Site icon ladcoptic

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٣)

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٣)

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٣)  – ladlamp

[ad_1]

تكلمتُ أعزائي القُرَّاء في المقال السابق عن الألقاب التي تُطلَق على قداسة البابا في طقس كنيستنا القبطية الأورثوذكسية، وسوف نعرف في هذا المقال أن لحن “تاواضروس تو ماكاريو” يدور موضوعُهُ بصورة عامة عن تحيته، وألقابه، ومجال خدمته الكنسية،ووظيفته، ووضعه المسكوني، ثم الطلب من الله أن يحفظ رئاسته لسنين عديدة، وسنلاحظ هنا مدى مطابقة اللحن مع هذه التعبيرات اللغوية بصورة دقيقة ومعبرة.

التحليل الموسيقي للحن تواضروس تو ماكاريو:

يتكون لحن “تو ماكاريو” من عدة فقرات أو محطات موسيقية تتوافق مع موضوعات هذه الفقرات، والتي تنتهي كل منها بنهاية وركوز موسيقي تام على أساس السلم، الذي نعتبره في هذا اللحن مقام راحة الأرواح (وهو أحد فروع مقام السيكا)، وتتكون درجاته كالآتي: (سي نصف بيمول – دو – رى – مي بيمول – فا دييز – صول –لا)، ما عدا في نهايته حيث يركز على الدرجة الثالثة (رى) وكأنه في مقام الحجاز ليسلم اللحن للجزء الأخير الذي يُبنَى على مقام البياتي.

وبصورة عامة فإن إيقاع اللحن ثنائي (له نبضتان)، على سرعة تقريبية (ما بين 80 إلى 90 نبضة في الدقيقة)، وهي سرعة متوسطة بطيئة لتعطي وقار وهيبة وجدية تليق بموضوع اللحن، ثم يتحول اللحن في نهايته إلى مقام البياتي بسرعة تقريبية (105 نبضة في الدقيقة)، بإيقاع سريع ليُعطِي إحساس البهجة والنشاط والحيوية التي تنتهي بها أجزاء اللحن.

الفقرة الأولى من اللحن (من الدقيقة 0:15- 1:02 ) وموضوعها (تحية لقداسة البابا وتقديم الإكرام له):

تتكون هذه الفقرة الموسيقية من ثلاث جمل لحنية “تواضروس تو ماكاريو تاتو – أجيو تاتو تى كى سيفاسميو تاتو – باتروس إيمون أف ثيندو كى ذيسبوتا”، والمعنى من اللغة اليونانية: تواضروس الطوباوي (مبارك، مُطَوَّب، سعيد) – الأقدس الكلي الإكرام (جدير بالمهابة، مستحق التبجيل والتوقير) – أبونا ومولانا (زعيم، مُعَلِّم)وسيدنا (أمير، قائد)، وكل هذه الجُمَل تتميز بأن لها قافية واحدة في نهاياتها “تاتو”، تُعطِي إيقاع لغوي جميل وواضح، ويبدأ اللحن والجُملة اللحنية الأولى بهبوط واضح عند اسم قداسة البابا، وكأننا نُعطِي له التحية وننحني أمامه احتراماً وإجلالاً، ثم نلاحظ علواً في كلمة “ماكاريو تاتو” (الطوباوي) لتُعَبِّر عن معنى الفرحة التي نُحسها حينما نأخذ البركة من قداسته، أما في الجُملة الثالثة فهي تبدأ بنفس الوتيرة ولكنها تعلو قليلاً بقفزة موسيقية عند كلمة “أفثيندو” التي تعني (مولانا أو زعيمنا الروحي)، تعبيراً عن السلطان الروحي الذي أعطاه الله له كخليفة للآباء الرسل في الحل والربط ووضع اليد، ثم تنتهي هذه الجُملة والفقرة الموسيقية بنهاية مميَّزَة بها هبوط وصعود في نغمات متحركة سريعة، لترتكز أخيراًعلى أساس المقام (راحة الأرواح) وهو (سي نصف بيمول)، التي تُعطِي راحةً واستقراراً للأذن، مع العلم أن الجُملتَين الأولى والثانية ترتكز على درجة الثالثة للمقام (رى)، وهي درجة ثانوية تحتاج إلى تكملة المعنى بركوز أساسي للجملة الثالثة (سي نصف بيمول).

الفقرة الثانية من اللحن (من الدقيقة 1:03 – 1:31 ) وموضوعها (حدود وأماكن رئاسته الدينية داخل مصر):

وتنتهي أيضا بالركوز الأساسي وتتكون من جملتين موسيقيتين “بابا كى باتريارخو – تيس ميغاليس بوليئوس ألكساندرياس” (بابا وبطريرك – المدينة العظمى الأسكندرية)، ونلاحظ علواً واضحاً في كلمة “بوليئوس” (مدينة)، فهنا يتحدث عن مركز رئاسة قداسة البابا،فهو أساساً أسقف على مدينة الأسكندرية التي كانت من أعظم مدن العالم في القرون الأولى، وكانت المركز الرئيسي للثقافة على مستوى العالم في العصرين اليوناني والروماني؛ ولذلك سُمِّيَت بالمدينة العُظمَى، ومن خلال هذه المدينة كانت تُدَار بقية الكرازة المرقسية في العالم في حدود رئاسة بابا الأسكندرية، ونهاية الفقرة تظهر في طول الجملة اللحنية والجملة المُمَيَّزَة، وفي الرُكوز الأساسي للمقام الموسيقي، وهذه الفقرة مأخوذه من روح الفقرة السابقة في خطوطها اللحنية، وحِلياتها، وركوزاتها، مع اختلافات بسيطة.

الفقرة الثالثة من اللحن (من الدقيقة 1:32 – 2:02) وموضوعها (باقي حدود وأماكن رئاسته الدينية خارجمصر وداخلها):

وتتكون من جُملَتَين موسيقيتَين “ليبيس بيندا بوليئوس إيثيوبياس – نيم أفريكيا كى باسيس جيس إيجيبتو” (وليبيا والخمس مدن والحبشة – وإفريقيا وجميع أرض مصر)، والجملة الأولى قد أعطى لها المُلَحِّن فكرة موسيقية جديدة، لها إحساس مختلف، وتغيرت فيها النغمات في أسلوب “كروماتيك” (التنقل مابين أنصاف الأبعاد مابين الدرجات الموسيقية بصورة متدرجة)، أعطى إحساساً بالبُعد، أي بُعد المسافة مابين مصر والبلاد الأخرى مثل ليبيا والخمس مدن الغربية والحبشة وإفريقيا، فهي تَبعُد عن مدينة الأسكندرية بمئات الكيلومترات، ومع هذا فهي في حدود سُلطَة قداسة البابا الكَنَسِّية وكان المُلَحِّن مُوَفَّق جداً في التعبير عن هذا الإحساس، مما يَدُل على الوعي، والخبرة الفنية، والعُمق الموسيقي لهذا المُلَحِّن الكنسي الكبير، أما عن أماكن المُدن الخمس الغربية حسب المصادر المعروفة كلها في منطقة شمال ليبيا: القيروان (موقعها الحالي مدينة شحات)، برنيق (بني غازي الحالية)، برقة (المرج الليبيبة)، طوشيرا (مدينة توكرة حالياً)، أبولونيا (مدينة سوسة الحالية)، وترجع الجملة الثانية إلى اللحن الأساسي الذي تنتهي به الفقرة بنفس النهاية المميزة على أساس السلم (المقام).

الفقرة الرابعة من اللحن (من الدقيقة 2:03 – 2:45) وموضوعها (وظيفة قداسة البابا وسلطته الكنسية):

أولا تتكون من عبارتين متشابهتين تماما في الخَط اللحني،ومتوافقتين في المعنى، وفي المقاطع، وفي القافية “باتروس باتيرون – بي مينوس بي مينون” (أبو الآباء – راعي الرعاة)، ثم يكمل بجملة أخرى طويلة “أرشي إيريئوس أرشي إيريئون إيمون” (رئيس رؤساء كهنتنا)، وهنا نلاحظ العلو الواضح في كلمة “أرشي” (رئيس)، التي تُعَبِّر عن علو مكانته ورئاسته الدينية، فهو رئيس رؤساء الكهنة (الأساقفة)، وهذه الجملة تنتهي أيضاً بنفس النهاية المعتادة.

وللمقال بقية بإذن الله

 

 

[ad_2]

المصدر : وطنى

Exit mobile version