مقالات عامة - 📄

الألــحـان الــقـبـطــيـة حفِظَتْ موسيقانا الفرعونية (١٢)

الألــحـان الــقـبـطــيـة حفِظَتْ موسيقانا الفرعونية (١٢)

الألــحـان الــقـبـطــيـة حفِظَتْ موسيقانا الفرعونية (١٢) – ladlamp

 

[ad_1]

 

بقلم : جورج كيرلس

عزيزي القارئ، حدثتك في المقال السابق عن البعد الموسيقي للحن القبطي الذي جعله مميزا عن أي لحن آخر وكان حديثنا عن القوالب الموسيقية. واليوم سوف أتحدث معك بندين مهمين هما القفلات الموسيقية، والزخارف والحليات الموسيقية التي يتميز بها اللحن القبطي كسمة من سمات الحياة المصرية القديمة.

فأما من ناحية القفلات الموسيقية فى الموسيقى القبطية فهي مختلفة فى شكلها ومضمونها وطبيعتها، فهي ليست كالقفلات المبهرة التى نراها فى الأعمال العالمية والتى تأتى بشكل حاسم وواضح فى خامسة السلم الموسيقى ثم أولته (صول – دو)، ولا هى ايضا كالقفلات فى الغناء العربى والتى عادةً ماتكون فى شكل سلم هابط ينتهى بأساس المقام الموسيقى، لتستدعى للتو تصفيق الجمهور نظراً لقوتها وقدرتها على جذب إنتباهه فيندفع تصفيقاً. لكن تأتى القفلات في الألحان القبطية هادئة ولكنمختلفة ومتنوعة، فيما عدا في بعض الألحان الإنتهارية، مثل لحن ” Ic `o panagioc Pat3r ” الذي فيه تنتهر الكنيسة كل من يظن أنه قدوس، صارخةً في وجهه قائلة: فقط “واحدٌ هو الأب القدوس”، لذا جاءت قفلته حادةً قويةً عاليةً.

 

 

وأما من جهة الزخارف والحليات في الألحان القبطية فهي حكاية شعب فنان من قديم الزمن، فالزخارف والحليات هي سمة تميز المصريين القدماء، وقد بلغت أوجها في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة متمثلة في الدقة والبراعة في رسوماتهم ونقوشاتهم على المعابد وتيجان الأعمدة والقصور والتماثيل وأوراق البردي وآثار مصر الفرعونية التي تملأ جميع متاحف العالم. وقد إستخدم المصريون القدماء أدوات زخرفية مثل قرص الشمس وزهرة اللوتس والبشنين والأقحوان والسوسن والبردي وسعف النخيل والعنب.
ومما لاشك فيه أن هذا الطابع الزخرفي كان منعكساً على فنون الموسيقى، حتى إمتد الى الموسيقى القبطية التي ظهرت فيها الزخارف والحليات بكل صورها: الأبوجياتورة Appoggiatura وهي توجد في ألحان عديدة مثل لحن مرد الأبركسيس الكبير ولحن الرسل ” Ontoc “، والأتشكاتورة Acciaccatura والتيراتاTirata والمــوردنتي Mordente والجروبيتو Gropetto التي تعتبر من أكثر أنواع الزخارف شيوعاً في الموسيقى القبطية وتظهر بشكل واضح في بعض قفلات الألحان، والتريل Trill والتي توجد كثيرا أيضاً في النغمات الممتدة بألحان الكنيسة القبطية وتختتم بالجروبيتو. والزخارف والحليات في الألحان القبطية إستطاعت ان تُضفي بهجة خاصة، ويمكن ملاحظة ظهور زخارف وحليات موسيقية في الألحان الحزايني لكي ماتُعَبر عن أن الكنيسة لاتحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم، إذ سرعان ما يتحول الحزن إلى فرح قلبي مجيد.

 

 

عزيزي القارئ، أتمنى أن أكون قد إستطعت أن أشرح لك القيمة الموسيقية لتنوع القفلات الموسيقية في ألحان الكنيسة القبطية، وكذلك الحليات والزخارف الموسيقية التي تعتبر سمة فرعونية للحياة في مصر القديمة ، فإلى أن ألقاك في مقال جديد نتحدث فيه عن بقية بنود البعد الموسيقي للحن القبطي، اتركك مستمتعا بتسابيح الرب الجميلة في كنيستنا القبطية.

 

بقلم : جورج كيرلس

[ad_2]

المصدر : وطنى

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebooktwitteryoutube

شاهد أيضا :

محاضرة عن تكنولوجيا البناء في العمارة اليونانية والرومانية بمكتبة الإسكندرية

lad

تذكار معجزة حل الحديد بمدينة برطس بصلوات القديسة العذراء مريم

lad

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٣)

lad

انتصار الشيطان

lad

نشأة الكنيسة القبطية وتاريخها في مصر (٣) .. مارمرقس ينجح في تأسيسها رغم انتشار الوثنية..

lad

تعرف على الطوباوي رافائيل تشيلينسكي الكاهن

lad