Site icon ladcoptic

الألــحـان الــقـبـطــيـة ( 4 ) –

الألــحـان الــقـبـطــيـة ( 4 ) –

الألــحـان الــقـبـطــيـة ( 4 ) - ladlamp

بقلم: جورج كيرلس

[ad_1]

عزيزي القارئ، حدثتك في المقال السابق عن الجذور الفرعونية للحن القبطي التي جعلته مميزا عن أي لحن آخر. واليوم سوف أتحدث معك عن البعد الموسيقي للألحن القبطية والذي قد أُغفل في الفترات السابقة لأسباب عدة.

➢ البعد الموسيقى للألحان القبطية
لو كان اللحن القبطي مجرد لحناً للعبادة والتسبيح، ماكان لأحدٍ أن يتكلم عن البعد الموسيقي له. إلا أن اللحن القبطي له بعد موسيقي رفيع وله قيمة موسيقية عالية.

فمن ناحية التأليف الموسيقي فالصياغة اللحنية للألحان القبطية فيها إبداع فني ولها جمال موسيقي فريد يأسر الألباب ويسمو بالروح ويغذي النفس ويُسري في الجسد سلاما وهدوءا عجيباً. والتأليف يتنوع مابين ثلاثة أساليب:

أولها هو “الميليسما” Melisma وهو بتأليف نغمات كثيرة على حرف لفظي واحد لتجسيد المعاني والحالة الروحية وشرح الألفاظ بالموسيقى.

وثانيها هو “السيلابك” Sylabic والمعروف كنسياُ بأسلوب “الدمج”، وهو بتأليف نغمة واحدة فقط لكل حرف لفظى، وأحيانامايكون هناك حرفين لفظيين أو أكثر قد اندمجا معاً فى نغمة واحدة.

وثالثها هو “النيوماتيك” Neumatic وهو بتأليف نغمتان أو ثلاثة لكل حرف لفظي واحد (صعوداً أو هبوطاً). وكل أسلوب من هذه الثلاثة له مذاق وطبيعة مختلفة عن باقي الأساليب.

ومن خلال هذه الثلاثة أساليب التأليفية إستطاعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن تصيغ ألحاناً عديدة ومتنوعة تفيض حياةً وتحمل بين نغماتها إيمانها الأقدس الأصيل ومفاهيمها الروحية واللاهوتية العميقة.

أما من ناحية المقامات، فقد برع مؤلفي الكنيسة القبطية في إستخدام مقامات عديدة سباعية التكوين النغمى، فتارة يستخدموا المقامات الدياتونية الطبيعية المنتظمة Diatonic Scale كالسلالم الكبيرة والصغيرة المعروفة بالسلالم الغربية رغم مصريتها الأصيلة، حيث تكون الأبعاد بين نغمات السلم الموسيقى درجات صوتية كاملة أو نصفها، وتارة يستخدمون المقامات التي تكون الأبعاد بين بعض النغمات على مسافة ثلاثة أرباع النغمة الطبيعية والتي تسمى ميكروتون Microtone.وبسبب هذه وتلك صار عدد المقامات التي إستخدمها آباء الكنيسة الأولين لصياغة ألحانهم يصل إلى نحو مائة مقام وسلم موسيقي، فصارت القدرة التعبيرية للألحان قوية وجعلت للألحان القبطية مذاق خاص ونكهة تميزها عن سائر الموسيقات الأخري.

بل وصارت تميزها حتى عن الموسيقى الشرقية (او العربية) التي تستخدم الميكروتون أيضاً، فبينما المقامات العربية صار يتقيد فيها المؤلف الموسيقى بدرجات الاستقرار التام (على درجة أساس السلم الموسيقي Tonic) والمؤقت، فتكون القفلات متوقعة، لم يتقيد مؤلفي الكنيسة القبطية بذلك وتحرروا من الالتزام بدرجات الاستقرار هذه، فأعطى ذلك تلويناً وثراءً أكثر للصياغة.وأكثر من ذلك أنهم تحرروا أيضا في بعض الألحان عند نهايتها من الإلتزام بالعودة إلى المقام الأصلى الذى بدأ منه اللحن كما هو معتاد فى المؤلفات الأخرى.

كما برع آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تأليفهم إلى”الإنتقال بين المقامات داخل اللحن الواحد ScaleTransposition مثل لحن الصليب “Fai `eta4en4 `e`p2wi ” هذا اللحن العبقري في تحولاته المقامية، ولحن توزيع القيامة”kata nixoroc” وهو اللحن الذي بدأ بمقام، و ظل يجول بين مقامات أخري حتى إنتهي بنفس المقام ولكن أعلى درجة صوتية كاملة، في تحدٍ يُعلن عظمة مؤلفات الكنيسة القبطية، كدعوة لكل معاهد الكونسيرفتوار والأكاديميات الموسيقية لتستلهم حِرفية الإنتقالات المقامية من الكنيسة القبطية. هذه الإنتقالات المقامية اقتبسها بعض الموسيقيين (أمثال سيد درويش وعبد الوهاب) من الموسيقى القبطية ليثروا بها موسيقاهم، وأصبح وجود الإنتقالات المقامية بأى لحن إنما يدل على ارتقاء وسمو للموسيقى وعلى دسامة وثراء.

عزيزي القارئ، أتمنى أن أكون قد إستطعت أن أشرح لك أهمية البعد الموسيقي كأحد أعمدة فهم اللحن القبطي من ناحية التأليف والصياغة والمقامات الموسيقية، فإلى أن ألقاك في مقال جديد نتحدث فيه عن بقية بنود البعد الموسيقي للحن القبطي، اتركك مستمتعا بتسابيح الرب الجميلة في كنيستنا القبطية.

 

المقال السابق

 

 

[ad_2]

المصدر : وطنى

 

الألــحـان الــقـبـطــيـة

 


يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

 


facebook - twitter - youtube

Exit mobile version