الألــحـان الــقـبـطــيـة 13 – ladlamp
[ad_1]
بقلم : جورج كيرلس
عزيزي القارئ، حدثتك في المقال السابق عن البعد الموسيقي للحن القبطي الذي جعله مميزا عن أي لحن آخر وكان حديثنا عن القفلات الموسيقية والحليات والزخارف الموسيقية. واليوم سوف أتحدث معك عن قيادة الألحان في الكنيسة القبطية والتي يظن الكثيرين أن علم القيادة وجد فقط في القرن الخامس عشر، وللأسف هناك مراجع علمية موثقة كتبت هذا الخطأ بسبب الجهل بالموسيقى القبطية.
فمن جهة القيادة للألحان في الكنيسة القبطية، فلا عجب لو عرفنا أنه من مصر خرج مفهوم القيادة للعالم أجمع في وقتٍ لم يكن يعرف اي موسيقي في العالم عن فن القيادة. فقد كتب القديس كليمندس الإسكندري واصفاً خورس المسبحين وقائده في كنيسة القرن الميلادي الثاني بمصر قائلاً:
“حينما يتحد الكثيرون ويصيرون واحداً حيث أصنافهم وأصواتهم المتعددة، يخرج منها بالإنسجام الإلهي سيمفونية واحدة يقودها قائد الخورس والمعلم، فتبلغ الكلمة غايتها ويرتاح الحق فيها، فينطق أولاد الله بالحق: يا أبا الأب، ويتقبلها الله بسرور ونعمة كباكورات أثمار يتقبلها منهم”.
فدور المايسترو قد رسمته الكنيسة القبطية مُدوناً من القرن الثاني الميلادي، وهو أن يقود خورس التسبيح بحيث تصير الأصوات الكثيرة والمتعددة الأصناف، متحدةً في صوتٍ واحدٍ، ليخرج هذا الصوت كسيمفونية منسجمةً إنسجاماً إلهياً، حتى يتقبلها الله بسرور. وبعد قرون عديدة أدركت الفرق الموسيقية قيمة المايسترو والقائد في الكنيسة القبطية، فبدأت تفعيل دوره في الأعمال الكلاسيكية العالمية بدءاً من القرن الخامس عشر الميلادي حتى إستقر في شكله الحالي في القرن التاسع عشر.
وظل التسبيح في الكنيسة القبطية تحت مظلة الـمُعلم كقائد ومايسترو ينمو حتى بلغ ذروته في القرن الرابع والخامس الميلادي حيث كتب القديس يوحنا ذهبي الفم (377 – 407م) واصفاً الحياة الكنسية وحياة التسبيح والسهر الذي أستلموه من مصر وهو زمن القديس أثناسيوس الرسولي قائلاً:
“إذهبوا الى الكنيسة في مصر وأنظروا إلى الفقراء وهم ساهرون من منتصف الليل حتى الفجر، إذهبوا وانظروا السهاري كيف يضمون الليل إلى النهار ، أنظروا شعب المسيح كيف لا ينامون الليل، لا يهابون النوم ولا العوز… يتشبهون بيقظة الملائكة حينما يقدمون الأبصلمودية والألحان بلا توقف الى الخالق، يالمواهب المسيح العجيبة. فالملائكة فوق يسبحون لمجد الله، والمسيحيون على الأرض يداومون السهر مع الخورس يسبحون بنفس التمجيد على طقس الملائكة. الشاروبيم فوق يصرخون قدوس قدوس قدوس في تسبحة القدوسات الثلاثة، ومجمع البشر في الكنيسة على الأرض يقدمون نفس التسبحة. وهكذا تكمل شركة الإجتماع العام بين سكان السماء وسكان الأرض معاً. شكرهم واحد وتمجيدهم واحد وخورس الفرح الساهر واحد على الدوام”.
عزيزي القارئ، أتمنى أن أكون قد إستطعت أن أصحح لك المفهوم الخاطئ في تاريخ القيادة للموسيقى والألحان، فإلى أن ألقاك في مقال جديد سوف أحلل لك فيه بشكل علمي لا يقبل الجدال أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم السابق ذكرها هنا في هذا المقال، فربما هذا التحليل يزيدك قناعة بأن القيادة موجودة في الكنيسة القبطية من قبل القرن الثاني الميلادي فإلى أن ألقاك، اتركك في رعاية ملك الملوك ورب الأرباب
[ad_2]
الألــحـان الــقـبـطــيـة – الألــحـان الــقـبـطــيـة
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]