يكلمنا الانبا بنيامين عن شهادة الدم حادث البطرسية
بدأ الانبا بنامين كلامه موجهاً التعزية ويقول احب ان أقدم كل التعزية للبابا ولجميع الإباء وللكنيسة كلها ولاسر الشهداء مع التهنئة أيضا لبركة وجود دماء بريئة جديدة تجدد العمل الكرازى والرعوى في العالم كله ونحن ننظر الى الاستشهاد نظرة كلها روحانية وفكر ربنا في هذا الحدث وهو طبعا شيء مؤلم جدا للضمير العالمى كله ولكل المخلصين للوطن ان في كل فترة دماء تبزل فهو امر موجع لان من يفعل هذا تجرد من كل المشاعر الإنسانية ولكن من الناحية الروحية كنظرة روحية هذا استثمار للموت بمعنى ان لا يكون الموت مجرد نهاية للحياة على الأرض بل يستثمار الانسان موته بان يكون شهيد ويربح اكليل في السماء وهذا ما يتميز به الشهيد عن باقى الناس لانه استثمار لا يزول فهو لحساب الأبدية لانه شاهد الى الله بالدم وشهادة الدم هي اقوى شهادة وهؤلاء الشهداء ينفذوا الآية التي تقول " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته " (فى 3 : 10) وهذا يعنى ان الشهداء يتشبهون بموت السيد المسيح لانه مات مصلوباً سافكاً دمه من اجل حياة العالم لذلك طوبى لهؤلاء الشهداء
ويقول الانبا بنيامين ان لا احد يموت بالصدفة فالشهداء يكونوا مختارين اختيار الهى لذلك فى حادث البطرسية يوجد اشخاص مات من امامهم ومن خلفهم وهم خرجوا احياء لان كل واحد يموت فى وقت معين وبطريقة معينة وفى مكان معين وفى حالة معينة وكل هذا يرجع الى ترتيب ربنا لكل انسان
وشهداء البطرسية هم كوكبة صعدت ارواحها مكللة باكليل الشهادة لانهم باقة مختارة من الله
ويقول الانبا بنيامين ان فى عرف الكنيسة القبطية وكما قال البابا تواضروس ان قدر الكنيسة القبطية ان تقدم ابنائها شهداء فى كل جيل
فالاستشهاد ارادة الهية تتفق مع مستوى روحى معين عند الشخص ان دمه يستحق ان يكون دماً بريئاً صارخاً امام الله
ويؤكد الانبا بنيامين ان هذا الاستشهاد له ثمار لانه سفك دماء لحساب الكنيسة ولحساب الايمان ولحساب الحياة الابدية ونشر وجود الله المؤثر والفاعل
- ويوضح لنا الانبا بنيامين مفهوم الاستشهاد فى المسيحية :
يقول الانبا بنيامين ان السيد المسيح قال للتلاميذ " قبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي فيؤول ذلك لكم شهادة " (لو 21 : 12- 13) لذلك مفهوم الاستشهاد هو ان ربنا راى ان النفوس مستعدة ونقية وهى ثمار لائقة للحصاد فتذهب مكللة الى السماء حتى تشارك فى مجد الابدية ونحن نطوب هؤلاء الشهداء
- ويعرفنا الانبا بنيامين انواع الشهادة :
اولاً شهادة الفم الكرازة بالايمان ولها تقديرها "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً فى ملكوت السماوات" (مت 5 : 19)
ثانياً شهادة السلوك بمعنى ان يكون الانسان عظة وليس واعظ وممكن ان يكون عظة وواعظ
ثالثاً الشهادة بالفضيلة والسلوك والحياة وهى مستوى اعلى
رابعاً الشهادة الاعلى خالص هى شهادة الدم وهى ثلاث درجات :
الدرجة الاولى دم زكى يسفك من اجل عداوة او شئ فى نفسية من قتل دون اى خطا ممن استشهد مثل الاخذ بالثائر
الدرجة الثانية وهى اعلى من الاولى وهى ان يقتل الانسان من اجل الايمان مثل حدث الكنيسة البطرسية
الدرجة الثالة هلى الاعلى خالص هى اذا تم تخيير الانسان ان يترك الايمان او يقتل فيختار الموت من اجل الايمان مثل مارمرقس ومارجرجس ومارمينا وشهداء ليبيا
- ويشرح لنا الانبا بنيامين كيف يكون رد فعلنا على هذه الاحداث :
ويقول الانبا بنيامين يوجد غضبة فى مصر كلها بل فى العالم كله ومن يظن انه يقتل هؤلاء ليقدم خدمة الى الله فهو واهم لانه يذخر لنفسه لعنة وعذاب ابدى لانه يسفك دماء بريئة
نحن لا نشجع الارهاب ونريد ان ربنا يرفع هذا الارهاب من العالم كله ويحفظ العالم فى سلام ومحبة
ونحن كمسيحيين يجب ان نصلى من اجل اعدائنا ونحبهم كما تقول الوصية " أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم " (لو 6 : 27-28) ونحن نصلى من اجل سافى الدم لان دمهم سوف يسفك لان " سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه " (تك 9 : 6)
- ويحدثنا الانبا بنيامين دور الكنيسة فى المساندة واعداد الشعب للاستشهاد :
يقول الانبا بنيامين الكنيسة تعد اولادها للاستشهاد او للحياة الابدية عموما سواء استشهاد او رهبنة وتكريس من خلال خمسة اشياء وهى
اولاً الربط بالذبيح من خلال التناول والحياة الروحية
ثانياً حفظ الوصية والمرور بالاختبارات التى يجتازها الانسان بالحكمة
ثالثاً الصوم الذى يقوى ارادة الانسان ضد الشر
رابعاً خدمة الاخرين وهى روح الخدمة وروح البذل
خامساً العضوية الحقيقية فى الكنيسة وهى ان يكون الانسان عضو حقيقى وفاعل
- يشرح لنا الانبا بنيامين معنى الاستشهاد مدرسة :
يقول الانبا بنيامين ان الاستشهاد مدرسة والمعلم فيها هو الحب وهذا الحب هو الله فمن يتتلمذ على حب اله لابد ان يشهد وتختلف طريقة الشهادة على قدر المستوى الحب الذى وصل اليه الانسان بمعنى الى اى مدى وصل في هذه المدرسة
ويقول الانبا بنيامين توجد أشياء عملية في الاسرة فمثلا اول درجة في الشهادة الى الله هي العطاء وليس حب الاخذ لذلك يجب ان نعلم ابنائنا في بيوتنا كيف يحبوا العطاء المعنوى اكثر من العطاء المادى وذلك من خلال ان يكون الانسان خادوم وملتزم ومحب ومسامح لان البذل والعطاء والحب مدرسة جميلة يجب ان نعلمها لابنائنا لان هذه هي روح الاستشهاد والشهادة تبدأ بالعطاء وحب الاخر
- ويوضح لنا الانبا بنيامين معنى قول ان " الشهداء التابعون للسيد المسح مشوا وراء السيد المسيح الذى اطاع حتى الموت موت الصليب ووضع نفسه طوعية باختياره وارادته "
يقول الانبا بنيامين الشهداء تابعين للسيد المسيح لانه يليق بالرأس المتألمة الجسد المتألم لان لا يوجد رأس متألمة وجسد متنعم " بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله " (اع 14 :22) فاذا كان الانسان في كل شيء متنعم فعلى ماذا سوف يكلل في السموات لكن الانسان يكلل على التعب لذلك ابائنا كانوا يبحثوا عن التعب لكى يكللوا
- ويفسر لنا الانبا بنيامين لماذا طلب الشهداء الانتقام في سفر الرؤية (رؤ 6 : 9-11)
ويقول الانبا بنيامين هذا ليس حقد من الشهداء على من قتلوهم ولكن هذا ارثائاً لمبدأ العدل لان الله عادل كما انه رحيم ويكافأ على كل تعب الانسان يتحمله والشهداء هنا يسالوه الى متى بمعنى ما هو الوقت الذى سوف تنتقم فيه للدماء البريئة وهذا اعلان من الشهداء لضرورة النقمة لسافك الدم وهذا هو الهدف بان ربنا لن يتغاضى عن هذا الموضوع بل سيعطى مكافأة للمقتول ويكون في ذنب على القاتل ولابد ان يحاسب لان مبدأ العدل لابد ان يحدث ولابد ان يأخذ العدل مجراه لذلك العدل في محاسبة القتلا هو امر يرضى قلب الله وذلك من خلال قانون الدولة بانها تحاسب من يقتل وأيضا هذا يوضح ان القاتل هو شريك للشيطان الذى قال عنه السيد المسيح " ذاك كان قتالا للناس من البدء " (يو 8 : 44) بمعنى انه يهلك الناس فمن يقتل يشبه الشيطان ويسير في منهجه ومدرسته واسلوبه بانه قتال للناس
ويقول الانبا بنيامين وفى الرد على الشهداء بان العدل سيكون عندما يكتمل عدد المفديين وهذا يعنى ان الاستشهاد سيكون مستمر في كل زمان وفى كل جيل حتى يآتى المجي الثانى
- ويكلمنا عن تأمل لاحد الإباء "فيما تنهش الذئاب الحملان نجد الحملان تصلى من اجل الذئاب"
يقول الانبا بنيامين يوجد تامل جميل لاحد الإباء ويقول "ارسل الله الحملان وسط الذئاب لكى يحول الذئاب الى حملان" فهناك قتلا كثيرون صاروا حملان مثل اريان الوالى الذى كان قتال للمسيحيين بشراها والعجيب انه أمن بالمسيحية وشهد للمسيح ونال اكليل الشهادة