Site icon ladcoptic

لحن ني سافيف تيرو (٢)

لحن ني سافيف تيرو (٢)

لحن ني سافيف تيرو (٢) – ladlamp

[ad_1]

عزيزي القاريء تحدثت معك في المقال السابق عن لحن يقال في حضور الآب البطريرك أو الآباء الأساقفة هو لحن نــي ســافــيف تيرو، واليوم أريد أن أستكمل الحديث عنه.

فأناساً كثيرون عندما يرون الآب البطريرك أو الأسقف لابساً ثياباً فاخرة مطرزة بالخيوط الذهبية ومرصعة بالأحجار الكريمة، ينزعجوا جداً ويقولوا كما قال التلاميذ مغتاظين من المرأة التي سكبت قارورة طيب كثير الثمن على رأس يسوع وهو متكئ:

” لماذا هذا الإتلاف، لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء” (متى9،8:26).

فبالرغم من أنهم تلاميذ يسوع إلا أن في هذه اللحظة كان التقييم مادي بحت، ثمن الطيب الغالي وأصبحت الرؤية منحسرة في حيز تجاري ضيق يتلخص في بيع هذا الطيب، والتبرير سهل وهو ” إعطاء ثمنه للفقراء”

هكذا نجد البعض أيضاً يفعلون كذلك فيقولوا “كان يمكن أن يخصص ثمن هذا الثوب الفاخر المطرز بالسيرما المرصعة بالاحجار الكريمة ليعطى للفقراء”

وكأن وصايا الرب جميعها إنحسرت في وصية واحدة “إعطاء الفقراء”

ألم يكن في أيام موسى وهارون فقراء؟؟ ألم يكن من الأفضل أن يدخر موسى وهارون الأثمان الباهظة التي أُنفقت على صناعة هذه الثياب المقدسة التي للمجد والبهاء وأن تعطى للمساكين والفقراء في ذلك الوقت دون الحاجة إلى المبالغة في أن ترصع هذه الثياب بالذهب والأسمانجوني والأرجوان والمرمر والبوص المبروم.

إنما الله الذي يهتم بإطعام الفقير والغريب والضيف وأوصى بهما، أوصى أيضاً بأن تكون ثياب الكهنوت للمجد والبهاء. يلبسها الكاهن في هذا المحفل المهيب في هذا العرس، الذي فيه تُزف الكنيسة كعروس للمسيح. لذلك كيف يحضر الكاهن هذا المحفل المقدس دون أن يكون عليه ثياب العرس؟

ألا يخشى لئلا ينظر إليه الملك قائلاً:-

“يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس” ثم يأمر الخدام قائلاً:-

“أربطوا رجليه ويديه وخذوه وأطرحوه في الظلمة الخارجية…. لأن كثيرون يُدعون وقليلون يُنتخبون” (متى 22 : 11-14)

أن الله يحب الجمال إذ أنه هو ذاته كان “أبرع جمالاً من بني البشر” (مز2:45) حتى أن داوود كتب أيضاً ملتمساً أن يسكن في بيت الرب كل أيام حياته لكي ينظر إلى جمال الرب ويتفرس في هيكله (مز4:27).

ولم يضن الله بالجمال على الإنسان، لذا خلقه على صورته، كشبهه ومثاله (تك27،26:1)، وخلق الطبيعة جميلة خلابة حتى أنه نظر إلى كل ما عمله، فإذا هو حسنُ جداً (تك31:1).

حتى باقي المخلوقات العديدة والزهور وزنابق الحقلألبسها أجمل الثياب حتى أنه “ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها” (متى6 : 28-30).

لذلك كان من الطبيعي أيضاً أن يهتم الله أن ينتقل الجمال إلى داخل بيته المقدس فوضع مثالاً لخيمة الإجتماع أمام موسى النبي الذي صنع كل شئ كما أمره الرب. بل وأكثر من ذلك.. أن الرب دعا فناناً عظيماً هو “بصلئيل” وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لإختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش الحجارة للترصيع (خر31 : 2-5).

ولأن كل شئ صار جميلاً الانسان والحيوان والطير والزرع وبيت الله، لذا كان من المناسب أن يكون لبس الكاهن الذي سوف يقف به في هذا البيت المقدس والجميلأن يكون أيضاً جميلاً للمجد والبهاء. لذلك فالكاهن يلبس ثوب البر ويقف من حوله الأتقياء يهتفون “ني سافيف تيرو”.

عزيزي القارئ سوف أكتفي بهذا القدر من شرح ني سافيف تيرو ، وإلى اللقاء في المقال القادم والجزء الثالثمن هذا اللحن ” فإلى أن التقى بك أتركك تستمتع بنغماته العذبة.

رابط اللحن:

[ad_2]

المصدر : وطنى

Exit mobile version