Site icon ladcoptic

ابونا يوحنا باقى تدبيرك فاق العقول ـ بعنوان أقبل هذا القليل

 

ابونا يوحنا باقى تدبيرك فاق العقول

 بعنوان  أقبل هذا القليل

 

 

ان المقياس الواضح الذى يؤمن به البشر هو ان المال اهم شئ فى الدنيا ولكن مفهوم ربنا بيختلف

وفى احد الايام ذهب رجل من الاغنياء المعروفين في الاسكندرية الى الدير ليشكر الله على عمله معه وذهب الى الرهبان لياخذ بركة منهم ويستفيد منهم وراى ان الرهبان لبسهم بسيط وحالهم على قدهم  وفكر فى ان يعطى الرهبان من ماله ولكن كل راهب كان يرفض ان يأخذ منه المال ” ويقولوا احنا عندنا الخير كتير هنا “

فكان يندهش من كلامهم وانهم مكتفيين بما يملكون لانه يرى ان القلاية فارغة والبس بسيط جدا

وبعد ان مر على عدد كبير من الرهبان ذهب الى رئيس الرهبان القديس مكاريوس الاسكندرانى

وقال له ” انا بشكر ربنا جدا وان خيره عليا كتير لكن انا جاى اشتكى ليك من حاجة الإباء هنا مبروكين ولكن انا شايف ان حالتهم المادية على قدهم وغلابة وانا عديت على عدد كبير منهم اخدت بركتهم واستفدت من ارشاداتهم لكن حاولت اقدملهم اى حاجة ولكن هما رفضوا”

فرد القديس مكاريوس ” الرهبان مكتفيين وبيشتغلوا كتير وبيكفيهم ويزيد وبيعطوا الفقراء ونشكر ربنا في خير كتير عندنا “

وحاول الغنى ان يقدم اى شيء ليهم ولكن لم يوافقوا فشعر الغنى بانه مرفوض وان ربنا مش قابله

ولكن قال له القديس مكاريوس ” ربنا قابلك ومحبتك وصلت لان انت حاولت “

ولكن الغنى اصر على ان يعطى الفلوس للقديس مكاريوس

فوافق القديس مكاريس وطلب منه ان ياتى بالفلوس وعندما احضرها الغنى قام القديس مكاريوس بوضع الفلوس على قطعة من القماش على الأرض امام مدخل الدير وقام بدق أجراس الدير فتجمع كل الرهبان وكان عددهم 2400 راهب

وقال لهم القديس مكاريوس ” يا اخوة هذا الرجل يحب ربنا ويريد ان يقدم شكر لربنا من خلال تقدمة لكل واحد منكم فكل واحد منكم ياخد ما يحتاجه من المال”

ومر جميع الرهبان في طابور من جانب المال ولم ياخد اى واحد منهم شيء

فتعجب الغنى وقال للقديس مكاريوس ” يا ابى من اجل الله اريد ان اترهبن ” لانه راى ان الرهبان مستكفيين بربنا ولا يريدوا اى شئ من العالم

فقال له القديس مكاريوس ” يا ابنى الرهبنة صعبة عليك لانك رجل غنى مش هتقدر على حياة الرهبنة”

ولكن الغنى طلب منه فرصة ومن كثرة الحاح الغنى وافق القديس مكاريوس وبدء الغنى يدخل في حياة الرهبنة واصبح راهب

الانسان الذى يحب ربنا تقل عنده محبة المال واللى معاه ربنا ربنا بيكفيه ويعطيه راحة وشبع ويبقى مبسوط في حياته اما الذى يحب المال دائما يكون مضطرب وتعبان

بولس الرسول يقول ” ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما “

Exit mobile version