- يشرح لنا الانبا بنيامين قول ذهبى الفم عن التطويبات
يقول الانبا بنيامين ان المقصود من قول ذهبى الفم عن التطويبات ان الطويبات سلم درجات يصعده الانسان على قمته احتمال الاهانات والطرد " طوبى لكم إذا عايروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين " وذهبى الفم يقول ان التواضع والمسكنة بالروح تجعل الانسان لا يستنكف ان يعترف بخطيته وعندما يعترف بخطيته يكون شاعر بعزاء من عمل ربنا لانه حزين على خطأه وبهذه الطريقة يكون جائع وعطشان للبر وفعل الخير ويظل يتتدرج في صعود السلم وكل درجة لها مكافأة في نهاية الحياة في الأبدية ولها أيضا مكافأة للحياة الحاضرة فدائما الانسان المتواضع ترفعه الناس ولكن المتعالى والمتكبر الناس تنبذه فدائما الشخص الذى يشعر بخطأه يداويه في معاملة طيبة مع الناس ولأنه يصلح في نفسه يكون محتاج وجعان لعمل ربنا وهكذا يتنقى قلبه ويستطيع ان يصنع سلاما وصلح فيرث الأرض لانه وديع
والاساس هو ان يكون الانسان في اتضاع وويع لان الكبرياء هو خط الشيطان وهو يؤدى للهلاك لذلك الكتاب المقدس بلسان السيد المسيح اعطانا الخط الروحى الذى نمشى فيه وكاننا نصعد سلم كل خطوة توصلنا للخطوة الاخرى تلقائيا لكى ننعم بملكوت السموات في النهاية وخطوات الملكوت معروفة وهى العبادة النقية المقبولة من الله والتقرب من الله
- ويربط لنا الانبا بنيامين التطويبات بكلام اشعياء النبى عن الروح
"ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (أش 11: 2)
يقول الانبا بنيامين كلام النبى اشعياء عن الحكمة له تقابل مع التطويبات التى قالها السيد المسيح فمخافة الرب هى رأس الحكمة ولها مقابلة مع مسكنة الروح والاتضاع يحتاج الى حكمة فدائما المتضع انسان حكيم "فم الصديق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق" والانسان المتكبر المتسلط دائما يكون انسان مرفوض اجتماعيا وروحيا
والتقوة تقابلها الوداعة لان الانسان الوديع الذى لا يغضب هو انسان يتقى الله فلا يستقوى على الناس لانه يشعر ان الله يراه فدائما يصنع الصالح
اما المقابلة او التشابه بين المعرفة والحزانة فالحزن على الخطية ينشئ توبة والتوبة معناه انه يعافى من الخطية لان الخطية مرض يصيب الروح وهذا يعنى ان الحزانة بالمعرفة عرفوا خطيتهم وشرورهم فحزنوا عليها وتولد عن ذلك نعزية
والربط بين القوة والجياع والعطاش للبر ان الصوم يحتاج الى قوة لذلك الانسان القوى هو الذى يصوم لان الضعيف عندما يشعر بالجوع ياكل فمن يحتمل الجوع يصير قويا
والربط بين المشورة والرحماء فالمشورة هى الفهم ودائما عندما نفهم الاخرين نراعيهم ونغفر لهم ونلتمس لهم العذر لان الاشخاص الذين لا نعرفهم ندينهم اذا حدث شئ منهم
اما الربط بين روح الفهم ونقاوة القلب الفهم هو الاستنارة لان الانسان الفاهم دائما مستنير ويضيئ عقول الناس بالفهم " انر عيوت قلوبنا" وعين الفلب هو الايمان
والمقابلة بين روح الحكمة وصانعى السلام فدائما السلام يحتاج الى الحكمة لكى يصنع الانسان سلام بين طرفين متخاصمين يجب ان يكون انسان حكيم فى التصرفات التى تعيد الثقة والمحبة
- ويكلمنا الانبا بنيامين عن صانعى الخصومات وقرأ جزء من امثال (6 : 16-19)
اذا كان صانعى السلام هم ابناء الله فاذا صانعى الخصومات هم ابناء ابليس ويقول ان العيون المتعالية هى عكس الاتضاع واصحاب العيون المتعالية لا يصنعوا سلاما
ويقول الانبا بنيامين ان سبب زرع الخصومات يكون بسبب نقل الكلام
ونقل الكلام يبدء بالنميمة ثم الثرثرة وهى كثرة الكلام لشغل الوقت وثم الدخول فى مجال الشهوات والاغراءات او الدخول فى مجال الخصومات لذلك كثرة الكلام ونقل الكلام اما يمس الطهارة او يمس السلام الروحى والسلام الاجتماعى بمعنى انه يصنع فرقة
مثال شخص لا يريد اكمال انشاء مبنى دينى فيقوم بتحميض نفوس اشخاص اخرين بكلامه لكى يعترضوا فهنا يمس السلام بزراعة الخصومات وزرع الخصومة اما يكون خصومة مع ربنا بالنجاسة او خصومة بين الناس نتيجة الكراهية والوقيعة ودائما زرع الخصومة ينشأ عداوة فيكون عدو لله بالنجاسة والخطية والشهوات او انه يكون مبدد وعنيف وضد السلام الاجتماعى والسلام الروحى
- يوضح لنا الانبا بنيامين اهتمام المسيح بالسلام الاجتماعى
يقول الانبا بنيامين ان المسيح يريد ان يعلمنا اكثر من شئ واولهم ان النفس البشرية عند ربنا هي اغلى شيء في الوجود ويريدنا ان نشعر باننا اغلى من اى حاجة نطلبها منه وان الانسان اذا ربح اخيه الانسان هذا افضل من اى شئ اخر
والشئ الاخر الذى يريد ان يعلمه لنا ان العطاء افضل من الاخذ لان العطاء مثل شخص يزرع بذرة فيجنى ثمر كثير ولذلك العاطى يزيد والاخذ ينقص
وأيضا يريد المسيح ان يعلمنا ان نعطى الخير لان من يعطى يعطا فمن يعطى من حوله يعطيه الله وكما قال البابا شنودة " من يعطى الفقير يقرض الرب "
ويريد أيضا ان يعلمنا إيقاف العنف دائما حين يبدأ العنف يوجد امامه عنف مضاد ولا يقدر ان يوقف العنف الا بالسلام
وكل هذه المبادئ التي يعلمها لنا المسيح تصنع سلام بين البشر
- ويفسر لنا الانبا بنيامين لماذا يبدأ الاكليل بلحن "ابؤرو إنتي تي هيريني"
يقول الانبا بيامين هذا اللحن معناه يا ملك السلام اعطينا سلامك ويبدأ به الاكليل لان اسرة جديدة سوف تتكون ليكون اساسها السلام فاى اسرة لا يوجد فيها سلام بين الزوجين يحدث فيها انقسام والانقسام يؤدى الى خراب البيت والبيت المنقسم على ذاته يخرب والمملكة المنقسمة على ذاتها تخرب لذلك نقول " يا ملك السلام اعطينا سلامك قرر لنا سلامك"
- ويوضح الانبا بنيامين تاثير تعطل احد محاورالسلام الثلاثة
محاور السلام الثلاثة فى السلام هى بين الانسان ونفسه وبين الانسان والاشخاص الاخرين وبين الانسان والله واذا تعطل احد محاور السلام فانه يؤثر على باقى المحاور لان اذا كان الانسان منقسم على نفسه او متدايق من نفسه فلا يقدر ان يكون فى سلام مع الاخرين وبالتالى يؤثر على علاقته بالله " اصتلح مع نفسك فتصتلح معك السماء والارض " فالانسان الذى يكون فى حالة صلح مع نفسه يقدر ان يصتلح مع الله ومع الناس فمن المهم ان يبدأ السلام من القلب وكل سلام وكل عطية صالحة هى من ربنا وتملئ القلب وتفيض على الاخرين
- ويشرح الانبا بنيامين تطويبة " طوبى للمطرودين من اجل البر"
المطرودين هم المرفوضين او المنبوذين ولكن ليس لانهم اشرار بل لانهم ابرار لان دائما المجتمع الشرير يلفظ الذين يمشون عكسه لان النور يكشف الظلام والظلام يكره النور " بدل ان تلعنوا الظلام اضيئوا شمعة "
لذلك يطوب الذين طرودوا لانهم ابرار لان اترفض برهم فاترفضوا هم ولكن الذين يرفضوا لانهم اشرار فهذه عقوبة طبيعية
والذين يطردوا من اجل البر يكون عندهم سلام لان الانسان يكون امام عينيه مجازة الله والخير الذى سيراه من ربنا دائما يحيط به ويسنده حتى وهو مطرود طالما من اجل البر ومن اجل البر تعنى من اجل الله او من اجل ارضاء الله لانه فضل ان يرضى الله على انه يرضى الناس
- ويحكى لنا عن ذهبى الفم كمثال للمطرودين من اجل البر
عندما علم ذهبى الفم ان الامبراطورة ظلمت امرأة ارملة فعاتبها ونصحها ولم تقبل فعندما ذهبت الى الكنيسة قال للابيدياكون الذى يحرس الباب ان لا يدعها تدخل فلم تسمع للابيدياكون فخرج لها بنفسه كبطريرك وقال لها لا تستحقى ان تدخلى بيت الله لانك ظلمتى ارملة عن عمد فصممت ان تنفيه عن كرسيه لذلك هو مطرود من اجل البر
فالانسان الذى يجد نفسه مظلوم من اجل الله يفرح ويتهلل لان اجره عظيم فى السماء