Site icon ladcoptic

سرتك الأوتار – عن ذكرى نياحة قديسين شهر مارس – تدوين ladlamp –

من المزمور 45 و الأية 8

( كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ )

مقدمة عن المزمور :

  • كاتبة داود النبى داود وأعطاه لبنى قورح حتى يرنموه، وهو الرأى الأرجح .
  • كان المزمور يرنم على السوسن كما فى عنوان المزمور، والمقصود بالسوسن . وهى آلة موسيقية .
  • هذا المزمور مسيانى؛ لأنه يتكلم بوضوح عن المسيا الملك و يذكر العروس و هنا يشير الى ( العذراء مريم أو الكنيسة أو التفس البشرية
  • هذا المزمور هو ترنيمة محبة كما فى عنوانه؛ لأنه تسبيح ومحبة ﷲ، ثم محبة مقدمة . للكنيسة المتعلقة بالمسيح
  • و نقطة هامة يدور حولها موضوعنا . و هى أن هذا المزمور يظهر عظمة الحياة مع اﷲ، وتمتع أولاده ببركات على الأرض، و أمجاد فى السماء
  • هذا المزمور موجود فى صلاة الساعة الثالثة، حيث يحل الروح القدس على الكنيسة، ويمتعها بالمجد مع عريسها المسيح الملك

 

معانى فى الأية :

ثيابك : و المقصود بها جسد المسيح .

مر : سائل صمغى يستخرج من أحد الأشجار التى تكثر فى المغرب، وهو ذو رائحة عطرية . وقدمه المجوس للمسيح

العود : ويسمى أحياناﹰ الميعة، وهو سائل صمغى يسيل من أحد الأشجار التى تكثر فى فلسطين، وهو ذو رائحة ذكية، وكان يستخدم كعطر، وفى تكفين الموتى

السليخة : قشور تؤخذ من أحد الأشجار التى تشبه شجر القرفة، وله طعم ورائحة القرفة

العاج : هو سن الفيل وتزين به القصور و المنازل ؛ لأنه غالى الثمن

سرتك الأوتار : عندما اصدرت الأوتار النغمات ادخلت السرور الفرح الى قلبك

 

تفسير الأية :

تحدثنا هذه الآية عن المسيح الذى تعطرت ثيابه، أى جسده بعطور المر والميعة  و المر هو  مر الطعم جداً (إشارة لآلام الصليب) ولكن رائحته زكية ( إشارة الى المتألم و لطاعه ) وكانوا يكفنون الموتي بالمر والصبر وهكذا عَمِلَ يوسف الرامي مع جسد المسيح.
و الميعة والسليخة أنواع من الأطياب تشير أيضاً لآلام المسيح و هى تسلخ من شجرتها فتموت الشجرة (السليخة). ولقد فاحت رائحة ألام المسيح وطاعته فهو أطاع حتى الموت موت الصليب، وفاحت الرائحة في جميع القصور. والقصور هي بيوت الله وهياكله، وقلوب قديسيه التي هي هياكل للروح القدس. وثوب المسيح هو كنيسته وحين يسكنها الروح القدس تصير لها رائحة حلوة، رائحة قبولها الألم مع مسيحها. وذكر عدة أنواع من العطور فلكل منا فضيلة معينة تختلف عن الآخر. وكنيسته هي قصر العاج والعاج لونه أبيض فالكنيسة تبررت بموت عريسها. ونلاحظ أن العاج يأخذونه من الأفيال بعد موتها، فالكنيسة قبلت الموت مع عريسها لذلك فاحت رائحتها العطرة لقبولها الصليب، وهكذا كل نفس تقبل الصليب. سَرَّتْكَ الأوتار اى تسبحتها تفرحك.

 

 

موضوعنا ( سرتك الأوتار )

فى شهر مارس من كل عام تحتفل كنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار عدد من أباؤها العظام و القديسين المعاصرين فى تاريخ كنيستنا الحديث و الذين أثروا كنيستنا بسترتهم العطارة و الممتلئة بفيض النعمة الألهية و هم قد أصبحوا قدوة و مثال رائع لكل من يريد أن يسلك فى هذه الحياة بجد روحى و أرتباط دائم مع المسيح مخلصنا

و هولاء هم :

البابا كيرلس السادس : 9 مارس – القديس سيدهم بشاى : 15 مارس - البابا شنودة الثالث : 17 مارس – أبونا فلتاؤس السريانى : 17 مارس – أبونا بيشوى كامل : 21 مارس – أبونا ميخائيل أبراهيم : 26 مارس .

و بالعودة الى أية موضعنا و شرحها السابق نستطيع أن نستجلى من الكتب المقدس مكانت هؤلاء القديسين و بركات حياتهم الروحية كالتالى :

"كل ثيابك مر وعود وسليخة من قصور العاج سَرَّتك الأوتار."

كما أتضح لنا فى - معانى فى الأية - فأن ( ثيابك ) تشير الى جسد المسيح و نحن نعرف أن جسده هو الكنيسة و الكنيسة هى جماعة المؤمنين أى أن الكل منتسب الى جسد المسيح . الرسل ( التلاميذ ) و الشهداء و المعترفين و الأبرار و القديسين و غيرهم من فئة و طغمات المؤمنين و أذ تحدثنا الأية ( كل ثيابك ) اى أن هذا ينطبق على الكل بلا أستثناء طلما أنه فى المسيح يسوع .

فنحن نعلم أننا لنا شركه مع المسيح فى ألمه و موته و أوضح مثال على ذلك أنه من أسرار الكنيسة ( المعمودية ) و التى تشير الى أننا دفنا معه لكى نحيا معه و بتطبيق ذلك على ما لاقه المسيح من ألام فيجب ايضا أن نتألم ( فى فهذا العالم حياة التجارب و الضيقات و ألم ) و كانت حياة أبائنا قديسين شهر مارس لا تخلو من الالم و التجرب .

ولكن ....

رغم كل ما مروا به من تجارب و ضيقات و حروب روحية بالتأكيد فقد فاحة منهم رائحة عطره و زكية بقوة يشهد عنها الجميع حتى بعد أنتقالهم و قد ذكر ذلك واصفا أيها ( بالمر و العود و السليخة ) و قد أشارنا اليه و الى ما تعنيه , فكل منه تفوح رائحة بشدة عند الطحن او السحق او السلخ او بأى طريقة أخرى تكون قاسية و مألمة و لكن تنتج أروع ما فيها .

و بنهاية هذا الجزء نستطيع أعتبر المقصود بها  ( ألام هذا الزمان الحاضر )

و نكمل الى التشبيه الأكثر روعة و هو ( من قصور العاج سَرَّتك الأوتار ) :

فأن هؤلاء القديسين و ينتظرهم مجد عظيم فى الحياة الأبدية و قد أشار اليه بأنها قصور مبنيه من العاج و هو غالى الثمن و قيم جدا . أذا تعمقنا أكثر و ذهبنا الى المعنى المادى . فالعاج يخذ من سن الفيل و لا يمكن الحصول عليه الا بعد تعرض الفيل الالم و الأيذاء الجسدى فيصبح ذات ثمن باهظ و بأخذ هذه التفاصيل و التطبيق على المعنى الروحى .

فأن ما أستحقه القديسين و الشهداء هو نتيجة و ثمر ما أحتملوا من ضيقات العالم و تجارب عدو الخير و الجهاد الروحى .

و اخيرا , ينظر الله و يسمع بسرور ما يعزف و يصدر من الحان و نغمات التسبيح و التهليل الصدرة من هولاء الفديسين بفرح و سرورا . فيقول " سرتك الأوتار "

تدوين

جوزيف لويز

أدمن : ladlamp

Exit mobile version