مقالات عامة - 📄

الكنيسة القبطية : نشأتها وتاريخها في مصر.. صمود برغم طريق مفروش بدماء واضطهادات (١)

الكنيسة القبطية

الكنيسة القبطية

شيري عبد المسيح :

تاريخ الأمة القبطية والكنيسة القبطية في مصر ثرى وعظيم مر بالعديد من الاضطهادات والتعنت من قبل الملوك والأمراء الذين سعوا كثيرا للقضاء على المسيحية نتيجة للإيمان الوطنى الذى كان منتشرا في مصر، وايضا الامبراطوريات التى كانت تحكم مصر كانت تفرض ديانة معينة وتجارب المسيحية التى قدمت الآلاف من الشهداء، واستطاعت الصمود والثبات لألفى عام.

 على الرغم من هذا التاريخ العظيم لكن العديد من المسيحيين خاصة الشباب والأطفال الذين يلهثون الأن وراء مواقع التواصل الاجتماعى بكل انواعها ” فيسبوك ، تويتر، انستجرام، تيك توك….وغيرها، يجهلونه وكل معلوماتهم أنهم مسيحيون وإن المسيح صلب من قبل اليهود…لذلك يقدم موقع “وطني” عرض لهذا الموضوع الهام بطريقة مبسطة ومعلومات مؤرخة.

والبداية مع عرض لكتاب “تاريخ الأمة القبطية وكنيستها” وهو تأليف الكاتبة الأجنبية إيديث بوتشر وترجمة إسكندر تادرس، وهي موسوعة عبارة عن جزءين ” الجزء الاول” يتألف من ٤٤ فصل نستعرض خلاله تاريخ الأمة القبطية منذ مجيئ قيصر إلى مصر حتى وضع الأقباط في ظل الدولة الأخشيدية.

ويتناول الكتاب الانساق المجتمعية والسياسية والدينية والاهوتية للمجتمع القبطى منذ القرن الأول وحتى القرن الثامن عشر ، فهو ليس مرجعا للتاريخ القبطى فقط ولكن للتاريخ المصري ككل ، فقد تناول بجانب المحور الكنسى الدينى وتطوره عبر التاريخ المشكلات السياسية والأماكن التراثية والفتوحات الحربية، وكيف كان تأثير كل ذلك على الحياة اليومية للمصريين وبخاصة الأقباط.

وتميز هذا الكتاب عن كافة كتابات التاريخ القبطى الغربية بأنه لم يغفل الجانب الروحانى، حيث تناول مظاهر الاستشهاد وقبوله حال ضرورته كمعبر لحياة الخلود في الله، كما ألقى الكتاب الضوء على الحياة النسكية الرهبانية التى بدأت في صحارى مصر وانطلقت منها إلى بقية العالم.

فتاريخ الأمة القبطية ممتزج من أوله إلى أخره بأقوام كثيرة مختلفة اغارت على البلاد وملكتها من رومان وأروم وعرب وأكراد وشراكسة واتراك وهم الذين اذلوا المصريين وجعلوا بلادهم مستباحة لهم.
لقد أسفر بحث الباحثين المدققين على أن أعقاب المصريين الأصليين الباقيين إلى الأن هم الأقباط المسيحيين .

وتاريخ الكنيسة القبطية وحدها كتبه كثيرون من أعاظم رجالها الأولين بدأ من ساويرس أسقف الاشمونيين في النصف الثاني من القرن العاشر واتمه ميخائيل أسقف طانيس حتى العام ١٢٤٣م وبقيت نسخة واحدة من هذا التاريخ موجودة الأن في باريس.

مجيئ قيصر إلى مصر:
فيما بين السنة الثلاثين قبل الميلاد والسنة الستين بعده شهدت مصر مجئ أغسطس قيصر اولا ثم مجئ السيد المسيح ثم مجئ مارمرقس الانجيلى، وقد ضمت مصر القديمة إلى المملكة الرومانية في عهده وجاء عنه في العهد الجديد ” أمر بأن تكتب جميع المسكونة”، فقد كان الرومان طائفة أجنبية يحتقرها المصريين ويبغضونها وفي نفس الوقت كانوا يخافونها ويخشوا بأسها وكان ذلك عكس ماكان بين المصريين واليونانيين.

ويعتبر أغسطس قيصر أول من انشأ النظام الأمبراطورى في روما، وكان أول إمبراطور للدولة الرومانية، وقد عرف بارتكابه أبشع الأعمال وأفظع الجرائم فقد كان مثالاً صادقا للحاكم الروماني وتتصف بكل ما اشتهر به الطغاة الجبابرة في كل عصور التاريخ.

وبعد استيلائه على مصر استقبله الرومان استقبالا منقطع النظير واسبغ عليه مجلس الشيوخ لقبا كان قاصرا من قبل على الألهة وهو ” اغسطس” كما اعتبره مجلس الشيوخ إلها وأصبح يوم ميلاده مقدسا ووصل الأمر إلى أن البعض قد زعم أنه هو المسيح ابن الله المنتظر.

وبعد استيلائه على مصر كانت ولاية ذات مركز خاص نظرا لأهميتها التاريخية والسياسية والاقتصادية ، وكانت تحت إشراف أغسطس مباشرة لأنها كانت مطمع للغزاة.
في عهد أغسطس ولد يسوع المسيح في بيت لحم اليهودية بفلسطين وقد جاء في الكتاب المقدس ” في تلك الأيام صدر أمر أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة.

أحوال المصريين قبل دخول المسيحية:

وقبل دخول المسيحية مصر كان السكان ينقسموا إلى ثلاث طوائف ” اليونان ، اليهود، المصريين الذين كانوا العدد الأكبر والسواد الأعظم والذى قل عددهم كثيرا بعد الفتح الرومانى بسبب زيادة هجرة اليونان واليهود حتى أصبحت كل طائفة منهم عبارة عن أمة أجنبية مستقرة في البلاد.

وكانت كل طائفة متمسكة بدينها الأصلى ولكن اليهود شاع بينهم وقت نكروا الإلوهية ونبذوا معتقداتهم الدينية ولم يكترثوا سواء بأمر معبوداتهم أو اباطرتهم.
وفي هذا التوقيت كان الملك بطليموس يحاول لإيجاد معبود يشترك في عبادته رعاياه من اليونانيين والمصريين فشيد هيكل سيرابيس العظيم في الإسكندرية، وكانت هذه العبادة هى الجامع الوحيد بين اليونانيين والمصريين ولكنها لم تتعدى اسوار مدينة الإسكندرية حتى دخول المسيحية لمصر.

وكانت ديانة المصريين القديمة قد اندثرت وحل محلها عبادة الحيوانات التى كانت تختلف من مكان لآخر ومنها” الثور أبيس، التمساح، سمك النيل، الذئب، الكلب….الخ”، وذلك أدى لإشعال الحرب بين الأقليم فقد كان الحيوان المعبود يرمز لشئ في الإقليم وأدى ذلك لتشتيت الامة، على الرغم من ذلك كان الكهنة لايزالوا يعتقدون بإله واحد في ثلاث أقانيم وأنه الفاعل لكل خير والالهة الأخرى التى ظهرت هى رموز ولكنهم لم يكونوا يتحدثون مع العامة في ذلك.

وانتشر بين المصريين في هذا التوقيت ” استحضار أرواح الموتى” والتكلم من البطن.
وزاد عدد اليهود حتى وصل إلى مليون نسمة في مصر، وذلك لتوافدهم على مصر خلال عدة قرون منذ قام يوحنا بن قاريح وأخذ بقية يهوذا مع إرميا النبي وباروخ بن نيريا وأتى بهم رغما عن معارضة إرميا إلى مصر إلى تحفنحيس ومجدل ونوف وأرض يثروس فحلت عليهم مصائب كثيرة كما تنبأ إرميا، لكنهم استمروا وشيد اونياس بن حنانيا رئيس الكهنة هيكل باسمه بعد موافقة بطليموس فزادت رغبة اليهود في المجئ إلى مصر.

ونعود إلى أحوال المصريين في ذلك الوقت كانوا يحرمون من كل الحقوق المدنية والسياسية التى يتمتع بها أفراد طائفتى اليونان واليهود، وحاول يونان الإسكندري في الحصول على بعض هذه الحقوق في عهد أغسطس قيصر ولكنه فشل، ثم اشتغلت الحرب بين اليونانيين واليهود في عهد الإمبراطور كاليغولا إذا انتقم اليونانيون من اليهود وقاموا بإكراههم على العمل، وطلب الامبراطور حضور وفد ممثل لكل طائفة حتى يتبين مايحدث، فالوفد اليهودى ترأسه فيلو الشهير بعلمه والوفد اليونانى ترأسه أبيون، وارتكز الوفد اليونانى في شكواهم على أمر واحد وهو أن اليهود امتنعوا عن أداء العبادة لتمثال الامبراطور، ولذلك رفض الامبراطور شكوى اليهود بعد أن تأكد من حديث اليونانيين وعادوا دون الحصول على حقهم أمام اليونانيين.

وتعود أسباب العداء بين الطائفتين فوز اليهود مع حقارتهم على اليونان في معظم الأمور التى كان هؤلاء يفتخرون بنسبتها إليهم

 

 

الكنيسة القبطية

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube

شاهد أيضا :

اللحن الملوكي للصليب

lad

القديس العظيم الأنبا بولا فضح الشيطان وأعطى أعظم مثال للبشرية

lad

الكنيسة القبطية : نشأتها وتاريخها في مصر .. ( 2 )

lad

تذكار نياحة القديس يوحنا التبايسي بجبل أسيوط

lad

رد له بصره .. فنظم اشهر المدائح الكيهكية .. انه المعلم فضل الله الابياري

lad

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٣)

lad