ابونا داود لمعى تفسير سفر اشعياء تكملة اصحاح 65+66 ـ 27 12 2016 ـ fr dawood lamey -
- يستكمل ابونا داود لمعى تفسير سفر اشعياء الاصحاح " 65 "
"افرحوا وابتهجوا إلى الأبد في ما أنا خالق لأني هأنذا خالق أورشليم بهجة وشعبها فرح" (أش 65 : 18)
ويقول ابونا داود لمعى فى اورشليم كنيسة الابدية كل الذين فيها فرحين والشعب نفسه اسمه فرح لذلك الشهداء والابرار نرسم صورهم مبتسمين لانهم فى فرح فى السماء مهما كلنت عذباتهم على الارض
" فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي ولا يسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ " (أش 65 : 19)
يوضح ابونا داود لمعى ان هنا المسيح هو الذى يتكلم وهذا ما قاله يوحنا الرائى قال ان المسيح فى السماء فرحان باولاده واولاده فرحين به وهذا الفرح ليس له نهاية ودائما فى وصف السماء تبدأ بكلمة " لا " لان لا يوجد بها حزن ولا بكاء ولا مرض ولا موت ولا ضيقات ولا ارهاب ولا غلاء ولكن سوف يكون فيها اشياء لا نقدر ان نتخيلها من جمالها ولكن نعرف اننا لا نجد فيها كل الامور التى تحزننا فى الارض
لذلك عندما نصل الى السماء سنكون فرحنين جدا لاننا سوف نكون عدينا كل الضيقات وك مرحلة الخطايا والضعفات وانما الفرحة اعظمة هى فرحة ربنا باولاده فتكون فرحتة ربنا بينا اكبر من فرحتنا بدخولنا السماء
" لا يكون بعد هناك طفل أيام ولا شيخ لم يكمل أيامه لأن الصبي يموت ابن مئة سنة والخاطئ يلعن ابن مئة سنة " (أش 65 : 20)
ويقول ابونا داود لمعى ان يوضح هنا ان الكل يعيش فى السماء وكانهم فى مرحلة الشباب والحيوية وهذا وصف مجازى لان يوجد اطفال يصلوا الى السماء وهو صغار وكل كلام اشعياء هنا مجرد اوصاف لانه لا يقدر ان يتخيل ما فى السماء ولكن يريد ان يقول انها جميل جدا وانها لا توصف من شدة جمالها فليس بها موت ولا بكاء ولا خطية
" ويبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون أثمارها " (أش 65 : 21-22)
ويوضح ابونا داود لمعى ويقول ان القديس بولس شرح هذه الجملة بطريقة اخرى وقال " إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي " فنحن لا نبنى هناك وكلمة بيت هى كلمة مجازية لان المقصود منها الاستقرار الابدى وهى تجمع الكل وتجمع الله بالكل
ويقول ابونا داود لمعى ان اشعياء هنا كان يوصف الحالة التى كان يتمنى اليهود ان يصلوا اليها لانهم كانوا دائما يزرعوا ويغرسوا وياتى العدو وياخذ تعبهم ولكن اذا مرت عليهم سنة واحصدوا ما زرعوا فيعتبروها بركة
ولكن فى السماء لا يبنون ولا اخر يسكن لان هذا طريقة الظلم فى الدنيا اما فى كلمة " لانه كايام شجرة ايام شعبى " يقصد ان شعبه مثل الشجرة وربنا ينظر الى نفوسنا على انها اشجار لانها ترمز الى اختلافنا وايضا لان الشجرة قيمتها فى ثمارها فكل واحد منا قيمته فى ثماره مثل الصلاة والصوم والمحبة والخدمة فجميعنا اشجار مغروسة فى بيت ربنا وكل شجرة لها ثمر مختلف عن الاخر فتكون السماء مثل الجنة بها اشجار مثمرة
" لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم " (أش 65 : 23)
يقول ابونا داود لمعى المقصود هنا ان التعب الارضى هو تعب باطل لان الناس تتعب وتشقى من شئ باطل ليس له قيمة وايضا الناس تعيش فى الدنيا حياة الرعب ولكن دخلت السماء هى ولادة مفرحة ليس بها رعب ولا باطل ويقول ان الذين يدخلون الى السموات يسمون مباركين لانهم اخذوا البركة اما الذين لم يدخلوا السماوات هم ملاعين ونحن نملك فى يدينا ان ندخل السماء ونكون مباركين او نبتعد عنها ونكون ملاعين
" ويكون أني قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع " (أش 65 : 24)
ويوضح ابونا داود لمعى ان الكلام ينطبق على العهد الجديد وايضا على الحياة الابدية ويقول لهم ربنا ان اى شئ يطلبوه هو يجيب لهم بل ايضا قبل ان يطلبوا يجدوا ما يريدون ولكن هذا اذا كانوا يحبون بعض وينفذون وصايا الله
ويقول ابونا داود لمعى لذلك عندما نجد طلبنا تاخر كثيرا يكون المشكلة فينا وليس من عند ربنا لاننا لانعيش صح فالحياة الصح هى التى كلها حب وتواضع وخير ونقاوة وهى تجعل الصلاة قوية ومستجابة
" الذئب والحمل يرعيان معا والأسد يأكل التبن كالبقر أما الحية فالتراب طعامها لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب " (أش 65 : 25)
ويقول ابونا داود لمعى فى كملة " الذئب والحمل يرعيان " تعنى انه يتكلم عن منظر العهد الجديد الذى وضع شاول الطرسوسى وهو ذئب مع استفانوس وهو حمل وذلك لانه لم يعد ذئب وكذلك الاسد وهو طبعه وحشى لم يعد فيه وحشية فهو يريد ان يقول ان فى العهد الجديد المتوحشين سوف يسيروا ابرياء وبسطاء وفى كلمة " اما الحية فالتراب طعامها " لانها ستظل على الارض ومصيرها الهلاك وكلمة " جبل قدسى " هى شارة الى بيت ربنا والمقصود اننا طو ماحنا فى بيت ربنا لا يوجد اذية
- يبدأ ابونا داود لمعى فى تفيسر سفر اشعياء الاصحاح " 66 "
" هكذا قال الرب السماوات كرسيي والأرض موطئ قدمي أين البيت الذي تبنون لي وأين مكان راحتي " (أش 66 : 1-2)
يقول ابونا داود لمعى ان ربنا هنا يختم كلامه بعد رحلة طويلة جدا من شرح مأساة البشرية وهذه الآية تتكرر كثيراً فى العهد الجديد وفى هذه الاية توضح عظمة الرب بان كرسيه فى السماء وارجله تلمس الارض وهذا تعبير مجازى لان ربنا ليس له حدود وموطى قدميه بمعنى ان ربنا سوف يطئ الارض بقدميه وهى اشارة للتجسد فهو سيترك عرشه وياتى ليتجسد عى الارض ويقدسها بقدميه ولكن تظل السماء كرسيه
اما فى كلمة " اين البيت الذى تبنون لى " فنحن جميعنا بعد ان سكن فينا الروح القدس اصبحنا بيوت ربنا ومكان راحته وكن ليس جميعنا بيوت مريحة لربنا لان ما يريح ربنا هو ان تكون فينا المحبة لان الله محبة
واما فى كلمة " هذه صنعتها يدى " فيد ربنا صنعت كل الكواكب والشجر والنجوم والبحار وكل شئ ولكن هذا لا يريح ربنا لان لا يوجد شئ يفرح ربنا اكثر من الحب ويوضح ربنا هذا فى كلمة " الى هذا انظر الى المسكين والمنسحق الروح " لانه يوضح هنا ماذا نفعل لكى يفرح بنا الله بان نكون منسحقين وان نسمع كلمة ربنا ونتاثر بها وننفذها وكلمة مسكين ليس المقصود منها مسكنة المظهر او اللبس بل المقصود مسكنة القلب والروح " القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله " وهذا لان الهنا اله المساكين والضعقاء والفقراء والبسطاء والجهلاء والمذدرا لذلك يجب ان نتهرب من الكرامة وان نخدم كثيرا ولكن نكون غير معروفين من اجل الله لان الذى يريد ان يكون معروف وان تمجده الناس فهذا لن ينظر الى تعبه لان الحكيم هو من يقف متوارى عن الانظار دائما
" من يذبح ثورا فهو قاتل إنسان من يذبح شاة فهو ناحر كلب من يصعد تقدمة يصعد دم خنزير من أحرق لبانا فهو مبارك وثنا بل هم اختاروا طرقهم وبمكرهاتهم سرت أنفسهم " (أش 66 : 3)
يقول ابونا داود لمعى هنا يتكلم عن مأساة اليهود لانهم خلطوا افكارهم بافكار الوثنية لان اليهود فى زمن اشعياء اغلبهم اصبحوا وثانيين وهنا ربنا يتحسر لان لم يوجد مسكين ولا مرتعد من كلام ربنا ولكن الوضع الحقيقى لليهود انهم اختاروا طرقهم والاشياء التى كانوا يكرهونها مثل الوثنية اصبحت تسر انفسهم فمثلا اصبحوا يفعلو مثل الوثانيين بدل ان يقدموا الثور ذبيحة يقتلوا انسان وبداؤا يستهينوا بالذبيحة ويقدموا كلب بدل من الشاة ويقدموا اللبان للاوثان بدل من تقدمة البخور
" فأنا أيضا أختار مصائبهم ومخاوفهم أجلبها عليهم من أجل أني دعوت فلم يكن مجيب تكلمت فلم يسمعوا بل عملوا القبيح في عيني واختاروا ما لم أسر به " (أش 66 : 4)
ويقول ابونا داود لمعى عندما يتركوا الناس الاله الحقيقى ويعبدوا الهه غريبة ربنا يصبر عليهم ولكن فى النهاية هو اله عادل يبطئ غضبه ولكنه لا يبرأ البته ويقول انهم اختاروا ان يعبدوا الاوثان فاختار ان العقاب لهم وهذا لان ربنا دعاهم ولم يستجيبوا لدعائه وتكلم ولم يسمعوا " ها انا واقف على الباب اقرع ان سمع احد وفتح الباب ادخل اليه " ونتيجة انهم لم يسمعوا اليه وقعوا فى الخطية وقاموا باشياء خطأ
- يختتم ابونا داود لمعى تفسير سفر اشعياء بآية " إلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي "