Site icon ladcoptic

سؤال : ما معنى العبارة التي قالها السيد المسيح : « لا تدعوا لكم أباً على الأرض » ؟

سؤال و جواب

سؤال و جواب

سؤال : ما معنى العبارة التي قالها السيد المسيح : « لا تدعوا لكم أباً على الأرض » ؟

الجواب

 + لا يعترف البروتستانت بالكهنوت مفسرين خطأ الآية التي قالها السيد المسيح لتلاميذه الرسل الإثنـى عـشـر : « ولا تدعـوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحـد الذي في السموات » ( مت ۲۳ : ۹ ) .

+ لنقرأ معنا هذه الفقرة كاملة من إنجيل معلمنا متى :

« 1 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2 قَائِلاً:«عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، 3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4 فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، 5 وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، 6 وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، 7 وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي 8 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9 وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10 وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. 11 وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. 12 فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.  (إنجيل متى ۲۳ : ۱- ۱۲ ) .

+  جزء من كـلام السيـد المسيح هنـا موجه إلى الجموع :

« فكل مـا قالوا لكم أن تحـفظوه فاحفظـوه وافعـلوا » وجـزء آخر مخصـص للآبـاء الرسل كما هو واضح من المكتوب : خاطب يسـوع الجموع وتلاميذه  لذلك قـال للتلاميذ ( أي الرسل ) : « فـلا تدعوا سيدي… ولا تدعوا معلمين » فمعنى ذلك أنه ينهاهم عن أن يطالبوا الناس بأن يدعوهم سیدي . لأنه يقول « إن الكتبة والفريسيين  يحبون … التحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيـدي سيدي » لذلك يقـول لهم : « وأكبركم يكون خـادماً لكم . فمن يرفع نفـسه يتضع ومن يضع نفسـه يرتفع » . فهنا يحارب السيـد المسيح الكبرياء . فعبـارة « فلا تدعوا سیدي » أي لا تطالـبوا الناس أن يدعـوكـم « سـيدنـا » ، فالاحـتـرام ينبـع من الآخر ولا يُفرض عليه . وهكذا في عبارة « لا تدعوا معلمين » فلا تلزموا أحدا أن يدعوكم هكذا .

+ لكن هل هذا الكلام يتناقض مع كـلام الكتاب المقدس نـفسه ؟ عندمـا يقول : « فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. » ( ۱ کو ۱۲ : ٢٨ ) . إذا أقـام الله في الكنيسة مـعلمين … فهم لا يطلبون من النـاس أن يدعوهم معلمين لكن الله أعطاهم هذا .. لذلك يقول : « وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ،  أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ،  أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ.» ( رو ۱۲ : ٦ ـ ٨ ) . وأيضاً : «  وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ،» ( أف ٤ : ۱۱ ) .

فقـد أعطى الله البعض أن يكونوا معلمين ، فـلا يوجد خطأ إن دعى أحد معلماً لأن الله نفسه قد أعطاه هذا اللقب !!! ولكن لا ينبغي بأن يطالب الناس بذلـك مدركاً أن المسيح هو المعلم الحقيقي . ولذلك قال يعـقوب الرسول : « لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ» ( يع ٣ : ١ ) . والسيد المسيح نفسه في تواضعه قـال : « تعلیمی ليس لي بل للذي أرسلني » ( يو ٧ : ١٦ ) .

+ ولكن عندمـا قـال السيـد المسيح لتلاميذه : « لا تدعـوا سيـدي » كان يكلمـهم عن التواضع ، وأن لا يطالبوا الناس بأن يدعوهم . هكذا فعندمـا يتكلم الراعي لا يقول أنا هو خادم الجميع سیدكم ، لأنه يجب أن يشعر في داخله أنه لا يستحق ، بل هو خادم الجميع.

 

+ في الصعيد يقولون للجد : ( يا سيدي ) لأنه أب آباء ، والجـد فعلاً له مقام محترم في الأسرة ، ولكن يجب أن يتعامل مع الآخرين باتضاع .

+  ويقول قـداسة البابا شنوده الثالث هذه النصيحة دائمـاً : ( كن أخا في وسط أولادك وابنا في وسط إخوتك ) فلا تتعظم

+ أما عن قوله  : « لا تدعـوا لـكـم أبـاً على الأرض » فـقـد خصـص الـرب الكـلام هنـا للآباء الرسـل الـذيـن هـم بمنزلة البطاركـة ، والبطاركة هم رؤساء آباء ( باتریارشیس ) التي تعني ( أب لأمـة ) فكلمة ( باتريا ) تعنى ( أسرة ـ عـشيرة – شـعب ـ أمة ) وكلمـة ( أرشى ) بمعنى ( رئيس ) ، ليس هناك أبوة على الأرض تعلو أبوة البطريرك فهو أب الآباء لذلك قـال السيد المسيح للآباء الرسـل : « لا تدعوا لكم أباً على الأرض » ولا تنسبوا أنفسكم كأبناء لأحد على الأرض ، لأنكم أنتم الآباء في الكنيسة وكل أبوة بعد ذلك تأتى متدرجة منكم .

+  فبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس : « إِلَى تِيمُوثَاوُسَ، الابْنِ الصَّرِيحِ فِي الإِيمَانِ: نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. » ( ۱ تي ۱ : ۲ ) . وكذلك « هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الابْنُ تِيمُوثَاوُسُ أَسْتَوْدِعُكَ إِيَّاهَا حَسَبَ النُّبُوَّاتِ الَّتِي سَبَقَتْ عَلَيْكَ، لِكَيْ تُحَارِبَ فِيهَا الْمُحَارَبَةَ الْحَسَنَةَ » ( ۱ تي ۱ : ۱۸ ) … وهكذا أيضا يدعو تيطس « إلى تيطس الابن الصريح حسب الإيمان المشترك » ( تي ١ : ٤ )

+  قال السيد المسيح لا تدعوا سيـدي ولا تدعوا معلمين ، أي لا تفتخروا بالسلطة ولا بالتعليم ، لكن بالنسبـة للأبوة لم يقل لهم لا تـدعوا آباء ، لأن الأبوة شيء جـمـيـل لذلك يتحدث بولس الرسول إلى أهل كورنثوس فيذكرهم أنه أبوهم بقوله : « لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، لكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. » ( ۱ کو ٤ : ١٥ ) . الربوة عـشرة آلاف فـهـو يـقـول لهم : لكم عشرات الآلاف من المرشدين لكن ليس آباء كثيرون ، لأنه هو الذي ولـدهم في المسيح بالإنجيل . ويقـول للمؤمنين أيضاً : « يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ.» ( غل ٤ : ١٩ ) . فالمخاض يحدث عندما تلد المرأة . فهو يتألم ويعاني في خدمتهم ورعايتهم المستمرة حتى يتصور المسيح فيهم ، أي إلى أن تتضح صورة المسيح بقوة فيهم ، بعد أن لبسوا المسيح في المعمودية بالإيمان الذي بشرهم به بولس الرسول .

+ وأيضاً استخدم يوحنا الرسول كلمـة « يا أولادى ، وكلمة « أيها الأولاد ، كثيرا ، إذ قال : « يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.» ( ۱ یو ۲ : ١ ) . وقـال أيضـاً : « يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ » ( ۱ یو ۳ : ۱۸ ) . وكرر كلمـة « أيها الأولاد » في رسالته الأولى عدة مرات : ( ۱ یو ۲ : ۱۲ ، ۱۸ ، ۲۸ ، ۳ : ۷ ، ٥ : ٢١ ) .

+ فمن يستطيع أن يحارب الأبوة في الكنيسـة ؟ وهل يستطيع البروتستانت أن لا يدعوا آباءهم الجسديين ( يا أبي ) ، فلنسأل البروتستانت في جميع أنحاء العالم إن كان يوجد فيهم شخص واحـد لا يقول لأبيه : ( يا أبي ) !! فإن كان يقول لأبيه الجسدي : ( يا أبي ) فهل كثيراً أن يدعـو الأب الروحي : ( يا أبي ) ؟ وكيـف يطبقون حينئذ الآية التي تقول : « لا تدعوا لكم أباً على الأرض » ؟

+ لقد دعى السيد المسيح أباً كقول الرب : « 6 لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ » ( إش ٩ : ٦ ) . أبوة السيد المسيح شيء مـفهوم قطعاً بالنسبة لنا ، وأبوة الكهنة هي أبوة مستمدة من أبوة السيد المسيح.

 

( لا تدعوا لكم أباً )

 

ladlamp

يسعدنا ان نقدم لكم كل ما يخص المحتوى القبطى باستمرار – كما نتمنى منكم دعمنا و تشجيعكم لنا من خلال مشاركتكم و تعليقاتكم على محتوى موقعنا – حتى نستطيع تقديم المزيد بشكل مستمر

فتابعونا دائما على [ ladlamp.com ]

وصلوا لأجلنا .

Exit mobile version