سؤال : هل الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص ؟
الجواب
إن هؤلاء الرعاة كانوا يَنقَادُونَ بالروح القدس ، فما الذي كان من الممكن أن يتحدثوا فيه أثناء سهرهم ليلاً ؟ من المؤكد أنهم كانوا يتحدثون في النبوات وفي الأسفار المقدسة . فمثلاً من الممكن أن يقولوا إنهم يرعون الأغنام التي تقدم منها ذبائح كثيرة في الهيكل ، وهذه الذبائح ترمز إلى الخلاص الذي وعد به الله . لكـن متـى سيأتي المخلص ؟! يقـول الكتاب إن حنّـة بنـت فنوئيل تكلمت عنـه مـع جميـع المنتظرين فـداء في أورشليم . إن الله يعلـن لـمـن ينتظره ، ولكـن الذي لا يهمه لماذا يعلن له ؟ !! فهؤلاء الرعاة كانوا ينتظرون مجيء المخلص لذلك يقول الكتاب " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم " ( لو ۲ : ٨ ) . وبالأخص أنهم كانوا في بيت لحم اليهودية مدينة داود ، ومن المعروف أن المسيح هـو مـن نسـل داود حسب الجسد ، لذلك فهؤلاء الناس كانت المزامير هي تسليتهم . إن التسبحة التي نقولها في كل ليلة في الكنيسة مليئة في أجزاء كثيرة بالمزامير والتسابيح والنبوات التي تتحدث عن الخلاص ، وعن عمل الله في حياة البشر . والتسبحة نفسها غير المزامير بها أجزاء مـن الأسفار المقدسة . فمثلاً الهوس الأول تسبحة موسى النبي وأخته شعب إسرائيل عند عبور البحر الأحمر .
وقد كانت مريم النبية مع رمزاً للخلاص ، ورمزاً للمعمودية .
إن الرعاة بكل تأكيد كانوا يسبحون ، لذلك عندما كانت هناك تسبحة على الأرض ، كان هناك تسبيحاً في السماء فيقول الكتاب " وظهر بغتة مع الملاك جمهـور مـن الجند السماوى مسبحين الله وقائلين : المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " ( لو ٢ : ١٣-١٤ ) .
إن كلمة " بالناس المسرة " معناها باللغة اليونانية " المسرة في قلوب الناس الصالحين " .
فالملائكة فرحوا بما حدث في قلب الرعاة عندما سمعوا بشرى الخلاص . والمسيح هو رئيس السلام ، وهـو صانع السلام . لأنه هو الذي سيصالح الله مع البشر ، ويصالح الإنسـان مـع أخيه الإنسان ، ويصالح الإنسان مع نفسه .
وكذلك هو الذي قال " طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون " ( مت ٥ : ٤ ) .
إن الرعـاة كـانوا يسبحون ويتأملون ويصلون ، لذلك ظهـر لهـم الملائكة . فمـن يـريـد أن يحيـا مـع الملائكـة حيـاة الصـداقة والعشرة الحقيقية ، يجب أن تمتلئ حياته بالصلاة ، والتسبيح ، والتأمل في الأسفار المقدسة .
يقول سفر أشعياء " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيهـا فـلـم يفتح فاه " ( أش ٥٣ : ٧ ) . ولذلك نقول في القداس الغريغورى { أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب } ويقول الكتاب أيضاً " أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسـرة الـرب بيـده تنجح " ( أش ٥٣ : ١٠ ) . وأيضاً " حمـل خطيـة كثيرين وشفع في المذنبين " ( أش ٥٣ : ١٢ ) .. " وهـو مجـروح لأجـل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا " ( أش ٥٣ : ٥ ) . فالرعاة كانوا قد قرأوا هذا الكلام ويرددونه . وكانوا يسألون الرب متى سيرسل الحمل الحقيقي الذي يحمل خطايا العالم كله ؟
هل الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص - هل الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص
ladlamp
يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر
فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]