Site icon ladcoptic

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٢)

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٢)

لحن قداسة البابا “تواضروس تو مكاريو” (٢) – ladlamp

[ad_1]

بقلم: م. منــير وصـــفي بطـــــرس

باحث في موسيقى الألحان القبـطية

مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي

بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة

نستكمل أعزائي القرَّاء حديثَنا عن لحن “تواضروس تو مكاريو”،بمناسبة الاحتفال بمرور عشر سنوات على تجليس قداسة البابا المعظم البابا تاوضروس الثاني على كرسي القديس العظيم مارمرقس كاروز الديار المصرية، طالبين من الله أن يحفظه لنا ويُعطيه سنيناً عديدة سالمة هادئة.

من حيث الألقاب التي تُطلَق على قداسة البابا وتاريخيتها:

1- لفظ (غِبطة): يُطلَق على بطاركة الكنائس المختلفة، وهي كلمة عبرية تُرجمت في العربية إلى كلمة (طوبى) وتعنى أسمى درجات السعادة الغامرة، وبالتالي كلمة (طوباوي) تأتي من هذه الكلمة، وفي الأدب اليوناني القديم كانت تعني “بركة التناغم والتوافق بين الإنسان ومجتمعه”، وبعض الترجمات الإنجليزية تُتَرجمها bless (بركة)، والبعض يُتَرجمها happy(سعادة)، فيُصبِح المعنى الإجمالي: “السعادة التي هي نتيجة البركة، أو البركة التي تحمل في داخلها السعادة”، و كلمة “مكاريوس” قد استخدمها الرب يسوع في الموعظة على الجبل مادحاً المُختارين والمُستَحِقِّين للبركات السمائية، وفي العهد الجديد صارت تُعَبِّر عن الغِبطة المرتبطة بالسلوك النقي.
2- بعد نياحة البابا ديمتريوس الكرام (12) جلس على الكرسي المرقسي البابا ياروكلاس (13) (230 – 246م) الذي كان سابقاً مديراً للمدرسة اللاهوتية، عندما رأى انتشار المسيحية في أنحاء البلاد عَيَّن عشرين أسقفاً لرعاية الشعب، ولشدة محبة الكهنة والشعب له وتمييزا له عن الأساقفة مرؤوسيه لُقِّبَ (بالأسقف الكبير) أو (برئيس الأساقفة)، وأعطوه لقب (بابا) بمعنى أب من كلمة “باباس” التي استُخدِمَت لأسقف الأسكندرية، ليصير هو أول من لُقِّبَ بلقب (بابا ورئيس الآباء)، وقد انتقل هذا اللقب بعد ذلك من كرسي الأسكندرية إلى كرسي روما.
3- في نصوص الصلوات الليتورجية (القداس) يُلَقَّب بطريرك الأسكندرية بلقب (رئيس الكهنة) فيُطلِق مجمع القديسين على البابا بطرس خاتم الشهداء (17) (302-311م) “القديس بطرس خاتم الشهداء ورئيس الكهنة”، وهو أحد ألقاب السيد المسيح له المجد ويُقال في طقس رسامة البابا البطريرك “…واحفظ كهنوته بغير عيب إلى التمام ليخدمك بذبائح روحانية كل حين كرتبة رئيس الكهنة الأعظم الذي في السموات يسوع المسيح ربنا…..”، والفرق بين الرسل وخلفائهم الأساقفة وبين السيد المسيح في أن رب المجد يسوع هو رئيس كهنة وذبيحة في نفس الوقت (عب 9: 11، 12)، وفي أنه رئيس كهنة إلى الأبد (عب 6: 20)، وفي انه رئيس الكهنة الأعظم، وأن رئاسة كهنوته للكنيسة الجامعة هي في كل زمان ومكان، وفي أنه دخل إلى المقادس السمائية مرة واحدة فوجد فداءاً أبدياً (عب 9: 12).
4- في مجمع نيقية المسكوني (325م) نَصَّ بأن بابا الأسكندرية هو (العظيم في البطاركة)، بالإضافة إلى عدة ألقاب أخرى (كثالث عشر الرسل)، (وحامي الإيمان)، و(قاضي المسكونة)، فبابا الأسكندرية هو شخصية مسكونية نتيجة الدور العظيم لكنيسة الأسكندرية في الدفاع عن الإيمان في أيام البابوات القديسين البابا بطرس الأول (17)، البابا ألكسندروس (19)، البابا أثناسيوس الرسولي (20)، البابا تيموثاوس (22)، البابا كيرلس عمود الدين (24)، البابا ديوسقوروس (25) خلال المجامع المسكونية الثلاثة الكبرى.
5- لقب بطريرك كان أولاً يُطلَق على الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، ثم على أبناء يعقوب الإثني عشر (تك 17: 5)، (أع 7: 8)، (عب 7: 4)، ويطلق عليهم البطاركة الأوائل، ثم أُطلِقَ على تلاميذ الرب الإثني عشر وعلى السبعين رسولاً، ثم دخل هذا اللقب في الليتورجية القبطية في زمن البابا بنيامين الأول (38) (623-662م).
6- ثم ظل التقليد يُعطِي البابا لقب (صاحب الغبطة والقداسة بابا وبطريرك ورئيس أساقفة المدينة العظمى الأسكندرية) على أساس أنه مهما انتقل مقر الإقامة للبابا فهو في الأساس أسقف أولاً على مدينة الأسكندرية، ثم يُقال: “وكل أرض مصر والمدينة المقدسة أورشليم والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربية” ثم أُضِيفَت مؤخراً عبارة “وكل إفريقيا وبلاد المهجر”، نتيجة إنتشار الكرازة المرقسية في جميع أنحاء العالم.

عمل قداسة البابا وسلطاته الكنسية:

يقول القديس بولس الرسول (كأسقف) هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله (1كو 4: 1)، فالأب الأسقف وبالتالي الأب البطريرك هو وكيل الله بكل سلطان الوكالة في حدود منطقته، وفي مدة حبريته، فسلطاته تشمل الآتي: الحِل والرَبط، و مغفرة الخطايا، و إقامة سر الإفخارستيا، و القضاء الكنسي، و التعليم، ووضع اليد، وإعطاء المسحة المقدسة، وقداسة البابا البطريرك يُعتَبَر رمز الكنيسة ووحدتها، والمتحدث باسمها أمام الهيئات وفئات المجتمع خارج الكنيسة، و له السلطة العليا في التشريع والعقيدة والرعاية، وله رئاسة المجلس المِلِّي والهيئات القبطية الرسمية، وفي الطقس الكنسي يتميز البطريرك عن الأسقف بشيئين رئيسيين، حق سيامة الأساقفة الجدد وترقية الأسقف إلى مطران في وجود أسقفين أو أسقف واحد على الأقل، وله حق عمل الميرون بالاشتراك مع الأساقفة.

موقع لحن تو ماكاريو في القداس الإلهي:

حيث أن القديس بولس الرسول أوضح في رسائله طبيعة عمل الأسقف، ووظيفة باقي الرتب وتكلم عنها باستفاضة؛ نجد أن الجزئية المُسَمَّاه فترة قراءات البولس تُقال فيها مجموعة من الألحان الرائعة مع هذا اللحن، وهي تخص الأساقفة والبطاركة مثل لحن “بي إهموت غار”، ولحن “إي أغابي”، ولحن الفضائل.

ولأجل هذه الكرامة الجليلة التي لأبينا الحبيب قداسة البابا تاوضروس، وبمناسبة تَزَامُن عيد تجليسة مع عيد ميلاده في نفس الفترة الزمنية، نطلب من الله أن يحفظ حياته، ويحفظ كهنوته إلى أزمنة عديدة مليئة بالسلام، وانتشارالخدمة في عهده بقوة عمل الروح القدس وشفاعة القديسة العذراء مريم وكافة صفوف القديسين.

نستمع إلى لحن “تاواضروس توماكاريو” بصوت المعلم المحبوب المعلم إبراهيم عياد.

 

[ad_2]

المصدر : وطنى

Exit mobile version