سؤال و جواب - 📝

سؤال : لماذا اختار الملاك الرعاة ؟

سؤال و جواب

سؤال : لماذا اختار الملاك الرعاة ؟

الجواب

إن هناك فرق بين راع ساهر على حراسة الرعية ؛ وبين راع يبدد الرعية .

وهنا نسأل ما هو السبب في اختيار الملاك لهؤلاء الرعاة إلى جوار أنهم كانوا ساهرين ؟ السبب إن هؤلاء الرعاة كانوا يبحثون عن الخلاص . والدليل على ذلك ؛ أنه عند ذهاب السيدة العذراء مريم إلى الهيكـل لكـي تقدم السيد المسيح بعـد أربعين يوماً من ميلاده ، وقفت حنة النبية بنت فنوئيل ، وتكلمت عن المسيح مع جميع المنتظرين فـداء في أورشليم .

أي أن روح الله قد أعلن لها أن هذا هو المخلص .. بمجرد دخول السيد المسيح الهيكل ، تكلم روح الله على فم حنة النبية ، وبدأت تتحدث عن أنه هو خلاص إسرائيل ، وخلاص العالم .

" وكانت النبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير .. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع المنتظرين فـداء في أورشليم " ( لو ٢ : ٣٦-٣٨ ) .

إن الروح القدس كان يحرك بعض الأشخاص في وقت ميلاد السيد المسيح فكما بشر الملاك العذراء مريم والروح القدس حل عليها ، كذلك امتلأت أليصابات من الروح القدس وقالت للسيدة العذراء " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك . فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربي إلي " ( لو ١ : ٤٢-٤٣ ) .

وكذلك امتلأ زكريا من الروح القدس عنـد ميلاد يوحنا المعمدان ، وفتح فمه وقال " مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه . وأقـام لـنـا قـرن خـلاص في بيت داود فتـاه " ( لو ١ : ٦٨ - ٦٩ ) .

فالروح القـدس كـان يعمل في أشخاص كثيرين وقـت أحداث الميلاد ، قبله وخلاله وبعده . إن حدث ميلاد السيد المسيح ، ومجيئه إلى العالم ، هو بداية تحقيق وعد الله لخلاص البشرية . فقال زكريا أبو يوحنا المعمدان " مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه " ( لو ١ : ٦٨ ) لأن الله قد تذكر وعـده المقدس ، لذلك فإن كلمة زكريا تعني " الله تذكر " ، واسم يوحنـا يعني " الله تحـنن " واسـم يـسـوع يعني " الله يخلص " . أي أن الله قد تذكر .. الله قد تحنن .. الله قد خلص .

فعندما قال زكريا " مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه " ( لو ١ : ٦٨ ) . أكمـل وقـال " ليصنع رحمـة مـع آبائنـا ويذكر عهده المقدس " ( لو ١ : ۷۲ ) . و إن الله لم ينس وعـده ، لكنـه كـان ينتظر الوقت المناسب . وذلك بعد أن يكون قد أعد كل شئ . وقد كتبت نبوات كثيرة في الكتب المقدسة تمهيداً لمجيء المخلص ، ورموز كثيرة . لأن تجسد كلمة الله ، أو ظهـور الله الكلمة في الجسد ، لم يكن شيئاً بسيطاً لكي يقدر الإنسان أن يفهمه ، أو أن يستوعبه . فكان لابد أن يمهد الله برموز وأحـداث كثيرة . كما أنه كما ينبغي أن ينتظر حتى يجد الإنسانة المباركـة جداً التي تستحق أن تكـون والدة الإله وهي القديسة العذراء مريم . ولأسباب كثيرة انتظرت البشرية عدة آلاف من السنين حتى أتم وعده . يقول الكتاب " القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا " ( لو ١ : ٧٣ ) . فالقسـم قـد أعطاه الله لإبراهيم ؛ فكان لابد أن ينتظر حتى يأتى إبراهيم ، وعندما أتى إبراهيم . كان قد مر عدة آلاف من السنين . فهذا يوضح أنه كان لابد من حدوث بعض المراحل لكي عندما يتم الخلاص ، يكـون إتمام الخلاص هو تحقيـق لـوعـود قالها الله ، ونبوات كتبها الأنبياء القديسون ، وسجلوها في كتب العهد القديم .

إن الروح القدس كان يعمل في شخصيات كثيرة . ومن بين هذه الشخصيات الرعاة الساهرون على حراسة رعيتهم .

ولكـن لـيـس فقط لأنهم كانوا ساهرين ، ولكن يوجد أسباب أخرى .. فزكريا أبو يوحنا المعمدان عندما تكلـم عـن مـا ذكرته الكتب المقدسة قال " كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر ، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا . ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس . القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا " ( لو ١ : ۷۰ - ٧٣) .

أي أنـه كـان شخصاً يعيش ويدرس نبـوات الأنبيـاء الـتي تتحدث عن مجيء المخلص . وأيضاً الأرملة القديسة التي عاشت في الهيكل أربع وثمانين سنة ، وذلك بعد ترملها بسبعة سنين من زواجها . فهذه الأرملة كانت خلال هذه الأربع والثمانين سنة لا تفارق الهيكل .

وكمـا يقول الكتاب " وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا " ( لو ۲ : ۳۷ ) . فقد ظلت أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل . وذلك في المكان المخصص للنساء ، وليس في الأماكن الخاصة بالكهنة . وقد كانت أثناء هذه السنين تدرس ، وتستمع إلى الصلوات اليومية ، والقراءات المقدسة ، وتقرأ في الأسفار المقدسة . أي أنها كانت متفرغة للعبادة أربع وثمانين سنة . لذلك عمل الروح القدس في داخلها ، في نفس الوقت الذي كانت تعيش فيه كل هذه المعاني التي تتكلم عن مجيء المخلص ، وميلاد السيد المسيح . إن الحدث الذي رأته بعينها قد عاشته بقلبها . أي إنها قد رأته بعيني قلبها قبل أن تراه بعينيها الطبيعية . فتقابل الإحساس الذي عاشته في داخلها مع المنظر الذي رأته بعينيها . وعندما يتقابل شيئان يسرى التيار .

مثلما يحدث عند غلق الدائرة الكهربائية يصير من الممكن أن يسرى التيار . فالروح هو الذي تكلم على لسانها بدون أن يعلمها أحد .

 

سؤال : لماذا اختار الملاك الرعاة ؟


 

ladlamp

يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

شاهد أيضا :

سؤال : هل ذبيحة الصليب تتكرر على المذبح كل يوم ؟

lad

سؤال : أهمية السهر الروحية ؟

lad

سؤال : ما هي أهمية الفداء؟ و هل يلزم أن يكون هناك فداء وكفارة عن الخطية؟

lad

سؤال : ( الإنسان قبل وبعد النعمة ) فما الفرق بين الإنسان قبل النعمة والإنسان بعد النعمة ؟

lad

سؤال : من هم الذين يتممون النبوات ؟

lad

سؤال : ما معنى نوراً تجلى للأمم ؟

lad