دفعا الكثير – قصة قصيرة

غلاف كتاب قصص قصيرة

دفعا الكثير

 

 

قيل أن إمبراطورا قرر أن يبني كنيسة ضخمة لا يشترك أحد غير في نفقاتها. وكان الإمبرلطور ينفق يسخاء عليها حتى تم لبناء… وإذ وضعوا لوحة تذكارية عند المدخل جاء فيها اسم الإمبرلطور قبيل تدشينها وافتتاحها، لاحظ المسئولون ان اسم الإمبراطور قد اختفي ونقش اسمان بدلا منه. تعجب المسئولون لذلك ، فانتزعوا الحجر ، وجاءوا بغيره ، نقش عليه اسم الإمبراطور، وتكرر الأمر ثانية ثم ثالث…

سمع الإمبراطور بذلك فلبس المسوح، وصلى إلى لله أن يكشف له الأمر. ظهر له ملاك الرب وأخبره أن طفلين يستحقان ذكر اسمهما أكثر منه، لأنهما دفعا الكثير.

تساءل الإمبراطور: كيف دفع الطفلان الكثير، وقد قام هو بدفع كل النفقات؟

قال له ملاك الرب إن الطفلين محبان لله جدا، اشتاقا أن يقدما لبناء بيت الرب تبرعا، لكنهما لا يملكان مالا، إنما يحملان قلبين غنيين بالحب. لقد قرر الطفلان أن يحملا وعاء يملآنه ماء، يضعانه في طريق الجمال الحاملة للحجارة التي يبني بها بيت الرب… كانا يتعبان طول النهار، ليقدما حبهما وجهدهما، فاستحقا هذه الكرامة!

هذان هما العاملان مع الله ولحسابه خفية!

حقا يحتاج بيت الرب إلى جنود خفيين، سواء كانوا أطفالا أم شيوخا أم شبانا أم رجالا أم نساء… إمكانياتهم الحب الخالص الكثير الثمن!

بيت الرب لا يبنيه الكاهن وحده ولا الشمامسة، يل كل عضو حي! حينما أستصغر أرميا النبي نفسه سمع الصوت الإلهي:

“لاتقل إني ولد…

أنا أكون معك” (إر١).

لا تقل إني أصغر من أن أساهم في بيت الرب، فالله يعمل بالكثير كما بالقليل ليخلص على كل حال قوما. لاتنشغل بكثرة إمكانياتك أوعدمها… فالله الذي خلق اللسان تكلم خلال فم موسي الذي اعتذر بثقل لسانه (خر٣)

+++

أذكر في الستينات جاءتني سيدة من بني سويف وكان زوجها زميلا لي في العمل قبل الكهنوت… قالت لي: أريد أن أبني كنيسة فى الإسكندرية باسم الملاك ميخائيل، ثم قدمت لي مبلغ ١٢٠ جنيها، قائلة: خذ هذا المبلغ لتبني به الكنيسة… أخبرت أبانا بيشوي كامل بالأمر فدهش هو أيضا وأخذ المبلغ وحفظه… ولم تمض إلا شهور قليلة وبطريقة غير طبيعية بنيت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمالها!

أتريد أن تبني كنيسة المخلص؟ استمع إلى كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يقول: “علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في حضرة الله، كنتم مع الشاروبيم والسيرافيم وكل السمائيين”. يطالب القديس كل رجل أن يبني بيتا للرب في قلب زوجته، وكل زوجة في قلب رجلها، وكل عبد في قلب سيده… بالحياة الإنجيلية المملوءة حبا وفرحا وتهليلا ينضم إلى الرب كل يوم الذين يخلصون.

بالحب الصادق الناضج المملوء تضاعا نقيم بيتا للرب في قلوب كثيرة، ولا يقف السن عائقا، ولا المركز أو الإمكانيات أو المواهب!

+++

ماذا نقدم في بيت الرب؟

اكتفي هناك بكلمات العلامة أوريجينوس التي اقتبستها في كتاب: “الكنيسة بيت الله”:

أهلني يا ربي يسوع المسيح أن أساهم في بناء بيتك…

مسكن الرب الذي يريدنا أن نقيمه هو القداسة… بهذا يستطيع كل إنسان أن يقيم لله خيمة داخل قلبه…

في الخيمة يشير القرمز والإسملنجوني و الكتان النقي… إلى تنوع الأعمال الصالحة .

يشير الذهب الى الإيملن،

والفضة الى الكرازة (مز ٦:١٢)،

و النحاس الى الصبر.

والأخشب التي لا تسوس إى المعرفة التي يتمتع بها المؤمن في خلوة البرية، و العفة الدائمة التي لا تشيخ .

يشبر الكتان الى البتولية،

والأرجوان إلى محبة الاستشهاد،

و القرمز إلى ضياء المحبة،

والإسمانجوني إلى رجاء ملكوت السماوات.

بهذه المواد تقام الخيمة.!

ليكن للنفس منبح في وسط القلب،

عليه تقام ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة،

فتذبح فوقه ثيران الكبرياء يسكين الوداعة،

وتقتل عليه كباش الغضب وماعز النتعم والشهوات…

لتعرف النفس كيف تقيم داخل قدس أقداس قلبها منارة تضيء بغير انقطاع

 

دفعا الكثير – دفعا الكثير – دفعا الكثير – دفعا الكثير

 

دفعا الكثير

 

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube