يقدروا ان يستغنوا عنهم فحياة الانسان في النور وأيضا الملح مرتبط بالحياة لان الانسان اذا لم ياكل يموت وهما الاثنين يعلنوا الحياة وبسبب اهميتهم لذلك المسيح قال انتم ملح الأرض وانتم نور العالم
- يقول الانبا بنيامين ان فساد الشى يحدث من تغيير تركيبته
فساد المادة هو تعيير تركيبتها مثل الماء اذا تغيرت تركيبته يصبح فاسد لا يشرب لذلك يجب الحفاظ على التركية من الافساد لذلك الانسان اذا غير تركيبته وهى علاقة النفس بالجسد وعلاقة الروح بالنفس والجسد وعلاقة الروح بالعقل والعاطفة والحواس والجسد يجب ان تكون علاقة سليمة بتركية سليمة حتى لا يفسد الانسان لان الانسان اذا لغى العقل تصبح تصرفاته غير مسؤولة وفاسدة واذا لغى العاطفة يصبح قاسى لذلك الروح مهمة ولها عمل والعقل مهم وله عمل والعاطفة مهمة جدا في طبيعة العلاقة بين البشر واذا تغير اى شيء في هذه التركيبة يفسد الانسان بمعنى ان تصبح تصرفاته خطاء وايضا اختلاط الانسان بالخطية والعادات الاجتماعية الخطاء يفسده ايضا واذا فسد الانسان يكون من الصعب عودته الى طبيعته
- ويفسر الانبا بنيامين ( مت 5 : 16 )
يقول الانبا بنيامين ان المقصود هنا ان الاعمال الحسنة هى النور الذى يعلن عن الانسان لاننا لا تعرف ماذا يدور فى عقل الانسان ولكن الكلمات التى يقولها هى التى توضح نوعية عقله ونحن لا نرى بدون النور والاعمال الحسنة هى النور التى تجعل الاشخاص الاخرين يروا هذه الاعمال ويكون الانسان نور يضئ للاخرين الطريق بالعمل الصالح لذلك داءما نجد كلام السد المسيح تعبراته دقيقة ومعبرة ولا يمكن ان يستغنى عنها وهادفة
- ويفسر الانبا بنيامين فى برنامج ساعة على الهواء ( مت 5 : 14 - 15 )
ويقول الانبا بنيامين ان المدينة الكائنة على جبل تعنى انها واضحة ولا يمكن اخفائها لان لا احد يقدر ان يخفى الجبل وهنا الجبل هو اشارة للسمو والعلوا لذلك المسيح ارتبط بالجبل فصلى على الجبل وصام على الجبل وجرب على الجبل وصلب على الجبل والعظة كانت على الجبل الله ومن يسكن فيه اله لايقدر احد ان يلغيه او يخفيه وايضا الجبل واذا اردنا ان ننير مكان فنضع السراج على مكان مرتفع لذلك السمو والعلو مرتبط بالحياة مع الله والمقصود من كلمة يضئ لكل من فى البيت وهى المنطقة المحيطة بالمصباح فنور الايمان فى القلب يضئ للناس حين يترجم الى عمل صالح وفاعلية الايمان فى حياة الانسان ان يتحول الى حب يضئ للناس
- ويختتم الانبا بنيامين بتفسير آية من سفر اخبار الايام الثانى ( 13 : 5 )
يقول الانبا بنيامين ان الملح لا شئ يقوى عليه الا الافساد المتعمد وهنا يقصد يكون عهدهم دائم لا يفسد وايضا الملح يقدر على منع الافاد فهو يحفظ الاشياء من الفساد ولكن اذا فسد الملح لا يصبح له فائدة