ابونا داود لمعى تفسير سفر اشعياء تكملة اصحاح 63+64 ـ 13 12 2016 ـ fr dawood lamey -
يستكمل ابونا داود لمعى تفسير سفر أشعياء الاصحاح " 63 "
- أين الذي أصعدهم من البحر مع راعي غنمه (أش 63 : 11-14)
يقول ابونا داود ان هنا كر كلمة الروح القدس فى الضيقة التى تمر بها الكنيسة هذه الايام روح الرب يريح النفوس وتعطى تعزية فوق المنطق وفوق العقل لان لا يوجد منطق يقدر ان يعزنى الناس فى وجعهم واحساسهم بالغدر وعدم الامان انما روح ربنا يريح النفوس ويعزى
- قدت شعبك لتصنع لنفسك اسم مجد (أش 63 : 14)
يقول ابونا داود ان ربنا بيقود الشعب حتى لو فى الآم لان ربنا لم يعطينا وعد بالراحة بل قال لنا "كما ابغضونى سيبغضونكم" وأيضا قال لنا "سياتى وقت يظن فيه ان كل من يقتل يقدم خدمة الى الله" لكن ربنا بيقود شعبه من مجد الى مجد ليصنع لاسمه مجد لذلك دائما ان عندما يكون في ضيقات نتاكد ان في مجد سوف يحدث مثال في الصليب كان في مجد القيامة وفى أيام الاضطهاد على الكنيسة كان في مجد ان ناس كثير امنوا والكنيسة ازدهرت لذلك المجد يكون له تكلفة بدم المسيح اول ثم بدم أبنائه ثانيا وهذا المجد في طريقه الم "نتالم معه ونتمجد أيضاً معه" واسم المجد الذى نمجد به الهنا ياتى عن طريق الضيقات والاحزان والمتاعب ولكن ظل المجد ابدى
- تطلع من السماوات وانظر من مسكن قدسك ومجدك أين غيرتك وجبروتك زفير أحشائك ومراحمك نحوي امتنعت (أش 63 : 15)
يقول ابونا داود كان أشعياء عيش معنا فى هذا الاسبوع فاشعياء يكلم ربنا ويقول له يارب انظر علينا من السماء من مسكن قدسك ويقول اشعياء لربنا اين غيرتك وجبروتك انت الهه غيور على شعبك تحب اولادك ودمهم غالى عليك لذلك نسالك يارب اين غيرتك وجبروتك وهذا تعبير جميل بمعنى اننا بنكلم ربنا لانه يحب كنيسته وشعبه وهو وعد انه الهه غيور ومسؤول عن اولاده اما فى كلمة "زفير احشائك"هى بمعنى ان ربنا فى ضيقنا يتضايق ولذلك نحن ننتظر لكى يتدخل لان له جبوت وغيرة على شعبهوفى كلمة "مراحمك نحوى امتنعت" كان اشعياء يشكى ان المراحم امتنعت لانه فى الجزء السابق كان يذكر مراحم ربنا مع الشعب اليهودى وان الرحمة قد منعت عنه ولكن نحن شعب بسيط نحب ربنا فهو لم يمنع عنا الرحمة
- فإنك أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم وإن لم يدرنا إسرائيل أنت يا رب أبونا ولينا منذ الأبد اسمك (أش 63 : 16)
يقول ابونا داود عندما يكون الانسان تعبان يرفع عينه لربنا ويو له انت ابويا مهما حصل مش ممكن انسى ان انت ابويا ومسؤل عننا كلنا ولا يوجد اب يترك ابنائه للظلم وحتى ان قال ابونا ابراهيم هؤلاء ليسوا اولادى نحن نعرف انك لا ترفضا ولا تتركنا ويكرر أشعياء كلمة "يارب انت ابونا" وهذا يعنى انه يريد ان يقول لربنا نحن نقبل منك اى شئ ولكن نطلب منك ان تظل ابونا لانك تعرف اين خلاصنا وكلمة "ولينا" بمعنى مسؤال عننا لاننا ليس لنا احد غير ربنا
- لماذا أضللتنا يا رب عن طرقك قسيت قلوبنا عن مخافتك ارجع من أجل عبيدك أسباط ميراثك (اش 63 : 17)
ويقول ابونا داود هذا النص غريب لان بالنسبة لوضع اشعياء كان سبب غضب ربنا ان الشعب بعد عن ربنا وفاموا بعبادة الاوثان ودائما يقول ان شعب اليهود هو السيب وفى هذه الجملة يريد ان يقول لربنا لماذا تركتنا نبعد عنك يارب فقال "ماذا اضللتنا يارب" وهى لا تاخذ بالمعنى الحرفى لان ربنا لا يضلل احد ولكن ريد ان يقول لربنا لماذا تركتنا لضلالنا ولقسوة قلبنا ويقول انت يارب كنت بتعطلنا عن فعل الشر وتمنعنا نمشى مثل اهل الدنيا فلماذا تركتنا لغبائنا
ويقول ابونا داود ان فى كلمة "قسيت قلوبنا" حاشة ان تكون القسوة عمل الهى ولكن هويقصد انه سلمهم الى قسوة قلوبهم بمعنى ان الشخص القاسى الذى يصر على القسوة فيتركه ربنا الى قسوته وهنا اشعياء يريد ان يقول يارب لما تلقينا بنعاند وقاسيين لا تتركنا فى عنادنا وقسوتنا لاتتركنا نبتعد عنك بل امنعنا من الغلط
وايضا يقول ابونا داود فى كلمة "من اجل عبيدك" ان كلمة عبيد هى داة الى شعب الله ويريد ان يقول لربنا اذا كان يوجد فى الشعب اشخاص معاندين وقلوبهم قاسية فارجع من اجل باقى شعبك الذى يحبك وهم عبيدك وشهدائك والمتالمين من اجل اسمك
- إلى قليل امتلك شعب قدسك مضايقونا داسوا مقدسك (أش 63 : 18)
يقول ابونا داود هذه العبارة بمعنى ان اشعياء يريد ان يقول لربنا ملحقناس نتمتع بيك لان كان بالنسبة لليهود توجد الضربات المتتالية عندما كانوا فى السبى لسنوات طويلة
ويقول ابونا داود فى كلمة "مضايقون داسوا مقدسك" تعبر عن ما حدث فى هذا الاسبوع وهذا يعنى ان فى كل جيل يحدث هذا بان مضايقين يدوسوا بيت ربنا
ويقول ابونا داود حتى وان داسوا بيت ربنا وداسوا على الكنائس واجسادنا ولكن لا يقدروا ان يدوسوا على ايماننا ابدا فكثير من النفوس ذهبت للسماء من اجل اسم المسيح كثير من الكنائس حرقت واناجيل قطعت انما لا يمكن الايمان ان يروح منا
- قد كنا منذ زمان كالذين لم تحكم عليهم ولم يدع عليهم باسمك (أش 63 : 19)
ويقول ابونا داود بمعنى اننا قدام ليس لنا كبير لان ربنا هو كبيرنا ومسؤل عنا لذلكيمكن ان ينظروا الناس ويعتقدوا ان ربنا تركنا وهو ليس معنا ولكن انت يارب اسمك علينا لذلك لا تتركنا لاننا شعبك وهذا يعنى ان اشعياء يطلب سرعة التدخل من ربنا حتى لا يعتقد احد ان ربنا تركنا
يبدا ابونا داود لمعى فى تفسير سفر اشعياء الاصحاح " 64 "
- ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال (أش 64 : 1)
يقول ابونا داود امقصود ان اشعياء يطلب من ربنا التدخل بسرعة وان يجد لهم حل واباء الكنيسة فسروا هذه الجملة بانها صرخة كل البشرية فى طلب التجسد ويقول اشعياء ان من حضرة ربنا تهتز كل الجبال وذلك بمعنى ان كل الذين يعتقدوا ان لهم قوة وانهم ملكوا الدنيا عندما تاتى يعرفوا انك انت ولينا وانك ابونا وكبيرنا ومسؤل عنا
- كما تشعل النار الهشيم وتجعل النار المياه تغلي لتعرف أعداءك اسمك (أش 64 : 2)
يقول ابونا داود ان المسيح قال "جائت لالقى نار على الارض" بمعنى ان المسيح جاء ووضع روحه فى البشر فى كنيسته وشعبه فالروح القدس هى نار الحب الالهى ربنا كشف لنا محبته لبشر وانه يريد اشتعال كل البشر بالحب الالهى وهنا اشعياء يطلب هذه النار لتذيب القلوب المتحجرة ويعرفوا الحب الالهى ويعرفوان ان مهما فعلوا فينا انهم لان يقدروا ان يخرجوا محبة ربنا من قلوبنا
ويقول ابونا داود ان ممالك الشر يرتعبوا من ربنا ومن اسمه ومن محبة المسيحيين لان المحبة قوية كالموت لاننا لانحب الدنيا نحن نحب ربنا والسماء لذلك لاننتقم لانفسنا ونحب اعدائنا لاننا لا نتمسك بشئ على الارض
- حين صنعت مخاوف لم ننتظرها نزلت تزلزلت الجبال من حضرتك (أش 64 : 3)
يقول ابونا داود ان الجبال بالمعنى الحرفى لاتعنينا ولكن بالمعنى الانسانى تعنى مثلاً انالوثنية تمثل جبل وهذا الجبل تزلزل بمعنى ان كثير من الوثنيين امنوا بالمسيحية وهكذا فى كل عبادة للشر هى جبل تزلزل وامنوا بالمسيحية لان المسيحية انتشرت مثل النار لان نزول المسيح جعل الجبال تتزلزل وفى الطريق كان يوجد دماء شهداء كثيرة لان لم يكن انتشار الايمان سهل فهو دائما مرتبط بدماء اجدادنا
- ومنذ الأزل لم يسمعوا ولم يصغوا لم تر عين إلها غيرك يصنع لمن ينتظره (أش 64 : 4)
ويقول ابونا داود المقصودعبدة الشر وانهم من البداية يرفضوا ان يسمعوا ربنا لانه يقول لهم انه موجود وهم لا يريدوا ان يسمعوه لذلك ربنا اتى اليهم بنفسه لكى يروه بعيونهم
ويقول ابونا داود فى كلمة"لم تر عين الهاً غيرك" هذا وعد جميل خصوصا فى هذا الايام وهو بمعنى ان لم تر عين اله مثلك لا يخزى من ينتظروه ابدا لانه هو الاله الحقيقى وحده
- تلاقي الفرح الصانع البر الذين يذكرونك في طرقك (أش 64 : 5)
يقول ابونا داود بمعنى ان ربنا يستقبل الفرح وهم الذين يفرحوا بالايمان والرجاء لذلك يجب ان لا تغلبنا مشاعر الحزن والغم بل تغلبنا مشاعر الفرح والرجاء لان الانسان الذى يفرح بربنا يراى ربنا لذلك يجب ان نغلب احزاننا بفرح روحى مقدس وهو فرح الرجاء والاستشهاد والدماء والوعد الالهى وان ننتظر ربنا ونكره دائما لان منتظريه وذاكرى اسم الرب يفرحون دائما وحتى اذا كنا اخطائا فنحن برحمتك يارب نخلص الى الابد
- وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة (أش 64 : 6)
يقول ابونا داود ان اليهود كانوا يفتخرون باعمالهم واشعياء اراد ان يقول ان كل هذا بلا فائدة مهما عملوا لان اذا كان بدون نعمة ربنا علينا فحتى اذا صنعنا البر بدون نعمة ربنا ليس له قيمة لاننا لاي يوجد فينا شئ صالح لاننا ممتلئين ضعف وخطية
- وليس من يدعو باسمك أو ينتبه ليتمسك بك لأنك حجبت وجهك عنا (أش 64 : 7)
المقصود ان الناس تنسى ان يدعون اسم الرب وان قليل من الناس الذين يدعونه وهذا عتاب لينا لاننا نفكر فى اشياء كثيرة دون ان نصلى ويقول ان الانسان الذى يعيش فى الخطية يشعر ان ليس له قيمة ويكون تائه فى الدنيا
- والآن يا رب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك (أش 64 : 8)
فى الفقرة السابقة كان فيها بؤس وشقاء ويأس وانهيار ولكن يعود هنا اشعياء لفكرة تفرح القلب بانه ارد ان يقول لربنا اننا خطاه وليس احد منا صالح انما انت ابونا لان ليس لنا احد غيرك وهنا اشعياء يتمسك بربنا فى لحظات اليأس وصغر النفس ويقول لربنا انت الذى خلقتنا من الطين انت ابونا وانت جابلنا ونحن عمل يديك وانت الذى تصلحنا حتى نكون معك فى السما
- لا تسخط كل السخط يا رب ولا تذكر الإثم إلى الأبد (أش 64 : 9)
بمعنى ان كان هذا غضب يارب لا تؤدبنى بغضبك ولا تذكر الاثم لاننا خطاه ولك الحق ان تغضب علينا ولكن نطلب منك ان لا تذكر خطايانا ولكن انظر لنا كاولادك لانك ابونا
- ويختتم ابونا داود لمعى سفر اشعياء باية "أنت يا رب أبونا ولينا منذ الأبد اسمك"