الانبا مكسيموس – برنامج وعود الله – وعود بالقيامة – جـ 1- 14/6/2016 – 📹 📝 – ✅

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين

 

كلّ مرة وأنتم طيبون. نلتقي معكم في حلقة من برنامج "وعود الله". سنتحدث عن وعود الله بالقيامة، ومثال ذلك في العهد القديم. كان الإيمان بالقيامة موجودًا، كما يُذكر في مزمور 3: "أَنا اضطجعتُ وَنَمَتُ، ثم استَيقَظتُ لأَنَّ الرَّبَ ناصِرِي". مزمور 3. يجب أن تأخذوا بالاعتبار أنّ لحن "غَلْغَثَةِ" يُرَدّد في وقت دفن السيد المسيح، له المجد. وفي الهيكل، في نهاية صلاة الجمعة الكبيرة، يُصلى سفر المزامير بأكمله. ويصلى الأب الأسقف المزامير الأولى حتى هذه الآية التي نقول فيها: "أَنا اضطجعتُ وَنَمَتُ فَاستَيقَظتُ لأَنَّ الرَّبَ ناصِرِي". مزمور 16 كذلك: "فَرَحَ قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي، جَسَدِي أيضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًا لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ نَفْسِي فِي الهَاوِيَةِ، وَلَنْ تَدَعَ قَدُوسَكَ يَرَى فَسادًا".

وفي سفر إشعياء يُقال: "تَحِيَّا أَمْوَاتُكَ تَقُومُونَ. اسْتَيْقِظُوا تَرَنُّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ". وفي سفر حزقيال، ربنا أَرَى حَزَقِيَّالَ مَنْطِقَةَ بَقْعَةٍ، يَعْنِي مَسَاحَةً كَبِيرَةً قَوِيَّةً مُلِئَانَةً بِعَظَمٍ يَابِسَةٍ. هكذا قَالَ السَّيِّدُ رَبُّ: لِهَذِهِ الْعَظَامِ: هَا أَنَا ذَا أَدْخُلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيُونَ. أَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصْبًا وَأُكْسِيكُمْ لَحْمًا وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْدًا. وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيُونَ.

فحيوا وقاموا على اقدامهم جيشا عظيما جدا جدا. الرواية دي موجودة في حزقيال 37. دي قيامة. وفي هوشع اقول كده. من يد الهاوية افديهم. من الموت اخلصهم اين ابائك اين شوكتك يا هوية.

في العهد الجديد يقول الرب يسوع في انجيل يوحنا 11 " ان هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا ". ويقول اربع مرات في يوحنا 6 وانا اقيم في اليوم الاخير

الحقيقة، أنا أرغب في التحدث اليوم عن مسألة مهمة تربط بين قيامة المسيح وقيامة بلدنا مصر. أرغب في أن أقول أنه تم تحالف جميع قوى الشر للتخلص من المسيح، سواءً اليهود أو الرومان، فهم أعداء يتجمعون معًا لهذا الغرض. تجمعوا للتخلص من المسيح، وكذلك الكتبة والفريسيين والصدوقيين، جميع قوى الشر تحالفت للقضاء على المسيح. ولكن الحي القائم لم يمت، الموت لا يستطيع أن يمسه. والدليل على ذلك هو القبر الفارغ والنور الذي ينبعث من القبر كل عام. بالإضافة إلى ذلك، المسيح الذي له المجد، تحالفت عليه جميع قوى الشر ولكنهم لم يتمكنوا من التخلص منه، فقام المسيح حيًا.

هكذا نجد الآن أن جميع قوى الشر تتحالف على مصرنا الغالية. الأقصى يمينًا مع الأقصى اليسار يتحالفون اليوم لإذلال مصر. الداخل والخارج، الأعداء تحالفوا ضد مصر، ولكننا ندرك أن مصر لم تمت ولن تموت. ستنهض مصر كما قام السيد المسيح مُنتصِرًا على جميع قوى الشر. مصر ستظل قائمة، رأسًا مرفوعًا. مصر لن تموت طالما أن القلب سليمٌ والرئتين سلامٌ.

القلب، الذي هو الجيش المصري، يعتبر مدرسة الوطنية. جيش مصر، الذي يعتبر واحدًا من أقوى عشر جيوش في العالم بأكمله، ليس فقط بسبب قوته، بل لأنه مدرسة وطنية. إنه ليس جيشًا قبليًا أو عرقيًا، بل الجميع ينضم إليه بروح الوطنية والانتماء. أما الرئتين، فهما الأزهر والكنيسة. الأزهر، الذي يمثل الإسلام المعتدل، يقبل الآخر ويتعامل معه بتسامح. والكنيسة القبطية، الكنيسة المصرية الوطنية، تعلن هويتها الوطنية قبل هويتها العقائدية. لذا فهي تعرف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أي مصرية. هذه هي كنيستنا التي تعلن هويتها الوطنية قبل هويتها العقائدية الأرثوذكسية.

كنيستنا هي مدرسة الوطنية، وطالما أن الكنيسة في حالة جيدة، فإن مصر ستكون في حالة جيدة. لا يستطيع أحد المساس بها. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في أيام البابا بطرس الجولي البابا الـ109، عندما قدم القنصل الروسي عرضًا لحماية الأقباط في مصر. هذا الحديث يعود إلى أيام محمد علي في بداية القرن التاسع عشر. وفي هدوء روحاني ووطني تام، سأل البابا بطرس المبعوث الروسي قائلاً: "أرغب في طرح سؤال عليك. هل يموت ملك روسيا أم يبقى حيًا؟" فأجابه الروسي قائلاً: نعم " نحن فى حمي ملكًا لا يموت." وعبر عن شكره للقيصر الروسي.

الكنيسة القبطية كانت في أيام البابا كيرلس الخامس، ومحاولة الإنجليز تثبيط العلاقة بين المصريين وحماية الأقباط في بداية القرن العشرين. كان الأب سرجيوس يوعظ ويعلن ذلك لكل الأقباط، وتعيش مصر حرة. في أيام البابا تواضروس، نعمة الرب والصحة والعمر الطويل له، في أوقات حرق كنائسنا، يقول قداسة البابا من قلبه: "نستطيع أن نعيش وطنًا بلا كنائس، ولكننا لا نستطيع أن نعيش في كنائس بلا وطن". وقال: إذا حرقوا كنائسنا، سنصلي مع إخوتنا المسلمين في المساجد، وإذا حرقوا المساجد، سنصلي مع إخوتنا المسلمين في الشوارع. وأعلن: "نقدم كنائسنا بخورًا فدا لمصر"، فمصر ستظل قوية وقائمة طالما أن القلب سليم والرئتين سلام.

أيضًا، في وعد فى الكتاب اامقدس للكنيسة، يقال إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. إن هذا هو إيماننا المبارك أيضًا. بركة شعب مصر هي أن أبواب الجحيم لن تقوى على مصر أبدًا. أين الهكسوس؟ أين التتار؟ أين المغول وأين غيرهم؟ رحلوا وبقت مصر. مصر عصية على الموت وعصية على التقسيم. منذ أيام الملك مينا موحد القطرين، السيد المسيح القائم لا يموت ومصر لا تموت. للكنيسة أبواب الجحيم لن تقوى عليها، ومصر أيضًا أبواب الجحيم لم تقوى عليها. ومع ذلك،

القيامة تحتاج إلى ثلاثة أمور. هيا بنا الآن لكي نقوم بأفعال وليس مجرد كلام. لكي نقوم، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي، هناك ثلاثة أمور ضرورية. هي قرار ، الصلاة ، والعمل. مثلما قال الشاب لي: "الآن أقوم". هذا هو قرار، قرار إرادي لا نتركه للظروف أو للآخرين. نحن نأخذ قرارًا بأننا نرغب في النهوض وتعزيز بلدنا. هذا هو القرار الأول، النقطة الثانية هي الصلاة. إنها الصلاة التي قال الله عنها: "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا أي شيء". نطلب المعونة من ربنا، وإذا كان الرب معنا، فهو من يمنحنا القوة. النقطة الثالثة، ولكي تنهض مصر، هي العمل، العمل. يجب أن نعمل، وأهم عمل نقوم به هنا في مصر هو الاهتمام بالإنسان المصري. الإنسان هو أعز ثروة في مصر. أعز استثمار في مصر هو الإنسان. أتخيل لو كان لفيلسوف الاشتراكية كارل ماركس أن ينهض من قبره، لسيطرت الدهشة علىه بسبب تحقيق تلك الفكرة الرأسمالية.

و أصابه الزهول بسبب اكتشاف نظرية رأس المال المالي، الذي قضى عمره كله في دراسته، أن رأس المال المالي يبدأ في فقد قيمته أمام رأس المال البشري. أصبحت القوة والتقدم تتجلى في رأس المال البشري. سيُذهل كارل ماركس عندما يعلم أن بيل جيتس، مالك شركة مايكروسوفت، عندما بدأ ببناء إمبراطوريته الضخمة، لم يكن لديه رأس مال مالي، بل كان لديه ما؟ رأس مال بشري. سيُذهل كارل ماركس عندما يجد دولًا ليس لديها نفطًا ولا غاز طبيعي ولا سياحة ولا قناة السويس ولا آثار ومناجم، ولكنها أصبحت نمورًا اقتصادية، والسبب هو ما؟ إنه رأس المال البشري.

لذا، المهمة المطلوبة في مصر هي الاهتمام بالإنسان. وهناك ثلاث نقاط رئيسية نهتم بها في الإنسان المصري، وتبدأ جميعها بحرف "أتش": أتش هيد وأتش هارت وأتش هاندز، أي العقل والقلب والأيدي. نهتم بعقل الإنسان من خلال الاهتمام بالتعليم، فهو القطار الذي سترشد مصر نحو المستقبل وتقاوم التخلف، وذلك عن طريق التركيز على الإبداع وليس المكرر. إن مشكلتنا هي أن التعليم في مصر يقتل الطفل وطفولته ويقمع إبداعه. نحن نقمع حياتهم، فانظروا إلى الحقيبة التي يحملها الطفل، تقمع طفولته. اليوم، أكبر بند في ميزانية الأسرة المصرية هو تكلفة التعليم والدروس الخصوصية، وللأسف، في النهاية، يكون المنتج رديء جدا انا اسف

مصر لن تقوم إلا إذا اهتمت بعقل الإنسان المصري وبالتعليم كما فعلت الدول التي سبقتنا. استمروا في التعليم؛ فالتعليم هو سلاح العصر. يجب أن نولي اهتمامًا لجميع عناصر العملية التعليمية، وبشكل خاص الإنسان. يجب أن نهتم بثلاثة أشياء تبدأ بالميم: المعمل والمكتبة والملعب. نحن نحرم الأطفال من ألعابهم وهواياتهم. اليوم، كل مدرسة تُبنى تحتاج في الساحة الخلفية للمدرسة معمل وملعب. الجميع يحتاج معمل وملعب .

يجب أن نستمر أيضًا في رعاية قلب الإنسان المصري، القلب الذي يحمل الحب والغفران. بلدنا مصر بحاجة إلى المزيد من الحب والغفران. الحياة بلاهما تكون جحيمًا. الحب الحقيقي والنقاء فى القلب يشفي ويطهر. وكذلك، الحياة بلا غفران أو تسامح تصبح مليئة بالصراعات والحروب. فلنحب بعضنا البعض. إذا أحببت قريبك كنفسك، اغفر يغفر لك ، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين تجاهنا. نحتاج إلى الاهتمام بالعقل والتفكير والإبداع، والاهتمام بالقلب والمحبة والغفران. وأخيرًا، يجب أن نهتم بالأيدي والعمل، لتكون اليد تعمل وتبني، والعقل يفكر ويبدع، والقلب يحب ويغفر، واليد تعمل وتشارك. نحتاج في مصر إلى الاهتمام بالعمل، أن نخصص كل وقت العمل للعمل.

مشكلتنا تكمن في عدم الاهتمام بالعمل وتهميشه. هناك إحصائيات ودراسات تشير إلى أن متوسط العمل للمصري يبلغ ستة وعشرين دقيقة في اليوم. هذه الإحصائيات قديمة وهناك دراسات حديثة تشير إلى أن العمل يكون أقل من ذلك. مرة رأيت رسمًا كاريكاتوريًا ظريفًا جدًا يعكس حقيقة أننا لا نأخذ العمل على محمل الجد. كان الرسم يصور سيارة الإسعاف تحمل "الموظف"، وماذا كانت الطاقم يعمل؟ كانوا يمارسون الكسل. لماذا؟ لأنهم عملوا لمدة ثلاثين دقيقة اليوم. أنا لا أعمم، وأعتذر إذا كانت هناك استثناءات تعمل بجدية وأمانة. ولكن بلدنا لن تتقدم إلا إذا أعطينا وقتًا كافيًا للعمل الفعلي.

في اليابان، يكمن سر تقدمهم في تبجيلهم للعمل. العمال اليابانيون يرفضون أخذ الإجازات المدفوعة لأنهم يعشقون العمل. على حد قول الكاتب الراحل أحمد بهجت، في اقتراحه الودود، يُقترح أن نرسل مجموعة من الموظفين المصريين إلى اليابان الصديقة. حتى يجلسوا مع إخوتهم ويحاولوا إقناعهم بأن الإجازة هي الأصل في الكيان البشري وأن العمل هو الاستثناء. هذا بالطبع مزاح من أحمد بهجت، لكنه يشير إلى أمر خطير. نحتاج إلى الاهتمام بالعقل، والاهتمام بالقلب، والاهتمام بالأيدي. لكي نتقدم، يجب أن نهتم بالعمل في ثلاثة مجالات: الإنتاج الزراعي، الإنتاج الصناعي، والإنتاج المعلوماتي. فيما يتعلق بالإنتاج الزراعي، يجب أن نهتم بإنتاج الغذاء لمواكبة الزيادة المروعة في عدد السكان، حتى يكون لدينا خبزًا رخيصًا ومتاحًا لا يخضع لتقدير الآخرين. هذا ينطبق على المستوى الفردي وعلى المستوى الدولي. هكذا نُحيي الدولة التي تهتم اليوم بزراعة مليون ونصف فدان من القمح. يجب أن نسد الفجوة بين الاحتياجات وما هو متاح بالفعل.

نقطة تانية الإنتاج الصناعي يلعب دورًا مهمًا في التقدم الاقتصادي. في سوق العمل المفتوح، يحدث منافسة شرسة حيث يبقى الأقوى والأجود والأرخص هو الفائز. لا مجال للضعفاء والكسالى في هذا السوق. بالإضافة إلى ذلك، الإنتاج المعلوماتي يلعب دورًا حيويًا ويحتل مكانة مهمة في العالم بأكمله. يشمل إنتاج كل ما يتعلق بالكمبيوتر والبرمجة والاتصالات. هناك قرى صغيرة في اليابان تنتج وتصدر سنويًا مزيدًا من المحتوى المعلوماتي والبرمجيات مما تصدره مصر من إنتاج زراعي وحيواني وصناعي.

أنا آسف، لا أرغب في أن أعطيكم أي صورة كئيبة، ولكن أنا آسف، لدي حب شديد لبلدي ومحبتي لبلدنا تدفعني للتحدث بهذا الشكل. يجب علينا الاهتمام بالإدارة، فهي سر نجاح أي عمل. حتى في الكنيسة، يمكننا أن نصرف على مشروع مؤثر ولكننا لا نعرف كيف نديره وبالتالي يفشل. الإدارة، على الأقل، تعني إدارة الوقت وإدارة الطاقة وإدارة الذاكرة. كيف يمكننا استفادة من هذه القدرات الثلاث وهي الوقت والطاقة والذاكرة؟ يجب علينا أن نستغلها في أمور صحيحة.

أنا لا أرغب في الإطالة عليكم، ولكن أرغب في أن أقول لكم أن بلدنا بحاجة إلى أن نهتم بالعمل في الوقت المناسب، وأن نهتم بالطاقة والاهتمام بالإنسان. ولكن أنا أطمئنكم، مصر متجهة نحو النجاح والتقدم. هل تسألون عن السبب؟ إنها متجهة نحو البركة، هذا ليس مجرد تفاؤل عبثي، بل هو وعد من الله. مصر شعبها مبارك. ومع ذلك، ستنهض مصر بجهود أبنائها وعملهم. نسأل الله أن يبارك فيكم ويبارك في بلدنا. المسيح قام، حقاً قام. لالهنا كل المجد والكرامة إلى الأبد، آمين.

الانبا مكسيموس- برنامج وعود الله - وعود بالقيامة - جـ 1- 14/6/2016 -

 

 

 

 

 

الانبا مكسيموس - الانبا مكسيموس - الانبا مكسيموس
الانبا مكسيموس - الانبا مكسيموس - الانبا مكسيموس

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube

Related posts

و تنبت صحتك سريعا ✟ الانبا مكسيموس وعود الله ✟ [ 16.6.2019 ] – ✔️

الانبا مكسيموس وعود الله ✟ ستنالون قوة ـ جـ 1 ✟ [ 31.7.2018 ] – ~

الانبا مكسيموس وعود الله ✟ بالهدوء و الطمأنينة تكون قوتكم ـ جـ 2 ✟ [ 24.7.2018 ] – ~