الانبا بنيامين ساعة على الهواء (طقس و معنى) – طقس اسبوع الالام – 18/4/2016 – 📹 📝 – ~

هنتكلم مع سيدنا النهاردة متى يبدأ اسبوع الالام ؟

ما هي الرسالة وراء ترتيب احاد الصوم ؟

سفر توبيا وارتباطه بالمعمودية القنديل العام وارتباطه بجمعة ختام الصوم ؟

اسبوع الالام بين اقامة العازر وقيامة الرب من بين الاموات ؟

طقس جمعة الصوم وتسميات الايام في اسبوع الالام ودلالتها ؟

سيدنا اسئلة كتيرة مستنية اجابة من نيافتك ..

هاخذ بركة هذه الحلقة انا بشكر قدسك على اختيار اسبوع الالام بدل الاجبية النهاردة .

لان فعلا ايام السنة والفرصة السنوية ان الانسان يرتقي روحيا. وبالطبع، بعض الأخطاء قد تكون مرتبطة بطبيعة الإنسان، ومن الصعب تغييرها. لذلك، لكي تتغير، هناك حاجة لأيام تحمل سمة معينة ترفع الإنسان.

إنه حتى لو كان الإنسان غير قادر على الارتقاء الروحي، فهو بحاجة إلى نعمة خاصة. نعم، صحيح، ويرغب في الارتقاء. لذلك، يجب أن يستفيد من هذه الفرصة. فأنه بعض الأحيان، يقول الناس إن المزامير تُقال بأسلوب الاتريبي الطويل. نعم، إذا لم يشغل الإنسان نفسه بالتفكير في معنى المزمور أو القراءة ولا يدخل في تأمل الذات ومحاربة جذور الشر والسلوكيات السلبية، فلن يشعر بتقدم غير عادي أو استفادة كبيرة جدًا في أسبوع الآلام. قداسة البابا شنودة قال إن الذي لا يتوب والتوبة هي التغيير نحو الأفضل، في أسبوع الآلام لن يكون هناك وقت آخر للتوبة.

لأنها البيئة المناسبة للتوبة أو المناخ الداعم للتوبة. في هذا الوقت، يعتبر الصوم الأربعين المقدس هو فترة التوبة، ولكن هذا الأسبوع هو الذروة أو الفرصة الذهبية للتوبة، أو يمكننا أن نطلق عليه اسم "أعلى مستوى".

هناك بعض الارتباك بشأن متى يبدأ أسبوع الآلام، هل هو بعد احتفال الشعانين بعد التجنييز أم قبل ذلك في يوم سبت العازر؟

و لماذا قطمارس اسبوع الالام بيبتدي بقراء سبت العازر ؟

لذا، نحن نرجو من نيافتكم توضيح هذا الجانب.

نعم، هناك العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن المسيح تألم ابتداءً من ليلة الجمعة ودخل في آلام. ولكن الحقيقة هي أن المسيح تعرض لأنواع مختلفة من الآلام. بالتحديد، فركزوا على آلام الجسد مثل الجلد واللطم وتاج الشوك والجرح والصلب والمسامير. تجلى ذلك بشكل صحيح في يوم الجمعة، منذ ليلة الخميس، حيث تعرض السيد المسيح للمحاكمات والأحكام مع انه بدون علة " لم اجد فيه علة واحدة ". رغم أنه تمت محاكمته أمام ملكين ورئيسي كهنة، إلا أنهم ولم يجدوا فيه علة واحدة يجعله مستحقًا العقاب فصلح ان يكون ذبيحة . من أجل خطايا العالم يعني.

 ولكن الحقيقة هي أن هناك ثلاثة أنواع من الآلام التي واجهها السيد المسيح. أولاً، الألم النفسي، حيث قيل "جرحت في بيت أحبائي"، وهذه نبوءة عن السيد المسيح والجرح الذي تلقاه من تلاميذه الذين خانوه وأنكروه وتخلوا عنه وهربوا.

فكان هذا ألم الضعف البشري، الذي يجعل السيد المسيح يقول "نفسي حزينة حتى الموت". قالها بوضوح تام، وربما يكون هذا أول نوع من الألم الذي رافقه طوال الفترة ابتداءً من السبت.

لأنه كان عارفًا أن تلميذه سيسلمه، فيعني أنه هو الذي تعرض للآلام النفسية. اعترض على كلام يهوذا عندما قال بخصوص سكب الطيب في ظهر السبت. لماذا هذا الاتلاف ؟ اتلاف واحدة بتقدم حب لمعلمك تقول عليه اتلاف. فقد أثنى السيد المسيح على مريم أخت العازر عندما سكبت الطيب، وقال "ماذا تتعبون المرأة؟ عملت عملا حسنًا به. إنها قد حفظته ليوم دفني." يعني هذا أمرًا جميلًا. فيهوذا أصله يهتم بالمال، لأن الصندوق كان معه. فهو يريد ثمن الطيب أن يوضع في الصندوق، وهو كان سارقًا. و الكتاب قال هذا عن يهوذا، يعني هذا هو الألم النفسي، وهذا صعب جدًا، يعني أصعب من الألم الجسدي.

الأمر الثاني هو مواجهته للشر، وبدأت مواجهته مع الشر منذ البداية. شر الفريسيين ومؤامراتهم، شر الناس الذين ضد ربنا و ضد الحق. أصعب مواجهة هي مواجهة الشخص ضد الحق، يعني على الرغم من وضوح الحق، إلا أن الشخص الذي ضد الحق هو ضد الله، لأن الله هو الحق المطلق.

وبعد ذلك يأتي الآلام الجسدية. لذا، يمكننا أن نقول أن أول ألم يكون الألم النفسي الذي واجهه في أوقات صعبة بالنسبة له، " جرح في بيت احباؤه ".

الأمر الثاني هو مواجهة الشيطان والشر وأتباع الشيطان من الناس الذين يدعون أنهم متدينون من بين اليهود، أي الذين يحافظون على الناموس والشريعة، الموسوية. ثم جاء بعد ذلك ألم جسدي، الذي بدأ من ليلة الجمعة، وهو ما يعرف بأسبوع الآلام أو قطمارس البسخة، وهو الأسبوع المخصص للتأمل والتسبيح والصلاة في ثمانية قراءات مختلفة، من سبت العازر إلى سبت النور. فلماذا سبت العازر ؟ مواجهة نتيجة الخطية، أي الموت. كان ينبغي أن يظهر أن السيد المسيح قادر على هزيمة الموت قبل دخوله إلى دائرة الموت من خلال قيامة العازر. وبالتالي، كانت رؤية القيامة واضحة جدًا حتى خلال أسبوع الآلام.

كيف يا سيدي؟

دائمًا كان للسيد المسيح سلطان، يعني يوم الأحد، عندما دخل القدس وطهر الهيكل، سألوه بأي سلطان تفعل هذا؟ ومن أين لك هذا السلطان؟ فأجابهم قائلاً: "معمودية يوحنا، هل كانت من الله أم من الناس؟" فقالوا له: "لا نعلم". فأجابهم قائلاً: "ولا أنا أقول لكم بأي سلطان. لأن السلطان استعلن فى معمودية يوحنا عندما مسح المسيح له المجد وصار مخلصًا للعالم. والروح القدس حل على المسيح." فرفضوا أن يقولوا بأي سلطان.

قال لهم: "معمودية يوحنا، هل كانت من الله أم من الناس؟" إذا قالوا من الناس، فسيقول لهم كيف ؟ فإن يوحنا كان مثل نبي وأعظم من نبي، كما قال السيد المسيح عنه. وإذا قالوا من الله، قال: "فلماذا لم تؤمنوا ؟ فلماذ  تسألوه عن السلطان؟" فالسيد المسيح كان في عز الألم وفي قمة القوة، فلعن التينة فتيبست من جذورها. واستغربت التلاميذ من ذلك. ولعن التينة لأنها لم تكن لها ثمار، فكان من المفترض أن تكون الأوراق تغطى الثمار، ولكنها ظهرت بدون ثمار. فقال لها: "لا يأكل منك أحد ثمرًا بعد اليوم"، فجفت التينة تمامًا. إنه سلطان.

ثم بدأ يتحدث عن يوم التلات ومجيئه الثاني، و عن مثل العذارى و مأدبة عشاء ابن الملك وعرس ابن الملك والعشاء الكبير، يعني بدأ يوضح هويته. وبدأ ينطق الويلات للكتبة والفريسيين، يعني له سلطان قوي، حتى عندما جاء يهوذا ليقبله ويسلمه، قال له: "يا صاحبي، لماذا أتيت هنا؟" هذا قبل أن يُقبِّله. قال له أبقبلة تسلم ابن الإنسان" بعد أن قبَّله. ولكنه قال له: "يا صاحبي، لماذا أتيت؟" هذا سؤال يجعله يراجع نفسه، ليفكر ويتأمل. فقال له السلام يا معلم وقبله. فقال له ابقبلة تسلم ابن الانسان

وحتى وهو يسلم السيد المسيح، يهوذا، بطر لما لقى الجنود جايين، ضرب عبد رئيس الكهنة بالسيف فقطع أذنه. فقال السيد المسيح له: "أرد السيف إلى غمده، فإن كل من يأخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ". وأخذ أذن العبد ووضعها في مكانها كأنها لم يحدث شيئًا. إنه سلطان.

أحداث أسبوع الآلام بأكملها تعلن القيامة وسلطان السيد المسيح، سلطانه على المرض، سلطانه على الشر، سلطانه على التدين المريض، سلطانه على الموت في قيامة العازر. يعني سلطان قوي. يقول: "بيتي بيت الصلاة يدعى"، يعلن لاهوته ويطهر الهيكل. فالقيامة كانت واضحة في كل أحداث أسبوع الآلام.

إذاً، أسبوع الآلام يبدأ من سبت العازر، وذلك بسبب قيامة العازر. بالطبع، قيامة العازر كانت قد حدثت من قبل، ولكن الكنيسة رتبت هذا السبت بمناسبة قيامة العازر، وتحتفل الكنيسة بقيامة العازر في هذا السبت الذي يسبق أحد الشعانين.

وفي مساء السبت، في عشية أحد الشعانين، تحتفل الكنيسة بمناسبة حدثت في هذا الوقت، وهي احتفال أسرة العازر بالسيد المسيح وسكب الطيب. وقد حدثت هذه الحادثة قبل عيد الفصح بستة أيام، أي يوم السبت قبل عيد الفصح، حيث كان عيد الفصح يوم الجمعة، وعشاء الفصح يوم الخميس. ولكن تقديم خروف الفصح كان بين العشائين، عشاء الخميس وعشاء الجمعة. يعني، وقت صلب السيد المسيح بالضبط.

يمكن أيضًا الحديث عن محاكمة السيد المسيح وحكمه، وذلك بمشاركة اليهود والأمم. وكلاهما يفوز بالخلاص. والجميع اتفق على أنهم لم يجدوا فيه أي عيب. ورئيس التقط كلمة قال له: "أأنت ابن المبارك؟" وتمت محاكمته في ليلة الجمعة. فقال له: "أنت قلت ومن الآن ترون السماوات مفتوحة"، وانشقت الستارة علامة نهاية الكهنوت الهاروني وبداية الكهنوت المسيحي.

ثم في رسالة وراء ترتيب ايام الأحد للصوم، بتأكيد هذا الترتيب الجميل قبل أسبوع الآلام، يعني التمهيد.

وهو يوم أحد الرفع يعلن عن طريقة العبادة المقبولة، ليس فقط كيفية العبادة وإنما كيف نقدم عبادة مقبولة، أو حتى الجانب المخفي، أدخل إلى مخدعك وأغلق بابك. احد الكنوز ان الصوم فرصة لاكتناز عمل ربنا عمل النعمة.  وهناك كنوز أخرى تستحق النظر، وهي كنوز من نوع مختلف.

عشان في نصرة على الشيطان، الحد الذي يأتي بعده هو تجربة. فمن لا يكتنز، لا يستطيع أن ينتصر. وبعد ذلك، يأتي الابن الشاطر، أي التوبة، التي تتصدر المشهد. وقبلها ثلاثة حدود، وبعدها ثلاثة حدود. قبلها الرفاع والكنوز والتجربة، وبعدها السامرية والمخلع والمولود الأعمى. فالتوبة تأخذ المشهد، والسامرية تكون رمزًا حيًا للتوبة. قالت له: "اذهبي وادعي زوجك"، فداس على رأس الدمل كما يقولون. قالت له: "ليس لي زوج"، فأجابها قائلاً: "حسناً، قلت ليس لك ، كان لك خمسة أزواج، والذي معك ليس بزوجك". وبدأت تقول: "أرى أنك نبي، عارف حاجات ما حدش يعرفها ". فأجابها بالصدق الكامل، وبدأت تتحدث عن الخلاص وعن السجود في أي جبل. فقال لهم: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون".

ابتدأت تقول له: "نحن نعلم أن المسيح عندما يأتي، يخبرنا بكل شيء. فقال الذي يكلمك هو". ثم ذهبت وتركت الجرة والبئر، وذهبت للسامرة. تكرز ان المسيح قد حضر.

هذا هو الارتواء بالإنجيل، يا سيدنا؟

الارتواء هو بير الماء الحي، عمل الروح القدس. بعد ذلك، جاء المخلع و عجز الإرادة وشفاؤها. الخطية تجعل الإرادة تشل وتصيبها بالشلل. ومن ثم الأعمى والظلمة، وهذه هي نتيجة الخطية. ثم جاء الاستنارة من خلال معمودية الماء الحي في السامرة، عمل الروح القدس، والماء مع المخلع للشفاء بالأمر. فهو غير قادر على نزول الماء، فقال له المسيح: "قم " لا ماء و لا اى شياء اخر . والماء في المولود الأعمى يحدث تغييرًا في الطبيعة، فلاحظ هذا التدرج، فالارتواء يؤدي إلى الشفاء، والتغيير في الطبيعة والاستنارة.

بعد ذلك، نأتي إلى احتفال احد شعانين وقبله سبت العازر، ثم ثمانية القراءات التي تحتوي على قطمارس البصخة. هذه الاحتفالات تعني أن الاحتياج قد تم تلبيته. جيد، الآن فهمت أن الخطية تجعل الإرادة تشل وأن المسيح جاء ليشفي الإرادة وينقل الإنسان من الظلمة إلى النور. فكيف الخلاص؟ فقالوا: "خلصنا هوشعنا".

اذا بتلخيص : كيف أعبد؟ كيف أكتنز في السماء؟ كيف أنتصر على الشيطان؟ كيف أتوب؟ كيف أرتوي؟ كيف أشفى؟ وكيف أتغير طبيعيًا كالمولود الأعمى؟

وبعد ذلك، للدخول في الأسبوع الذي صُنِع فيه الخلاص بالصليب وألم السيد المسيح،

يا سيدنا، الجمعة السابقة، الكنيسة في نبواتها باكرة قرأت سفر توبيا. نيافتك تربط لنا بين سفر توبيا، ماذا يعني أنه يُقرأ بالذات في الجمعة قبل حد المولود الأعمى؟ لها ارتباط بالمعمودية؟

هي قصة توبيا، قصة تبين انسان خير يحبه الله ويصنعه، ، فجاء له الملاك رفائيل، صاحب ابنه، علشان خاطر يحصد نتيجة عمل الخير. طول الصوم نقول "طوبى للرحى مع المساكين"، فهذا مثال للرحمة على المساكين وكيف جمع ثمار ما زرع من خير، جاء بخير مادي وتزوج ابنه وانتصر على الشيطان. فصار فرح القلب لتوبيا بعد معاناة شديدة في حياته. قصة توبيا هي قصة نفس تحب ربنا وتعطي تحصد ثمار ما أعطته.

والجمعة السابقة لأحد التناصير تغيير الطبيعة. هكذا ينبغي أن يكون الإنسان المتدين، إنسان معطاء، له فرح الله في حياته وينتصر على الشيطان في كل أموره. عينيه تفتحان تمامًا، لها ارتباط بالمعمودية والاستنارة كما المولود الأعمى. من لا يولد من الماء والروح لا يستطيع أن يعاين، من العين يعني. في المعمودية نجحد الشيطان.

ختام الصوم يا سيدنا مرتبط بالقنديل العام، فلماذا القنديل للعام في ختام الصوم بذات؟

هو وصية القديس يعقوب بعمل الروح القدس، يقول: إن أحدًا بينكم مريض، فليلجأ إلى الله أولاً، يدعو كهنة الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بزيت. وصلاة الإيمان تشفي المريض، وإن كان قد ارتكب خطيئة ستغفر له.

في أسبوع الآلام نكون مشغولين جدًا بأحداث الأسبوع العظيم، لأن الأحداث تتوالى بسرعة والمواجهات شديدة. إنه أسبوع يجعلنا مشغولين جدًا في العبادة. كان الناس يجلسون في الكنيسة ولا يفارقونها. ولذلك يقرأ إناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا خلال أسبوع الآلام.

قبل ذلك، كان الكتاب المقدس يُقرأ بأكمله، ولكن ربما يكون ذلك في الصوم بأكمله. إذاً، تم اختيار النبوات المتعلقة بالأحداث في أسبوع الآلام. يفترض أن أسبوع الآلام يعني أننا مشغولون جدًا فيه. لذلك، إذا كان هناك شخص مريضًا، يتم حضوره في يوم جمعة ختام الصوم، وهو يوم نحصد فيه ثمار الصوم ويحقق الشفاء الروحي مع الشفاء الجسدي. تجسدت فكرة الاستشفاء في الصوم. وأيضًا بسبب انشغال الآباء في أسبوع الآلام، يحضر الجميع سر مسحة المرضى. إذا كان أحد مريضًا، يدهن بالزيت لأنه حضر سر مسحة المرضى، وهذا السر يُمكن أن يُجرى خارج الكنيسة في بيت المريض، نظرًا لظروفه. ونظرًا لأن بيوت المؤمنين أيضًا تُعتبر كنائس، بدأت الكنائس في بيوت المؤمنين مثل بيت ماري مرقص أو الكنيسة في العالم.