الشماس و اللص
حدث بالفعل
ملاحظة : يستخدم الكاتب بعض الرموز و التفاصيل لتوصيل مضمون و محتوى القصة
كان { م } أنسان مسيحى عادى كالكثيرين و تعود أصوله الى أحدى قرى محافظات الصعيد و لكنه كان من الشباب الساعين الى ايجاد فرصة عمل مناسبه فى القاهرة . و لذلك كان يمضى أغلب أيام السنة بعيد عن أسرته و أهله باستثناء بعض أيام الاجازات و الأعياد .
و فى أحدى تلك المرات و التى قد قرر فيها السفر الى قريته ليمضى بعض الوقت مع أسرته , أستقل قطار الصعيد و كان يملك مبلغ مالى يحتفظ به فى محفظته و مشتاق كالعادة الى لحظة و صوله . و لكن كان التدبير الالهى يرسم له خطه مختلفه و حدث لا يستطيع و لا أمهر كاتب تخيله و سرده كما حدث .
و اليكم البداية :
بعد جلوسة داخل القطار و مرور وقت ليس بقليل أتى الى جواره شاب و كان لصاً يبحث عن ما يسرقه من أحدهم و وجد أن محفظة { م } من السهولة الحصول عليها و أطمن الى ذلك و الى وجود مبلغ بها . فقام بذلك سريعاً و بدون تردد و عناء ثم وقف مسرعا من جواره باحثا عن باب القطار و منتظر اقرب محطة يستطيع القفز أليها و الهرب , و لكن كانت المفاجأة فقد كان هناك قطار اخر يمر فأصبح فى لحظة تحت عجلات القطار و فارق الحياة فى الحال .
وفى أثناء ذلك لا يزال { م } جالس فى مكانه دون أن يدرك ما حدث و بعد ذلك بقليل أذا ( الكمسرى ) يطلب منه التذكرة فمد يده فى جيبه ليخرج المحفظة و من ثم التذكره فادرك حينها أختفائها فما كان منه الا المحاولة مع الكمسرى ليظل فى القطار حتى يصل و لم تنجح المحاولة و لم يكن أمامه الا النزول فى أقرب محطة و العودة حيث أنه لم يقطع الا القليل من سكة سفره .
و على الجانب الاخر مع اللص :
عند البحث معه عن أى شيء يثبت شخصيته حتى يستطيعوا التعرف عليه فالحادث قد تسبب فى اخفاء الكثير من معالم وجهه فلم يجدوا سوى محفظة { م } و التى كانت تحتوى أيضا على بطاقته الشخصية و بعض البيانات .
فما كان من المسؤلين الا الاسراع بابلاغ أهل و اسرة { م } بما حدث و انه قد تعرض لحادث قطار و فارق الحياة , فذهب أشخاص من أفراد اسرته لأستلام الجثمان و بعد العودة به قاموا بتجهيزه للدفن .
و كانت المفارقة : فقد كان { م } شماس و بذلك عند تجهيزه قد ألبسوه تونية الشماس و بعد الصلاة عليه فى الكنيسة داروا به حول المذبح كما هو الطقس فى مثل هذه الحالات أى الرتب الكنيسة وأخيرا ذهبوا به و دفنوه فى مدافن العائلة و حتى هذه اللحظة لم يكن أحد يعلم أن هذا الجثمان ليس لأبنهم .
و عم الحزن الشديد أفراد الاسرة و بالاخص أمه و اخوته واستمر الحال لوقت دون أن يعلموا الحقيقة و لم يكن { م } أيضا يعلم بما حدث نهائيا , و بعد أن أستطاع الحصول على بعض المال قرر العودة مرة أخرى وعند وصوله كان الأتى :
طرق باب منزل أسرته فذهبت والدته لتفتح فكانت الصدمة أذا فؤجت بأن من قامت بدفنه أمس أذا هو حى أمامها فلم تحتمل الصدمة و انهارت و كذلك باقى أفراد الاسرة و سرعان ما أن استوعبوا جميع ما حدث و عرفوا الحقيقة .
و الان من وجهة نظرى لك أن تتأمل فى كل ما كان من أحداث هذه القصة بكل تفاصيلها , فقد كان لها مخرج عظيم و قادر على كل شئ و أكيد لو عرفنا الكثير عن { م } و اللص لادركنا أن هذا تدبير الهى و خطة عظيمة
أنتظرونا فى تدوينات أخرى , و نرجوا منكم المشاركة و التعليق اذا أعجبكم حتى نستمر فى الكتابه فهناك الكثير .