ابونا داود لمعى تفسير سفر اشعياء ملخص اصحاح 58 + 59 ـ 8 11 2016 ـ fr dawood lamey -
بدء ابونا داود ببعض الملحوظات على الحلقة السابقة فى تفسير سفر اشعياء الاصحاح "58"
يقول ابونا داود الاصحاح 58 هو اشهر اصحاح يتكلم عن الصوم فى العهد القديم والعهد الجديد وهو اكثر اصحاح يشرح معنى الصوم روحيا
ونقسمه الى اربعة اجزاء
- الجزء الاول يتكلم عن عدم رضا ربنا عن صوم اليهود وهو الصوم الظاهرى بدون الروحانية والمحبة
- الجزء الثانى يشرح الصوم الذى يرضى ربنا وهو ان الصوم هو توبة صادقة وعمل رحمة ومحبة للبشر
- الجزء الثالث يتكلم عن بركات الصوم الذى يرضى الله وهى نمو الصحة الروحية واستجابة الرب ويتحول ظلامنا الى نور ويقودنا الرب على الدوام وربنا يعطينا شبع وفرح وسلام
- الجزء الرابع يتكلم عن تقديس يوم الرب وهو السبت فى العهد القديم والاحد فى عهدنا الجديد وان نتلذذ بالرب ولا ننظر الى الارضيات
بدء ابونا داود تفسير سفر اشعياء الاصحاح "59"
"ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع" (اش 59 : 1-2)
يقول ابونا داود يد ربنا تقدر تخلصنا من كل المشاكل لكن ساعات الناس تحس ان ربنا مش بيرد ولا يتدخل فى المشاكل ولا فى الاضطهاد ولكن هنا يقول ان ايد ربنا تقدر تعمل كل حاجة ولكن المشكلة مش عند ربنا المشكلة عندنا لاننا لانصوم ولا نصلى فاذا صومنا وصلينا ربنا يعمل لنا مانريده واكثر لان ربنا دائما يسمعنا ولكن يجب ان نتراجع ونتوب عن خطيانا حتى يتدخل ربنا فى حياتنا لان الخطية تقف فاصل بيننا وبين ربنا فاذا لم نشعر بربنا ذلك بسبب خطايانا ولكن اذا قدمنا توبة عن الخطايا نشعر بوجود ربنا فى حياتنا فالخطية هى التى تعطل ربنا عن الاستجابة وليس تقصير من ربنا كما يعتقد البشر
" أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالإثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر" (اش 59 :3)
يقول ابونا داود هنا يكلم اليهود ويقول ان ايديكم بها شر وتنجست بالدم ولم يقصد المعنى الحرفى القتل ولكن يقصد كل نوع من الظلم تفعله تبقى ايدك شايلة دم لانك تسببت فى ان شخص يبعد عن ربنا ويقول ايضا ان ربنا لا يستقبل صلاة وصوم من انسان كاذب لذلك يجب ان نحذر من عدو الخير لانه اذا وجد شخص يصلى ويصوم من قلبه يتربص له ويجعله يكذب او يقع فى ادانة او ظلم حتى يعطل تاثير الصلاة والصوم لكى لايستجيب الرب لذلك اذا صلينا وصومنا يجب ان نتحاشى الكذب والادانه حتى نقدم صلاة نقية وصوم مقبول ليستجيب الرب لنا
"ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل" (اش 59 : 4-8)
وهنا ربنا يقول انه لم يجد شخص يصلى وهو مستقيم وان يوجد ظلم كثير ويقول ابونا داود هنا يقصد ان الخطية تبدء بفكرة وهى الرغبة المختفية والفكرة هى مشروع خطية واذا اكتملت فكرة الشر تولد الخطية والخطية متعبة لانها تخدع الانسان وتظهر له انها بها سعادة ولكن فى الحقيقة كل من يخطأ هو انسان تعيس وتعبان لان الشر يعطى راحة مؤقته ومزيفة ولكن بداخلها مرار وايضا يقول هنا ان الذى يتعامل مع الاشرار يصبح مثلهم شرير وهنا يتكلم عن جو كله فساد وغش ومن يعيش فيه يموت لان الشر يجلب شر وطرقهم ومشروعاتهم لا تكتمل لان الشرير لاتوجد بركة فى حياته فيكونوا عايشين فى سراب ووصف هنا جيل اليهود فى زمن اشعياء بانهم يسعون الى الشر وافكارهم افكار اثم ويحبوا ان يسرقوا ويدوسوا على من حولهم ولا يعرفوا طريق السلام لانهم يمشون فى طريق العالم وطريق العالم ليس به سلام لان العالم يتغنى بشعارات كاذبة لان لايوجد سعادة ولا سلام الى فى طريق ربنا
"من أجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل ننتظر نورا فإذا ظلام" (اش 59 : 9-11)
يقول ابونا داود هنا نرجع مرة اخرى لتفسير عدم استجابة ربنا لاننا نحن الذين نبتعد عن ربنا بسبب الخطية ربنا لا يبتعد عنا فهو يحب ابنائه ولكن نحن نبعد عنه بخطيتنا ونشعر انه هو الذى تركنا ودائما نتوقع النور ونجد الظلام وذلك بسبب عدم وجود المحبة والروحانية والنقاوة والقداسة ونكون مثل العميان نتخبط فى العالم ونتوه فيه لان الشهوات والخطايا تسببت فى عماء للبشر واصبحوا لا يميزون الظلام من النور ونكون تائهين ويائسين وفى حزن وكآبة
"لأن معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا" (اش 59 : 12)
يقول ابونا داود هذا تعبير مهم لان ساعات بعض الاشخاص خطياهم تزيد بسبب اتجاه تفكيرهم وقلبهم وضياع وقتهم ولكن هم يعتقدوا انهم فى الطريق الصحيح لمجرد انهم يحضروا القداسات والاجتماعات فى الكنيسة لذلك يجب ان نراجع انفسنا من وقت لاخر وهنا يقصد ان الحالة الدينية والروحية عند اليهود تسوء وخطايانا تشهد علينا معناها ان الخطية اذا لم نقدم توبة عنها فهى لم تغفر لنا وسوف تعطل ابديتنا ولا تدخلنا السماء لذلك يجب ان نقدم توبة واعتراف عن خطايانا وجميعنا نعرف خطايانا
"تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية" (اش 59 : 13-16)
كذبنا على الرب تعنى اننا وقفنا امامه وكاننا اشخاص اتقياء ونحن ليس كذلك ولكن ربنا لا ينخدع بالمظهر ويقول ايضا ان الخطية اصبحت منتشرة فى كل مكان وصار الصدق معدوم لايوجد احد صادق واذا وجد شخص صادق يستهزئون به وربنا راى كل هذا وكلمة ساء فى عينيه انه ليس عدل المقصود منها ان ربنا لا يحب الظلم ولا ينخدع بالغش والرياء وراى الرب انه لا يوجد ولا شخص جيد وتحير لانه لم يجد من يشفع لهم لان جميعهم خطاه لذلك قرر ربنا انه سياتى بنفسه لينقذ البشرية لان ربنا هو الوحيد البار والذى يقدر ان يخلص البشرية
فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على رأسه ولبس ثياب الانتقام كلباس"(اش 59 : 17-18)
وهنا اشارة لتجسد السيد المسيح لان المسيح عندما جاء على الارض اخذ شكل العبد البار وجاء ليخلص البشرية وهنا يصور المسيح كانه جندى قوى جاء ليحرر البشر ولينتقم من الشيطان لما فعله باولاده والمقصود من الغيرة هى الحب القوى لان ربنا جاء ليخلصنا من اجل محبته لنا والمسيح سيجازى الشيطان وعلى قد مالشيطان سرق من اولاده هيكسر مملكة الشيطان ويحرر اولاده منها وكل الامم التى عاشت للوثنية وعبدت الاوثان سيهدمها المسيح ويهدم مملكة ابليس
"فيخافون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده" (اش 59 : 19)
يقول ابونا داود ان هنا يقصد ان بعد تجسد المسيح بلاد بعيدة عن اليهود ستعرف المسيح ويمجدوا اسم ربنا وهذا ما حدث بالفعل فى العهد الجديد " إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب" وهذه اشارة الى معرفة المسيح فى كل العالم فى العهد الجديد ولكن فى العهد القديم كان اليهود فقط الذين يعرفون ربنا ويقول ايضا اذا جاء العدو ليغرق اولاد الكنيسة فايد ربنا قوية تجعله يرحل بعيد
"ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب" (اش 59 : 20-21)
وهذه نبوة عن المسيح بانه سيتجسد وياتى الى التائبين ونحن ايضا اذا تبنا ياتى المسيح الينا ويدخل الى قلوبنا وعقولنا ويسكن فينا ويتعهد ربنا ويوعد التائبين بان روح ربنا ينتقل من المسيح الى شعب المسيح زمن نسلهم الى نسل نسلهم من جيل الى جيل فيكون شعب يسكن فيه روح الله لان ما يميز شعب المسيح انه يتكلم بكلام ربنا ويعيش بروح ربنا
بدء ابونا داود تفسير سفر اشعياء الاصحاح "60"
"قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك" (اش 60 : 1-3)
وهنا يكلم الكنيسة وكل البشرية ويقول لها افرحى ونورى لان مجد ربنا اشرق عليكى فالمسيح جاء وحول الظلام الى نور
يقول ابونا داود ان الوقت الذى يعيش فيه الناس فى ظلام وخطية وذل وشهوات ومنتظرين حكم الموت الابدى سيكون اولاد ربنا عايشين فى النور ويقول ايضا ان مجد ربنا يظهر فى اولاد ربنا فنجد اولاد ربنا فرحانين وشاكرين وودعاء "يروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا اباكم الذى فى السموات" فيبدء كل البشر ياتوا وراء الكنيسة لان اذا ظهر مجد ربنا علينا الناس هتتبعنا وملوك الارض ايضا وحدث فعلا فى تاريح الكنيسة ان ملوك اعترفوا بالمسيح ودخلوا فى النور
"ارفعي عينيك حواليك وانظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك" (اش 60 : 4-7)
وهنا يكلم الكنيسة والبشرية التى تمتعت بالخلاص فى العهد الجديد ويقول لها افرحى لانها اذا نظرت حولها ستجد لها ابناء فى كل العالم ويكون لهم كرامة لانهم ابناء الملك وعندما يعود اليكى اولادك تفرحى بخلاص اولادك الذين من كل مكان فى العالم وان الشعوب التى كانت تتباهى بالمال ستضع المال تحت ارجل الكنيسة ويتركوا الشر ويصبحوا بتوليين وزاهدين ولان الكنيسة عايشة فى حالة محبة وفرح فتكون دائما فى حالة تسبيح وهذه اول خطوة للسماء وايضا يوصف اشكال شعوب مختلفة ستكون مع ربنا وان هؤلاء التائبين هم الذين يجملون ويزينوا الكنيسة بتوبتهم