أبونا بولس جورج ساعة على الهواء 6 11 2016 ـ سلسلة عن الموعظة على الجبل جـ7 ـ كيف نقتنى نقاوة القلب -
يقول ابونا بولس فى المرة السابقة بدأنا بتطويبة اسمها " طوبى لانقياء القلب " وتكلمنا عن صفات القلب النقى
ولكن اليوم سوف نعرف كيف نقتنى نقاوة القلب
يوضح لنا ابونا بولس كيف نقتنى نقاوة القلب
1- كلمة الله :
اول شئ نتعلمه من نقاوة القلب نعرفه من آية قالها المسيح " انتم انقياء بسبب الكلام الذى كلمتكم به " يعنى كل كلمة خرجت من فم ربنا تعطى نقاوة لذلك كلمة الله تنقينا قكلما عرض الانسان نفسه لكلمة الله سواء كان بقراءة الكتاب المقدس او من خلال الوعظ والتعليم الذى تقدمه الكنيسة يستطيع ان يصل الى نقاء القلب
اشياء تفعلها فينا كلمة ربنا
- كلمة ربنا تكشفنا :
احيانا الانسان يقرا الكتاب المقدس ويعتقد انه وصل الى درجة من درجات الكمال المسيحى او درجة من درجات النقاوة او الرضا عن الذات ولكن عندما يقرأ كلمة ربنا تكشفه لانه تكشف قلبه من الداخل وتعرفه انه لم يصل الى درجة النقاء
مثال على ذلك اذا كان شخص يعتقد انه لا تهمه الفلوس وسمع قصة زكا العشار فيشعر انه من الصعب ان يفعل مثل زكا ويتنازل عن كل امواله فمن السهل ان نعظ الناس ان تترك اموالها ولكن عندما ياتى الدور علينا لكى نترك اموالنا مثلما فعل زكا فنجد انه شئ صعب جدا لذلك كلمة ربنا تكشفنا عندما نسمعها فمنها ندرك ما نحن عليه
- كلمة ربنا تكلفنا :
وتعنى انها تلزمنا " كما احببتكم انا تحبون بعضكم بعضا " فهنا تكليف من ربنا كما هو احببنا وبذل نفسه من اجلنا نفعل نحن ايضا مع من حولنا " من يحبنى يحفظ وصاياى " وتعنى من يحبنى يعمل بوصيتى وكثير من الاشياء التى كلفنا بها ربنا
ويقول ابونا بولس طول مكلمة ربنا بتكشفنا وتكلفنا ونحاول ان نخضع لها النقاوة فى قلبنا هتزيد
- كلمة ربنا تنذرنا :
وتعنى انه اوقات يكون الشخص متهاون ويدخل الكنيسة ويسمع وعظة تمسه ويعرف انها تتكلم عنه ومثلا فى انجيل معلمنا مارلوقا الاصحاح 13 المسيح يقول " ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " وهذا انذار ويعطينا انذار تانى فى مثل العذارا الحكيمات والعذارا الجاهيلات والجاهيلات ضيعوا الفرصة وده انذار لينا ويعطينا انذار اخر فى مثل الوزنات بانه اعطانا مواهب فماذا فعلنا بها عملنا بها من اجل اسم ربنا ولا من اجل اسمنا وصالحنا وحسابنا نحن لذلك كلمة ربنا تنذرنا وتحذرنا لذلك الانسان العاقل ياخذ كلام المسيح ويعيش بيه ام الانسان الجاهل يبنى بيته على الرمل
- كلمة ربنا تشجعنا :
وتعنى ان احيانا الشخص فى حياته الروحية يجد كبوات وخطايا متكررة فيقف امام ربنا ويقول " يارب انا تعبان وانا اوقات بشك فى خلاصى " ولكن نجد آية تقول " لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم سر ان يعطيكم الملكوت " فوعود ربنا بتشجع لانه ايضا قال " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم " وعود ربنا مطمئنا لينا ويشجعنا
- كلمة ربنا تغسلنا :
عندما نشعر بضيق وبان نفسنا مكسورة يجب ان نقرأ كلمة ربنا لانها تغسلنا من كل الهموم والشكوك فكلمة ربنا المسموعة والمقروءة من اكثر الامور التى تغسل الانسان وتبدد همومه لان من خلالها نسمع صوت ربنا فترتاح نفسنا
2- الهروب :
يوجد بعض الاشياء التى يجب ان نهرب منها لنحافظ على نقاوة القلب
ثلاث اشياء يجب ان نهرب منها
- نهرب من صديق الشر:
احيانا نرتبط باشخاص لا يكون لهم علاقة بربنا ولذلك هؤلاء الاشخاص بسببهم نفقد حتى النقاوة الموجودة وطول ما الاشخاص دول موجدين فى حياتنا وكل اقتراحتهم وهزارهم وكل كلامهم بيتكلم عن الشر او شبه الشر لذلك لا يصلح ان نكمل حياتنا مع صديق الشر وطول مالانسان مش قادر انه يتخلى عن اصدقائه الذين يسببون له عثرات سيظل عنده مشكلة فى حياته الروحية مع ربنا والمزمور الاول يقول " طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار " لان لا يوجد شخص فينا لا يتاثر بفكر الناس وسلوكهم ومظهرهم وكلامهم فيجب ان ياخذ الانسان باله من اصدقاء الشر الذين يتكلمون بالشر فيجب نهرب منهم
- نهرب من فكر الشر :
وهى حروب الفكر واى خطية كبيرة تبدء بفكرة صغيرة وبالتالى يجب على الانسان ان يهرب من حروب فكر الشر ففى بعض الاوقات يكون الانسان يجلس لوحده والشيطان ياتى له بافكار وحشة وخيالات وحشة مثل رغبة فى الانتقام وافكار اخرى كثيرة لذلك يقول بولس الرسول " قاوموا ابليس فيهرب منكم " فيجب ان لا نستسلم للفكر الشرير واذا لم نقدر ان نقاوم الافكار الشريرة فيمكن ان نتجه الى فكرة جيدة تطرد الفكرة الشريرة مثل ان نفكر فى آية او لحن او ترنيمة
- نهرب من حديث الشر:
يقول ابونا بولس حديث الشر مرتبط بصديق الشر لذلك يجب ان نتجنب كل كلمة نسمعها وتسبب في قلبنا عدم نقاوة لان ما تسمعه الاذن يدخل الى القلب فلا يكون القلب نقى اذا سمعنا احاديث معثرة تثير الرغبات والشهوات ويقول الاب إسحاق الاسقيطى " لا يمكن ان يقتنى الانسان قلبا نقيا واذنه مفتوحة " فيجب على قدر الإمكان وقدر الطاقة ان يهرب الانسان من حديث الشر مثل النميمة والادانة
3- نصرخ من كل قلبنا :
تذكرنا الكنيسة دائما عند نقرأ المزمور الخمسين في كل مرة نصلى ساعة من ساعات الاجبية فتطلب منا ان نصرخ كما صرخ داود لان داود بعد ان وقع في الخطية شعر انه تلوث بالشر وانه عندما ترك ربنا تعب فبدء يصرخ ويقول " قلبا نقيا اخلق فيا يا الله " فيجب ان تكون هذه دائما صلاتنا ان نصلى بلجاجة يعنى باستمرار نطلب نقاوة القلب من ربنا فمن احلى الأمور التي تعلمها لنا الكنيسة هي الصلاة السهمية " يارب يسوع المسيح ابن الله ارحمنى انا الخاطى " فيجب ان نصلى دائما بالصلاوات السهمية وان نكلم ربنا باستمرار طالبين منه ان يعطينا نقاء لقلوبنا فاذا صلينا بهذه الطريقة وجاهدنا ربنا يعمل فينا ويعطينا رغبتنا في ان نكون انقياء
4- نقتنى في قلبنا فكر الأبدية :
فيجب ان تكون عيوننا مرفوعة دائما الى فوق فالانسان الذى دائما تكون عيونه مرفوعة الى فوق هو انسان سماوى وتعنى انه مش مشغول بالارضيات والاشياء التي تضايقه وتعكره لا يهتم بها حتى لا يعطل نفسه عن الأبدية او ان لا يبتعد عن المسيح فيكون دائما قلبه نقى فالابدية تجعل الانسان يجاهد من اجل النقاوة بطريقتان اما ان يكون متشجع جدا وفرحان بالسماء فلا يريد ان يرى شيء في الأرض حتى لا يجذبه الى اسفل او انه خائف ان تضيع منه الأبدية ويخاف من عقوبة الله فينقى قلبه لانه يعرف انه لا يعاين الله الا من خلال نقاوة القلب فالاية تقول " طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله " فاذا كنا نخاف ان تكون عدم النقاوة سبب في ان لا نعاين الله فجب ان نحترس ونتنقى لكى نعاين الله او نرفع قلبنا الى السما حتى لا يعطلنا شيء على الأرض او يفقدنا النقاوة
يختتم ابونا بولس برنامج ساعة على الهواء موضوع كيف نقتنى نقاوة القلب
موضوع النقاوة هو ليس وعظة او آية للتأمل لكن هو حياة وجهاد فيجب ان نبدء من الان وحتى اخر يوم فى عمرنا فى نقاء نفسنا لكى نصل الى هدف ان لا نحرم من وجودنا مع ربنا فى السماء