لأستمع إلى الطرفين – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

لأستمع إلى الطرفين

 

رأيته يجلس في آخر صف في الكنيسة وقد ظهرت عليه علامات الألم الشديد والمرارة، فناديته لأسأله عن سبب ألمه. أجابني: “إني مر النفس، سأنتظرك حتى تنتهي من مقابلاتك مع كل الحاضرين لأجلس معك”. وبالفعل إذ انتهيت من كل المقابلات جلست معه، فصار يروي لي ما حدث له:

“اليوم، الجمعة، كنت مضطرا إلى الذهاب إلى للعمل لأجل بعض الأمور المتأخرة. قلت لزوجتي سآخذ ابننا معي في العمل وسنعودا في الظهر.

إذ بدأت أعمل تذكرت إنني قد نسيت ورقة معينة بالمنزل، فعدت ومعي ابنى. فتحت باب الشقة، ودخلت إلى حجرة النوم، ففوجئت بمنظر. غير لائق. لم احتمل منظر زوجتي وهي تخونني على سرير الزوجية.

لم أعرف ماذا أفعل سوى أنني رجعت بظهري وجئت إلى هنا أسأل: ماذا أفعل؟”

قلت له: “لقد سمعت منك، لكنني اعتدت أن استمع إلى الطرفين، ولا أحكم في أمر بسماعي إلى طرف واحد مهما بدا الأمر واضحا”. قال: “لا مانع! لقد كنت أثق في زوجتي، فهي في نظري لن تكذب، وكنت أظنها طاهرة و مخلصة، لن تخوننى حتى رأيت بعينى ما لا أصدقه!” صلينا معا ثم ذهبت معه إلى بيته، وإذ قرع الباب ثم فتحه، وجدت زوجته تبكي بمرارة! قلت لها: “أريد أن أسمع منك فيما يقوله عنك”. فقد ظننت أنها تبكي بسبب اتهامه إياها بالزنا وفضحه إياها.

بروح التوبة الصادقة قالت: “كل ما قاله لك حقيقي، فإنه لا يوجد شاهد! لكن ما يشغلني ليس كرامتي أمام الناس، ولا حتى استمرار حياتي الأسرية، وإنما أبديتي التي فقدتها بسبب خطاياي! لا أريد أن أقدم أعذارا، فإنني في كل الأحوال مخطئة! لا أخشى الطلاق، فأنا مستعدة أن أنطق بالحق أمام المحكمة والكنيسة. إن أراد الطلاق لن أدافع عن نفسي، بل أساعده على ذلك. إن أرد الزواج فمن حقه ذلك، أما أنا فسأقضي بقية حياتي في دموعي لكي يغفر لي إلهي!”

انهارت السيدة الشابة وهي تبكي بمرارة، ولم يحتمل زوجها منظر توبتها، وقد تأكد من صدق كلماتها فبكى. قال: “لقد ستر الله علي في شبابي، ولا يزال يستر علي من جهة أفكاري وأحلامي الدنسة، ومن جهة نظراتي الخفية وربما لمساتي، الآن أستر أنا أيضا عليك”. قبلها الزوج؛ قائلا لها: “لنبدأ معا بدأ حسنا! وليكن مسيحنا في وسطنا، يقدسنا بروحه القدوس”.

عاش الزوجان إلى سنوات في حياة مقدسة ملتهبة، ولم يجرح أحدهما مشاعر الأخر! هكذا نجح الشاب المتزوج في اقتناء زوجته بالحب الغافر، فعاش معها في التوبة، وملأ الرب حياتهما سلاما.

لا تتسرع أيها الفتى في الحكم على الآخرين، ولا تغلق باب التوبة أمام أحد، فيفتح الله أبواب مراحمه أمامك! كن صريحا مع نفسك كهذه الزوجة الشابة، إن سقطت فلا تستر على خطاياك بغلاف الرياء والخداع بل بدم السيد للمسيح العامل في حياة الصادقين في توبتهم! سلم حياتك في يدي الروح القدس الذي يبكت على خطية ويرفعك إلى حضن الآب القدوس.

+++

سترت على ولا تزال تستر،

هب لي أن أستر على اخوتي!

 

  • بحبك كشفت جراحات أخوتي أمامي،

هب لي أن أضمدها، لا أن أشهر بها!

تستر على أفكاري الخفية وأحلام يقظتي وضعفاتي،

هب لي أن أستر على ضعفات اخوتي وسقطاتهم.

 

لأستمع إلى الطرفين – لأستمع إلى الطرفين – لأستمع إلى الطرفين

 

لأستمع إلى الطرفين

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube