ابونا موسى نصرى اجتماع الانبا ابرام
الثلاثاء 29 11 2016 ـ عظة بعنوان ـ الغضب
خطيه الغضب :-
فنحن نتعامل معها علي اساس انها خطيه بسيطه , حتي اننا في الاعتراف لا نعترف الا بالخطيه الكبيره ونهمل الخطايا الصغيره مثل الغضب , ولكن مسيحيا لا يوجد ما يسمي بالخطيه الصغيره او الخطيه الكبيره , فالخطيه الكارثيه هي التي لانقدم توبه عنها بغض النظر عن حجمها , مثل من يكذب ولا يتوب عنها هذه خطيه واحيانا يكون الكذب بدون ندم اشد من خطيه زنا تبعتها توبه و كان هذا ايضا رأي ابونا موسي نصري في اجتماع الانبا ابرام عن الغضب.
ومن خطورة الغضب :-
- تكمن في اننا نتعامل معه علي انه امر عادي وطبيعي , نتعامل معه علي ان الكل يغضب فهو امر طبيعي .
- ومن خطورته ايضا اننا بسهوله نستطيع ان نبرر هذا الغضب , ونتهم الاخرين بالاستفزاز لنا وانهم متعبين لنا مما يجعلنا نغضب .
- الغضب منتشر حتي ان الكثير اصبح غاضبا دون سبب من كثره الاعتياد عليه , فأصبح الغضب جزء من حياتنا
- الغضب يدمر علاقه الانسان بثلاث اشياء مهمه وهي علاقه الانسان بالله وعلاقته بنفسه وعلاقته بالاخرين :-
- يدمر علاقه الانسان بالله :-
فكلام الكتاب واضح ” غضب الانسان لا يصنع بر الله ” فالانسان الغضوب عصبي , شتام , مستفز , يرفض ان يحب , ويرفض ان يسامح , وخطيه الغضب كما عرفها الاباء هي ام لكثير من الخطايا , فالغضب دون ان نقصد يضع حاجز بين الانسان وبين الله , ومن خطوره الغضب علي صاحبه انه لا يشعر بالغفران , لانه لا يسامح الاخرين لا يعرف هذا الشعور ,والشخص الغضوب يمارس كل الوسائط الروحيه بطريقه شكليه لانه يخاف من الله يمارسها ليحمي نفسه من العقوبه والعقاب , وليس حبا في الله فهو لا يعرف كيف يحب .
- الغضب يدمر علاقه الانسان بنفسه :-
فالغضوب حلي حد تعبير الدنيا يسمي ابو لَمس , بمعني ان أي كلمه توتره واي موقف يؤثر عليه , وفاقد لسلامه , ودائما مصدوم ومتزمر , فمعظم الامراض الجسديه سبهها الغضب والتوتر مثل امراض القلب .
- الغضب يدمر علاقه الانسان بمن حوله :-
فهناك فرق بين الغضب والحزم , فالغضوب كما وصفه ابونا موسي نصري في اجتماع الانبا ابرام ,انسان متعب لمن حوله , ويصعب التفاهم معه , ومعظم الحوارات معه تنتهي بخصام وصدام , والشخص الغضوب ايضا يؤثر في تربيه ابنائه ويؤذيهم , ويجعل الناس تنفر منه , اما الشخص البشوش الهادي الكل يحبه ويحب التعامل معه ويحب وجوده , عكس الانسان الغضوب .
الوقايه من الغضب :-
+ اولا يجب ان نعرف ان دنيويا لا يوجد شئ يطيل البال ويقلل الغضب , فكل الامور الدنيوية مليئه بالتصادم , اما الكتاب المقدس فيقول لنا ان طول الاناه هي ثمره من ثمار الروح القدس ,فموسي النبي وهو شاب دخل في خناقه بين المصري والاسرئيلي , فقتل المصري وهرب الي البريه اربعين عاما يصلي , والرب يعده للخدمه , فقد استغرق اربعين عاما يجاهد ضد الغضب حتي اصبح عمره ثمانون عاما , فجعله الرب قائدا للشعب .
الصلاه :-
فالصلاه مهمه جدا من اجل الوقايه من الغضب , يجب ان نصلي ونطلب من الرب النعمه وان يقوينا ويوسع قلوبنا وان نقدر ان نحتوي الاخرين , صلي ودع الرب يغير فيك ومنك .
استغل وقت الهدوء :-
ليس الانسان الغضوب دائما غضوب , فهو تأتي عليه أوقات يكون فيه هادئ ومسالم , وموده جيده كما يقال , ولكن للاسف الكثيرين يستغلوا هذا الوقت في الجلوس علي الانترنت ومتابعه الاخبار التي تزيد من العصبيه والتوتر , لذلك الافضل ان الانسان الغضوب في فترات هدوئه يستغل هذه الفترات في الجلوس مع ابناءه وزوجته والتكلم معهم بهدوء وتشجيعهم , او الاتصال بالاصدقاء وتمضيه وقت جميل معهم , فمهم ان يكون الشخص الغضوب ذكي في تمضيه وقت فراغه ووقت هدوءه ليعالج مافعله وقت الغضب .
تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم :-
فلكي نغير العصبيه لابد ان نغير اذهاننا , أي ان نتوقف عن القرارات الحازمه المفاجئه , لان هذه القرارات بشكل مستمر تسبب كارثه , فلا احد ينكر ان القرارات الحازمه مهمه ولكن ليس بشكل مستمر يجعلنا عرضه للغضب , ويجب انت نتعلم عندما ندخل في مناقشه مع احد ان نتبع فكره ان انا واللي قدامي نكسب فكره one ways Situations
ان يبقي بيننا حوار متبادل بدل من ان نتبع فكره ان كلمتي لازم تمشي حتي لا نتصادم مع من نتحاور معهم , يجب ان نفرق بين الحوار والمناظره .
تعالي علي نفسك :-
لاتترك نفسك للغضب من اي موقف , بل توقع ان تحدث امور مستفزه من الاخرين في اي وقت وكن مستعدا للتعامل مع هذه المواقف بهدوء وبساطه , تعالي علي نفسك شويه , عدي المواقف ولا تقف علي الواحده وتعترض علي كل شئ .
لم الدور :-
وبالطبع ليس المقصود هنا بكلمه لم الدور ان تكون سلبي وان لا تقول عما بداخلك , ولكن المقصود هنا انه عندما تتعرض لموقف مع احد تفاوض معه بهدوء واذا شعرت بالتوتر والغضب ابتعد ولم الدور حتي تهدأ وتصلي ثم اذهب وعاتب حتي لو عاتبت بحزم, فالعتاب معناه تواضع وكلام يبني ولن تستطيع ان تفعل هذا وانت غاضب ” فغضب الانسان لا يصنع بر الله ” , نفذ حتي ولو جزء من المطلوب وتجنب التصادم , وابتعد تماما عندما تكون متوتر ان تعطي ملاحظات حتي لا تتعرض لردود فعل قد تستفزك اكثر , فالافضل ان تهدأ اولا وتصلي ثم تكلم فيما تريد .
+ اذن فالصلاه مهمه جدا للوقايه من الغضب ويليها ان نقدم محبه بهدوء والتفاوض ايضا يساعد في التخلص من الغضب , وكذلك لم الدور وتجنب المشاحنات والمناقشات الحاده .
انواع الغضب :-
- هناك انسان يغضب علي الاخرين بالشتيمه والضرب .
- واخر يغضب علي نفسه فيصاب بامراض الضغط والسكر .
- واخر يخرج غضبه مع الله وهذا ما يصحح الامور .
هكذا نوع ابونا موسي نصري الغضب في اجتماع الانبا ابرام يوم الثلاثاء .
علاج الغضب :-
فمن يلجأ الي الانعزال ويصب غضبه علي نفسه لن يعالج شيئا , انما يكون اجل العاصفه الي عاصفه اشد , ولكن ان اردت ان تعالج الغضب عليك ان تبتعد و تلجأ الي الله وتصلي باستمرار , فالله حنين ,ولانه تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين , فهو سيساعدك في وقت الالم ويسندك وسيعطيك حكمه , فالصلاه وحدها دون تدخل منك تحل المشكله , فقد تجد من تخاصمت معه آتي بنفسه ليعتذر لك .
اغضبوا ولا تخطئوا :-
والمقصود بها هنا الغضب علي النفس ويواجه نفسه بأخطائه , حتي يستطيع ان يتوب توبه حقيقيه , والعكس فالتعامل مع النفس برقه يجعلها تجد اسماء اخري للخطايا فقد نسمي الكذب حكمه والزنا شقاوه شباب والغش تعاون , كل هذه امور تبعدنا عن التوبه .